ماذا تعني عودة بنيامين نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل بالنسبة للمنطقة وللبنان، وهل من خوف من استتباب التطرّف مجددًا ومن عودة المخاوف من حرب محتملة بين إسرائيل ولبنان؟
بيروت: عودة بنيامين نتانياهو الى السلطة في إسرائيل أعادت طرح أسئلة جوهرية في المنطقة اذ يتخوّف كثيرون من أن يؤثر ترؤس نتياهو لرئاسة الوزراء على عملية السلام الاسرائيليّة ـ الفلسطينيّة وعلى المفاوضات الإيرانية-الأميركيّة، وعلى الأمن في لبنان.
وفي هذا الصدد يعتبر النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" أن السياسة الخارجيّة لإسرائيل تجاه العرب، خصوصًا بموضوع الصراع الفلسطيني الإسرئيلي لا تتغير كثيرًا بين يمين أو يسار متشدد، ولكن يبقى أن اليمين المتشدد واضح أكثر في طروحاته أكثر من اليسار، مع وجود فريق يغلّف كلامه بكلام معتدل وآخر أكثر وضوحًا، ويلفت زهرمان إلى أن المهم في الموضوع ليس فوز نتانياهو بل فوز الإنجاز الأول للكتلة العربية التي حصلت على 14 مقعدًا، وهي المرة الأولى اتي تحصل في اسرائيل.
أما النائب مروان فارس (8 آذار) فيؤكد ل"إيلاف" أن كل الحركات في إسرائيل متشابهة، ولا فرق بينها، وجميعها معاد للشعب الفلسطيني وللعرب أيضًا وهي مع إقامة الدولة اليهودية، وصراع إسرائيل مع العرب سيستمر، لأن اسرائيل مجتمع قائم على باطل، وسيحصد نتائج سيئة.
وبحسب فارس "انتخاب نتانياهو يعني أن المجتمع اليهودي سيذهب إلى المزيد من التطرّف والتعصب والعداء للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
ونوّه فارس بالكتلة العربية التي حصلت على 14 مقعدًا وتشير إلى الشعور بالخطر في المجتمع اليهودي على فلسطين، و"هذه الكتلة رغم كل شيء لن تغيّر الأوضاع لدى الفلسطينيين بل ستبقى الأوضاع كما هي عليه، والطريق الوحيد لتحرير فلسطين والتمسك بحق العودة بحسب فارس يبقى طريق المقاومة ولا حل غير ذلك".
ويعتبر فارس أن المنطقة ككل مع مجىء نتانياهو متجهة أكثر نحو التطرّف. فرأينا ما جرى في تونس، وقبلها من عمليات "إرهابية" في المنطقة في مصر وليبيا واليمن وسوريا. و"يجب تجفيف الدعم المالي للقوى "الإرهابية" في المنطقة، ويجب التنسيق لوضع حد للحركة "الإرهابية" في لبنان بدءًا من شمال القلمون".
دور نتانياهو في النووي
هل سيسعى نتانياهو إلى تقويض الاتفاق النووي المنتظر بين إيران وأميركا يجيب زهرمان أن إسرائيل لديها اللوبي الخاص بها في الولايات المتحدة الأميركيّة، ولديها بعض الامتيازات في أميركا، ولكن في الوقت عينه أميركا حتى لو توصلت إلى اتفاق مع إيران حول النووي، فهناك آلية طويلة كي يُنظر إلى الاتفاق ويتم التوافق عليه، من خلال مؤسسات الحكومة من الكونغرس وغيرها، هذا الملف من خلال توجّه السياسة الخارجية الأميركية إذا هناك مصلحة أميركيّة فهي ستتخطى الضغوطات الإسرائيليّة، مع العلم أن هذا الملف يحتاج إلى مسار طويل لتحقيقه.
أما فارس فيعتبر أن مجىء نتانياهو يبرز التناقضات الإسرائيليّة الأميركيّة، ولن يدوم اللوبي اليهودي المعارض للاتفاق النووي الإيراني الأميركي، ولن يستمر في مواجهة الولايات المتحدة الأميركيّة.
أمن لبنان
كيف يؤثر وصول نتانياهو إلى الحكم على أمن لبنان وهل من خوف على حرب متوقعة بين لبنان وإسرائيل؟ يقول زهرمان إن في المرحلة الحالية مع اعتبار أن الحرب ستكون بين حزب الله وإسرائيل فإن الفريقين لا مصلحة لديهما في أن يخوضا المعارك، لأن هناك ملفات كثيرة في المنطقة ستتأثر بأي حرب أو معركة بينهما، فالمرحلة المقبلة لن تشهد حربًا على الجبهة الجنوبية للبنان، مع وجود وضع إقليمي يساهم في لجم الحرب.
ويعتبر فارس أن لا خوف على حرب مقبلة بين لبنان وإسرائيل، لأن هذه الأخيرة تعلمت درسًا في المرات السابقة.
التعليقات