أوقفت قناة مصرية حلقة للكاتب الصحافي المصري الكبير، محمد حسنين هيكل، بسبب عدم صدقية توقعاته بشأن الأزمة اليمنية، وبسبب إنتقاده المملكة العربية السعودية، ودورها في اليمن، ودعمه الموقف الإيراني، ومطالبته الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطبيع العلاقات مع طهران.
القاهرة: تعرض هيكل لإنتقادات شديدة، وصلت مداها إلى حد اتهام المستشار الإعلامي للرئيس الموقت السابق عدلي منصور له بأنه بوق إعلامي لإيران، وأنه عمل مستشاراً إعلامياً للخميني في السابق، ويدعم مواقف إيران حتى ولو كانت ضد مصر، وأنه يستخدم مصطلح "الخليج الفارسي" بدلاً من الخليج العربي في كتاباته.
&
&وأوقفت إدارة قناة "cbc" المصرية حلقة تستضيف فيها الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، ليقدم تحليلاته حول الأوضاع في المنطقة العربية، وتعرض فيها بالإنتقاد لعملية "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية.
&
واعتذرت القناة عن بث الحلقة التي كانت مقررة يوم الجمعة الماضي. وقالت في بيان لها: "توافق الأستاذ محمد حسنين هيكل وشبكة قنوات C.B.C على أفضلية تأجيل حلقة الحوار الأولى مع الأستاذة لميس الحديدي، بسبب تطورات الوضع الطارئ ومشاركة مصر في عاصفة الحزم".&
&
وأضافت: "وكان حوار الحلقة، يرتكز على اجتماع "شرم الشيخ" الاقتصادي، وأجواء اتفاق المبادئ الخاص بمياه النيل مع "إثيوبيا"، وكذلك الأحوال في اليمن، والاحتمالات التي يمكن أن تترتب على هذه الأحوال".
&
وأشارت القناة تلميحاً إلى انتقاد هيكل لمشاركة مصر ضمن عاصفة الحزم، وقالت: "الآن، فإن ما جرى لم يعد مجرد احتمالات، وإنما أصبح أمرًا واقعاً تشارك فيه جيوش عربية، ضمنها قوات مصرية، وعندما تكون هناك جيوش عريبة في طليعتها قوات مصرية، فإن دماء المقاتلين لها حرمة تفوق حرمة أي كلام، وهكذا تنتظر حلقة الحوار، احتراما لمعانٍ كثيرة وتقديرًا لاعتباراتها، إلى جانب اختلاف جدول الأولويات".
&
وانتقد هيكل بدء عملية "عاصفة الحزم" وقال إن "طوارئ الحوادث سبقت بقرار العمل العسكري في اليمن، بواسطة 10 دول عربية ضمنها مصر، التي أعلنت أنها "سوف تشارك في القتال بقوات جوية وبحرية وبرية إذا اقتضى الأمر".
&
وأضاف: "هذه الطوارئ سبقت كل الترتيبات، وأولها مؤتمر القمة العربية ذاته، فقد كان من&&المتصور أن يكون التدخل العسكري لاحقًا للقمة، ونتيجة لقراراتها، خصوصاً وأن أهم البنود الواردة في جدول أعمالها كان بند إنشاء قوة عربية مشتركة، ومعنى بداية العمليات قبل القمة أن عشر دول عربية قررت أنها لا تستطيع الانتظار ساعات، وتصرفت دون انتظار غطاء سياسي جامع يغطي هذا التصرف باعتباره إرادة عربية موحَّدة".&
&
وزعم هيكل أن "الطيران الأميركي يشارك صراحة في القتال، وتلك أحوال تدعو أغلب الظن إلى أن هناك ما دعا إلى المواجهة العسكرية في أقصى الجنوب في اليمن".
&
وأثار بيان هيكل الكثير من الغضب والإنتقادات في أوساط المصريين، لا سيما السياسيين والمثقفين، فيما أعادت مواقع ووسائل إعلام إيرانية وشيعية نشره، معتبرة أن هناك أصواتاً لها ثقل سياسي ترفض الحرب ضد المتمردين الحوثيين.
&
وتعرض هيكل لإنتقادات شديدة من الإعلامي، أحمد المسلمانى، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، الذي قال إن هيكل عمل "مستشاراً إعلاميًا لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخمينى منذ أن قابله في باريس وقام بزيارته في طهران".&
&
وأضاف في تصريحات له: "هيكل قد تولى لسنوات طويلة الحملة على الشاه والتعظيم للخميني وثورته". وأضاف أن "نقد هيكل للعمليات العسكرية في اليمن أمر طبيعي، ذلك أن هيكل كان دومًا حليفًا فكريًا وإعلاميًا للمنظومة الإيرانية، بل أنه استخدم في كتابه (المقالات اليابانية) مصطلح (الخليج الفارسي) وليس الخليج العربي رغم تقديم هيكل مشروعه الفكري باعتباره أحد رواد القومية العربية".
&
واعتبر المسلماني أن هيكل يقف دوماً مع إيران، حتى ولو على حساب مصر، وقال: " كلام الأستاذ هيكل كان منتظرًا القمة العربية، لو القمة مأخذتش إجماع أما نخالف القمة بالضرب، أو القمة تفشل وميحصلش تدخل، مؤكدًا أن هيكل مع إيران ضد كل الدول فى كتاباته حتى مصر، وهذا كان جزءًا من الصراع بين هيكل والسادات، فهو كان مستشاراً للخميني، وجميع مواقف هيكل دائمًا مع إيران، وبالتالي وقوفه مع إيران ضد الضربة السعودية لإيران ليست مفاجئة". وأضاف: "هيكل مع إيران الخميني وخامئني، وجميع مواقفه مع إيران".
&
وأضاف: "إن هيكل وروبرت فيسك هما أبرز الداعمين للأصولية الشيعية عربيًا وغربيًا".
&
وفي السياق ذاته، قالت دراسة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية إن إيران سوف تلجأ إلى تدريب متطوعين وإرسالهم إلى اليمن على غرار ما حصل في سوريا والعراق، وأوضحت: "تتبع إيران باستمرار سياسة "الحرب بالوكالة" من خلال دعم علاقاتها مع بعض الميليشيات المسلحة في الإقليم، للقيام بالدفاع عن مصالحها بدلاً من التورط في مغامرات عسكرية غير محسوبة.&
&
ورغم أن إيران تضفي، في بعض الأحيان، طابعًا أيديولوجيًا على سياستها الخارجية، على غرار موقفها من الأزمات الإقليمية في سوريا واليمن والعراق، إلا أنها تثبت باستمرار قدرتها على تبني قراءة عقلانية للمعطيات الموجودة على الأرض، بشكل يعفيها من دفع أثمان تدخلات قد تكون عواقبها وخيمة على مصالحها وأمنها القومي".
&
وأضافت الدراسة: "من هنا ربما تتجه إيران، كنوع من الرد على العمليات العسكرية الأخيرة، إلى رفع مستوى دعمها للحوثيين، خاصة بعد أن تمت زيادة عدد الرحلات الجوية بين إيران واليمن، في الفترة الأخيرة إلى 28 رحلة، بعد توقيع اتفاق بين الشركة اليمنية للطيران وشركة "ماهان إير" الإيرانية، اعتبره الرئيس منصور هادي غير دستوري".
&
&ولفتت الدراسة إلى أن "اتجاهات عديدة أشارت إلى أن هذا العدد الكبير من الرحلات الجوية يكشف عن استعداد إيران لتكثيف دعمها للحوثيين، على غرار مساعداتها لنظام الأسد، خاصة أن شركة "ماهان إير" تم إدراجها في قائمة العقوبات الأميركية على إيران، بعد أن اتهمت بالمشاركة في الحرب الأهلية السورية، بسبب مساهمتها في نقل الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري بالتنسيق مع حزب الله اللبناني".
&
ونبّهت إلى أنه "ربما تتجه إيران إلى تبني خطوات أكثر تصعيدًا في التعامل مع الأزمة في اليمن، في حالة ما إذا استمرت العمليات العسكرية ضد الحوثيين أو إذ حدث تدخل بري واسع النطاق، إذ يمكن أن تتجه إلى تدريب وإرسال متطوعين للمشاركة في المواجهات العسكرية داخل اليمن إلى جانب الحوثيين، على غرار ما فعلت في سوريا والعراق، حيث مثلت الميليشيات الشيعية المسلحة التي قامت بتشكيلها وتدريبها متغيرًا مهمًا ساعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة زمام المبادرة من جديد وتحقيق مكاسب مهمة على الأرض، وساهم، إلى جانب قوات الأمن والجيش العراقي و"البشمركة" الكردية، في الهزائم التي تعرض لها تنظيم "داعش" داخل العراق في الآونة الأخيرة".
التعليقات