تتسابق الدعوات إلى حوار الرياض مع تصعيد عسكري كبير، تمثل في ضرب القصر الرئاسي في عدن بالطيران. وهذا الأمر قد يجلب على اليمن تدخلًا خارجيًا لا يريده اي من الأطراف اليمنية.


حيّان الهاجري من الرياض: ارتفعت حدة المواجهة بين الانقلابين الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي صالح من جهة، وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد اقتحام قوات هادي الخميس في عدن معسكرًا تديره عناصر تابعة للحوثيين، وسيطرتها على معسكر الصولبان الذي كان متمردًا، وبعد إغارة طائرات تابعة للحوثيين على القصر الرئاسي في عدن.

وفي ظل التوتر المتصاعد الذي ينذر بتفجر الوضع في عدن، دعت أحزاب يمنية إلى ضبط النفس، والمشاركة في حوار الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، إذ يعدونه مخرجًا من الأزمة وردًا على استخدم القوة العسكرية المفرطة التي سجلت أول من أمس في عدن، في حين طالب ممثلو الأحزاب إلى زيادة الدعم الخليجي لإتمام العملية السلمية في اليمن.
&
تحول خطير

يقول الدكتور محمد السعدي، الأمين العام المساعد لحزب التجمع: "القصف بالطائرات تحول خطير في هذه المرحلة الحرجة، التي تمر بها اليمن، وهو عمل يتنافى مع الأعمال السياسية التي نقوم بها لوحدة اليمن، ولا نرضاه ولا نقبله ما دمنا في نطاق الحوار الوطني، الذي يجمع كل مكونات المجتمع المتعددة والسياسية".

أضاف: "الأعمال العسكرية بمختلف أشكالها والانجرار للمواجهةمرفوض وندينه بكل ما فيه من نتائج، ستشكل عثرة للوصول إلىتفاهمات تخرج البلاد مما هي فيه، واللجوء للقوة في هذه المرحلة من أي طرف كان له عواقب سلبية، خصوصًا أن التجارب في أوقات متفرقة أثبتت أن استخدام القوة المفرط لا يؤدي إلى نجاح، وأدت إلىفشل ذريع في تجميع الفرقاء وحل كل القضايا العالقة بينهم".
&
أمر مرفوض

وأكد السعدي أن تعريض حياة هادي للخطر بقصف عدن بالطائرات أمر مرفوض، "واستخدام القوات العسكرية على هذا النحو مدان،سواء كان المستهدف هادي أو أي مواطن يمني، والسير بهذا الاتجاه مدمر، لذلك نتمنى السلامة للرئيس اليمني وكل العاملين معه، ونتمنى ألا تطول المحنة التي يمر بها الشعب اليمني، وأملنا كبير في ألا يصاب الرئيس ولا أي شخص آخر من المواطنين اليمنيين وأن يبعد كل مكروه عن البلاد".

وقال: "الأمل معقود على الدور الذي تلعبه دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية، في قيادة المفاوضات القادمة وعقد الحوار بين الأحزاب اليمنية التي يعول على أحزابها السياسية وكل الأطياف في تحمل مسؤولياتها وضبط النفس والذهاب إلى الحوار اليمني كمخرج للأزمة التي تعيشها البلاد في الفترة الحالية، على أن تكون هناك رؤى جدية وواضحة من هذه الأحزاب في حل الخلاف".
&
يوتران الأجواء

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أكدت أنها لن تسمح بأن يصبح اليمن مقرًا للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، ما يجعله مركزًا للتوتر والصراع، مجددة إدانتها للإجراءات التي اتخذها الحوثيون المتمردون لحل البرلمان والاستيلاء على المؤسسات الحكومية في اليمن، والتزام المجلس بأمن واستقرار اليمن، ودعمه للشرعية المتمثلة في الرئيس هادي، وعلى ضرورة استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقال محمد الصبري، عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي، إن المشكلة تكمن في أن الحوثيين وصالح يعملان على توتير الأجواء الأمنية والسياسية والاقتصادية، بسبب سيطرتهما على بعض مفاصل القرار الأمني والعسكري والسياسي، "إلا أن هذه القوة تواجهها قوة سلمية وإرادة وطنية ممثلة في الجماهير التي تتظاهر يوميًا ضد الانقلاب على الشرعية، بطريقة سلمية".

أضاف: "بقاء الدعوة للحوار في ظل الانفلات نوع من الرد على السلوك الهمجي الذي يسلكه الحوثيون وصالح، وهناك سباق بين إرادة شر وإرادة خير، والعمل السلمي سينجح في خدمة المجتمع اليمني".
&
تدخل خارجي

قال المحلل السياسي باسم الحكيمي، عضو مؤتمر الحوار سابقًا، أن الوضع هادئ بعد القصف الجوي الذي تعرض له قصر المعاشيق في عدن، موضحًا أن التصريحات السياسية المعلنة من الجانبين تدعو إلىالتهدئة والبحث عن مخرج لحل الخلافات اليمنية.

وأكد الحكيمي أن التوجه نحو التدخل العسكري الخارجي لحماية هادي، واستخدام القوة بهذا الشكل، "سيكون لهما نتائج غير محمودة، لأن الاتجاه السلمي والصحيح عن طريق الحوار، والتصعيد الأخير الذي رافقه تصعيد في البيضاء ومأرب سيؤدي لعواقب وخيمةإذ لم يتدارك من الجهات والدول الإقليمية"، لافتًا إلى أن استهداف هادي، وإن كانت بعض الأحزاب لا تعترف به، تقابله مخاوف من تدخل خارجي يفرضه استخدام سلاح الجو، ينعكس تقسيمًا لليمن.