عودة السلطان العماني قابوس بن سعيد إلى بلاده قطعت الشك باليقين، بعدما ثارت إشاعات كثيرة تناولت تردي حالته الصحية خلال الفترة الماضية.


مسقط: بعد موجة متكررة من الإشاعات عن قرب عودته، عاشها الشعب العماني على مدى الأشهر الأخيرة، صدقت النبوءة هذه المرة وجاء بيان ديوان البلاط السلطاني الرابع ليبثه التلفزيون الرسمي حاملًا للشعب العماني الخبر الذي لطالما انتظروه... قابوس عاد بصحة تامة.
&
قطع الشك باليقين
&
بث التلفزيون العماني صور السلطان (75 عامًا) وهو يهبط بهدوء من طائرته الخاصة دون مساعدة من أحد، ودون حتى الاتكاء على عصا. الرسالة كانت واضحة في الرد على شائعات لم تختف يومًا خلال فترة غيابه التي تجاوزت 9 أشهر بعد مغادرته السلطنة منتصف تموز (يوليو) 2014 إلى ألمانيا الاتحادية للعلاج من مرض لم يكشف عنه رسميًا حتى الآن. هذه الرحلة التي كُشف عنها فقط مع صدور البيان الأول لديوان البلاط في 18 آب (أغسطس)، والذي أشار إلى مغادرة السلطان إلى ألمانيا منذ شهر لقضاء إجازته السنوية وإجراء بعض الفحوصات الطبية.
&
سبق بيان العودة بساعات موجة مكثفة من التغريدات، بدأها مذيع قناة الوصال الإذاعية والمدون العماني الشهير موسى الفرعي عبر هاشتاغ #عاد_أبونا ، الذي حصد موجة هائلة من تغريدات تؤكد قرب صدور البيان الرسمي.
&
وبين مؤكد ومشكك، عاشت عُمان ساعات قلقة جدًا توقفت خلالها شبكة الإنترنت المتنقل أكثر من مرة نتيجة الضغط الشديد، حتى صدر البيان الرسمي والتغطية الخاصة لوصول السلطان والتي اقتصرت على التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء، فيما لم يتواجد أي مسؤول رسمي في استقباله بناء على تعليمات مسبقة.
&
تزينت السلطنة
&
عُمان تزينت من أقصاها إلى أقصاها. فكما يبدو كان العمانيون مستعدين لهذه اللحظة منذ أشهر. والبيانات الرسمية المرحبة بعودة القائد توالت تباعًا بدءًا من مجلس الشورى الذي غرد رئيسه خالد بن هلال المعولي على حسابه الشخصي قائلًا: "ما إن حط الطائر الميمون لجلالته وقرت أعيننا برؤيته البهية إلا وحمدنا الله، عسى ربي أن يمن عليه بالصحة والعافية، وهنيئًا لأبناء عمان البررة".
&
وأصدر مجلس الدولة بيانًا مرحبًا ومهنئًا العمانيين بنهضتهم الثانية جاء فيه: "الحمد لله الذي تعاظمت نعمته، وجلت قدرته، وسمت حكمته، أكف ترتفع بالابتهال والدعاء، وألسن تلهج بالحمد والثناء، وأفئدة تنبض بالصدق والوفاء، وأعين تزهو بالبشر والعطاء. إنها لحظات سعادة وحبور، وشوق وحب، تحتفل بها عُمان اليوم من أقصاها إلى أقصاها معبرة عن فرحة شعب وأرض، بعودة أبٍ حنون وقائد ملهم، غرس في نفوس شعبه قيم المحبة والوفاء، وبذر في أرضه نباتات الخلق النبيل والاعتزاز بالوطن والحضارة والتاريخ".
&
شوقٌ لعودته
&
قال يوسف بن علوي بن عبدالله، وزير الشؤون الخارجية: "اللهم لك الحمد ولك الشكر ولك الامتنان، اللهم مكن لجلالة السلطان المعظم مزيدًا من العزم والتوفيق في رسالته الإنسانية لشعبه ولشعوب العالم لعموم الأمن والأمان والسلام والاستقرار والنعمة والإحسان إنك سميع منان قوي حنان".
&
وصرّح محمد بن سالم الوهيبي، عضو مجلس الشورى العماني ممثل ولاية مسقط، لـ"إيلاف": "تلقينا خبر عودة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى وطنه العزيز مكللًا بثوب الصحة والعافية، بمشاعر وطنية فاضت فرحًا وسعادة وابتهاجًا وعمرت قلوبًا اشتاقت إلى هذا النبأ، عندما تكون المغادرة بصمت والعودة بصمت فهناك صوت للحكمة يتهادى، حق لنا أن نفرح وتتماوج المشاعر بعودة قابوس، لقد أعاد لأبناء عمان الروح والثقة من جديد، ليكمل المسيرة التي بدأها ويحقق المزيد من الإنجازات والمكتسبات الوطنية، ويعزز دعائم السلام والاستقرار لهذا الوطن العزيز، فالحمد لله على سلامة جلالته ونبارك للجميع هذه المناسبة الغالية سائلين الله العلي القدير أن يديم على جلالته دوام الصحة والعافية وأن يمد في عمره أعواما عديدة إنه سميع مجيب الدعاء".

عاد النبض
&
وقال الدكتور خالد عبد الرحيم الزدجالي، رئيس جمعية السينما العمانية، لـ"إيلاف": "بفضل الله ورعايته، عاد جلالة السلطان المفدى لأرض الوطن، والجمعية العمانية للسينما بهذه المناسبة الكريمة اذ تهنئ الشعب العماني بعودته الكريمة معافًى، تدعو الله عز وجل، أن ينعم عليه بنعمة الصحة والعمر المديد ويجعله ذخرًا لوطنه الحبيب، إن عودته قد أعادت النبض للشعب الذي اعتاد العيش بعزة وكرامة بحسه وحكمته منذ 45 عامًا أرسى خلالها دعائم الوحدة والأمن والأمان، ويمنح عُمان الطمأنينة والسلام في الوقت الذي يعاني فيه الوطن العربي آلام الشتات والحروب والتدخلات، حفظ الله عمان وشعبها وقائدها المفدى جلالة السلطان".
&
يشبهنا ونشبهه
&
وقال عبدالله بن مبارك البطاشي، الكاتب والمخرج ومدير قطاع الإنتاج في مركز الأحلام للإنتاج الفني، لـ"إيلاف": "بلا حرس وبلا جيوش وبلا وزراء ومسؤولين وسفراء ومستقبلي العائد من السفر إلى بيته ووطنه، نزل بهدوء ثم وبهدوء وضع أقدامه الطيبة على سجادة أرض المطار، ثم وكأنه تنفس الصعداء وانتعش قلبه ومدته أرض عمان بالقوة فخطى بخطوات ملك واثق الخطى، وفرض سلطان هيبته على الهواء والمتجليات من حوله، ومن حوله لم نر سوى المرافقين له في رحلته وهم يضعون الأمتعة في السيارات الخاصة... يا إلهي رسالة عظيمة أخرى من رسائله الكثيرة وكأنه يقول لن يستقبلني أحد قبلكم يا شعبي العزيز. يا الله كم أنت رحيم بنا وبه. يا الله كم نحن محظوظون بهذا السلطان الشامخ... ثم يسألنا العالم لماذا تحبون سلطانكم، نحبه لأنه يشبهنا ونحن نشبهه".
&
وأضاف: "الحمد لله أن عاد سلطاننا وقرت به عيون الشعب وهو بخير وعافية، نحن نرى عمان تشتعل فرحًا بقلوب أبنائها في هذا الليل... إنه نور عمان فنحن في ظل عهده نعيش برخاء وأمن واستقرار ولا يساوي لنا شيئا في الدنيا غير الأمان الذي منحنا إياه هذا السلطان العظيم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".

لا نحصر عطاءاته
&
أكدت صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس، أن هذه اللحظات التي يحتفل فيها الشعب العماني بمقدم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد من رحلته العلاجية، هي من أكثر اللحظات التاريخية التي تشهدها بلادنا، كيف لا ومنذ اليوم الأول وألسنتنا تلهج لجلالته بالدعاء بأن يمتعه الله بتمام الصحة ويلبسه ثوب العافية، ويعيده إلى أرض الوطن سليمًا معافى إلى مواطنيه الذين يكنون له كل الحب والتقدير.
&
أضافت: "من الصعب أن نحصر عطاءات جلالة السلطان المعظم أو أن نحيط بكرم يده البيضاء التي أسهمت في رسم لوحات السعادة والفرح على قلوب المواطنين وحققت لهم رفاهيتهم واستقرارهم فإنه من العسير علينا اليوم أن نجد الكلمات والجمل التي تعبر عما نعيشه من فرحة وما تمتلئ به قلوبنا من سرور وسعادة بهذا المقدم الميمون".