بيروت: ارتفعت حصيلة الهجوم المزدوج الذي استهدف احتفالات للاكراد الجمعة في شمال شرق سوريا الى 45 قتيلا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان السبت مشيرا الى وقوف تنظيم الدولة الاسلامية خلف هذا الهجوم.

من جهة ثانية، ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها الى 83 عنصرا قتلوا خلال هجمات نفذها الجمعة تنظيم الدولة الاسلامية ضد مواقعها في ريفي حمص وحماة (وسط)، بحسب ما اعلن المرصد السبت. وتعد هذه الهجمات من اكثر الهجمات دموية في يوم واحد مع حصيلة تفوق 120 قتيلا بين مدني وعسكري.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عدد القتلى الاكراد في الحسكة "ارتفع الى 45 شخصا، بينهم خمسة اطفال على الاقل و15 امراة، بعد هجمات الليلة الماضية" التي استهدفت احتفالات عشية عيد النوروز، راس السنة الكردية. وكان المرصد احصى الجمعة مقتل 33 شخصا.

واوضح عبد الرحمن ان "عددا من المصابين الذين كانوا في وضع حرج قضوا متأثرين بجراحهم" لافتا الى ان "المحتفلين الاكراد كانوا يضيئون الشموع ومعهم عدد كبير من الاطفال" لحظة وقوع الانفجار. واضاف "اليوم السبت كان يفترض ان يكون يوم احتفال بالحرية لكن الناس خائفون من الاحتفال". ولم تتبن اية جهة هجمات الحسكة، لكن عبد الرحمن قال ان "تنظيم الدولة الاسلامية هو من يقف خلف الهجوم المزدوج".

ونفذ انتحاري التفجير الاول مستهدفا تجمعا خلال الاحتفالات في المدينة، فيما نتج التفجير الثاني من عبوة ناسفة استهدفت تجمعا آخر على بعد مئات الامتار. وتتقاسم قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، بينما تدور في ريف الحسكة معارك ضارية بين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية على بعض الجبهات، وبين التنظيم وقوات النظام على جبهات اخرى.

وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاعمال "البشعة" التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية للحض على العنف الطائفي بين المكونات السورية. وحذر القائد العام لقوات الاسايش‬ (قوات الامن الكردية) جوان ابراهيم من ان الجريمة "لن تمر من دون عقاب"، وفق ما نقلت عنه احدى صفحات وحدات حماية الشعب الكردية على فايسبوك.

وبعثت وزارة الخارجية السورية السبت رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي على خلفية هجمات الحسكة، وفق ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وطالبت الخارجية مجلس الامن "بإدانة هذا العمل الارهابي وباتخاذ اجراءات حقيقية رادعة بحق الجماعات الإرهابية والدول الداعمة والراعية لها".

كما دعت "المجتمع الدولي الى الكف عن التعامل مع آفة الإرهاب ومع التنظيمات الارهابية المسلحة وفق معايير مزدوجة"، محذرة من ان "نار الارهابيين وشرورهم لن تختزل على حدود سوريا فحسب، بل ستمتد إلى بلدان العالم الاخرى".

في وسط البلاد، ارتفعت حصيلة القتلى في هجمات شنها تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة ضد مواقع تابعة للقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في ريفي حمص وحماة الى 83 قتيلا على الاقل، وفق ما اعلن المرصد السبت. وكان المرصد احصى الجمعة مقتل اكثر من سبعين عنصرا في هجمات شنها التنظيم في ريفي حمص وحماة.

وقال عبد الرحمن ان حصيلة القتلى في حماة وحدها بلغت 63 شخصا، لافتا الى ان "هجمات التنظيم مستمرة في محاولة لقطع طريق الإمداد الواصل بين خناصر والسلمية" وهو الطريق الرئيس لقوات النظام الى حلب. وتسيطر قوات النظام على معظم محافظتي حمص وحماة، وهناك وجود محدود لتنظيم الدولة في الريف الشرقي لكل من المحافظتين.

من جهة اخرى، احصى المرصد اعدام تنظيم الدولة الاسلامية 13 شخصا خلال اليومين الاخيرين في مناطق سيطرته في محافظات دير الزور وحمص ودمشق، بتهم عدة ابرزها "التجسس لصالح النظام" و"سب الذات الإلهية".
&