واشنطن: اكد الرئيس الاميركي باراك أوباما ان فوز رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته في الانتخابات التشريعية لن يكون له "تأثير كبير" على المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

وقال أوباما في مقابلة مع صحيفة ذي هافنغتن بوست الالكترونية اجريت الجمعة ونشرت بكاملها السبت "لا اعتقد انه سيكون لذلك تأثير كبير". واكدت القوى الكبرى في ختام اجتماع عقد في لندن السبت ان موقفها موحد في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

وتجري إيران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) مفاوضات للتوصل الى اتفاق يضمن سلمية برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة منذ سنوات على الجمهورية الاسلامية.

وتبذل الدول الست الكبرى مساعي حثيثة لبلوغ اتفاق "سياسي" مع طهران قبل نهاية هذا الشهر، على ان يتم التوصل الى اتفاق نهائي يتضمن كافة التفاصيل التقنية بحلول الاول من تموز/يوليو المقبل.

واعلنت القوى الكبرى في ختام اجتماع وزراء خارجيتها في لندن انه على إيران اتخاذ "قرارات صعبة" لانجاح المفاوضات حول برنامجها النووي. واكدت في بيان ان "تقدما كبيرا تحقق بشـأن نقاط اساسية، الا انه لا تزال هناك نقاط مهمة لم يتم التوصل بعد الى اتفاق بشأنها. وقد آن الاوان لان تتخذ إيران بشكل خاص قرارات صعبة".

ويعبر رئيس الحكومة الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو باستمرار عن رفضه لاي اتفاق مع طهران مؤكدا انه لن يضمن عدم حيازتها على السلاح النووي. وخلال حملته الانتخابية، سافر الى واشنطن بدعوة من الجمهوريين والقى خطابا امام الكونغرس لادانة المفاوضات مع إيران، ما اثار غضب البيت الابيض.

اما أوباما فاعرب في المقابلة في الصحيفة الالكترونية عن بعض التفاؤل ازاء تقدم في المفاوضات وتطرق في الوقت ذاته الى العداء بين إيران واسرائيل. وقال "من الواضح ان هناك شكوكا جدية في اسرائيل بشكل عام حول إيران، وهذا امر مفهوم. فإيران ادلت بتصريحات دنيئة وتصريحات معادية للسامية وتصريحات حول تدمير اسرائيل".

واضاف "لهذا السبب تحديدا قلت حتى قبل ان اصبح رئيسا، ان إيران يجب الا تمتلك سلاحا نوويا".

وتابع أوباما ان "ما سيكون له تأثير على امكانية توصلنا الى اتفاق هو بشكل اولي ان تكون إيران جاهزة لان تبرهن للعالم انها لا تقوم بتطوير السلاح الذري وهل بامكاننا التحقق من ذلك بشكل دقيق وباستمرار".

واضاف الرئيس الاميركي "بصراحة، انهم (الإيرانيون) لم يقوموا حتى الآن بالتنازلات التي اعتقد انها ستكون ضرورية للتوصل الى اتفاق نهائي. ولكنهم تحركوا لذلك يبقى هناك احتمال" لبلوغ الاتفاق.

وعقد وزراء الخارجية اجتماعهم في لندن بعد يوم على انتهاء جولة من المحادثات في مدينة لوزان السويسرية استمرت اسبوعا وحضرها كل من كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ولكنها لم تسفر عن الاختراق اللازم.

وتهدف المفاوضات الى التوصل الى اتفاق يتضمن ان تخفض إيران من انشطتها النووية والسماح برقابة دولية صارمة على منشآتها والحد من تطوير آلات جديدة تستخدم في القطاع النووي. وفي المقابل تضمن إيران التي تنفي سعيها لحيازة السلاح الذري، رفع العقوبات المفروضة عليها والتي اضرت بصادراتها النفطية وباقتصادها.
&