رغم سريّة المفاوضات بين الطرف اللبناني وجبهة النصرة، يبدو أن إطلاق العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى النصرة بات قريبًا مع وجود أجواء عسكريّة إقليميّة وسياسيّة ساهمت في حلحلة هذا الملف.

بيروت: الإفراج عن العسكريين المخطوفين خلال أيام، هذا ما تشير إليه التقارير الواردة من ملف العسكريين المخطوفين لدى النصرة وتنظيم داعش.

ويؤكد النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن الإيجابيّة في موضوع المخطوفين العسكريين أن كل الأمور تحصل بشكل سري، ومن يحاور في موضوع المخطوفين العسكريين كاللواء عباس ابراهيم والوزير وائل أبو فاعور ووزير الداخلية نهاد المشنوق وغيرهم، يحاورون بطريقة سريّة ومهنيّة، وهذا يُعطي الموضوع صدقيّة أكبر، ونأمل من خلال الصدقيّة والحرفيّة التي يتم التعامل معها في هذا الموضوع، أن نصل إلى نتيجة علمًا أنه في مرات سابقة سمعنا تفاؤلاً في موضوعهم ولم نصل إلى نتيجة، نأمل أن يكون الكلام الذي أتى على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري يشير إلى تطمينات بأن موضوع العسكريين المخطوفين أصبح على نار حامية، ولكن يجب أن يبقى الموضوع في إطار الحرفيّة والسريّة كي لا يتم الضغط من قبل تنظيم داعش على جبهة النصرة، ومن هذه الأخيرة على أهالي العسكريين ونعود إلى الدوامة عينها.

أما النائب سليم سلهب (التيار العوني) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن أسلوب التعاطي مع العسكريين المخطوفين في الآونة الأخيرة أصبح مميزًا وأكثر جديّة من السابق، ويأمل أن تكون نهاية هذا الملف سعيدة، ويعتقد أن تاريخ من يتعاطون في الملف يدل أن لديهم الجديّة ويعرفون التعاطي في هكذا ملفات، من أجل الوصول إلى نتائج إيجابيّة.

أجواء إقليمية

هل من أجواء إقليميّة ساهمت في حلحلة موضوع المخطوفين العسكريين؟ يجيب طعمة أن القطريين دخلوا على الخط، بعد زيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى قطر، وكان هناك وعد من قطر أن تدخل المفاوضات من جديد، بكل ثقلها، وهذا أعطى نوعًا من الإيجابيّة في موضوع المخطوفين العسكريين في لبنان.

يشير سلهب إلى أن وجود أجواء عدة منها عسكرية وإقليميّة وسياسيّة جعلت هذا الملف على أبواب الحل، والأمل أن تبقى الأمور على سكة الحل والوصول إلى خواتم سعيدة.

دور الحكومة

ماذا عن دور الحكومة خلال عمليات التفاوض؟ يقول طعمة إن الحكومة من اليوم الأول لاختطاف العسكريين لم تقصر تجاه هذا الملف، إن كان من قبل رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أو من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقاما بمجهود جبار، لكن مع وجود التجاذبات السياسيّة في البلد تم تأخير عمل الحكومة في هذا الخصوص، من هنا شاهدنا نوعًا من المماطلة في هذا الموضوع، والحكومة كانت تحاور أشخاصًا غير معروفين أو معلومين، وكل يوم يغيّرون مواقفهم التي لا علاقة لها بالإنسانيّة والأخلاق، وكانت الحكومة تقوم بكل جهدها وحرام اليوم أن نحمّلها مسؤولية التقصير.

يلفت سلهب إلى أن الحكومة لم تقم بدور جيّد في هذا الملف، واليوم أصبح التعاطي أكثر جديّة، لأن المعطيات في السابق كانت صعبة مع وجود ظروف كثيرة تمنع تسهيل الأمور.

إطلاق العسكريين من داعش

الحديث عن إطلاق العسكريين من النصرة بات قريبًا، ماذا عن إطلاق العسكريين من داعش؟ يجيب طعمة أن الفرق كبير بين النصرة وداعش، لأن النصرة تبقى أرحم من داعش، لكن نأمل أن يكون الموضوع على طريق الحل، لأن أهالي العسكريين "أدوا قسطهم للعلى"، ويجب أن ينتهي هذا الموضوع سريعًا.

ويقول سلهب إن الأمر لا يمكن جزمه، فموضوع العسكريين لدى داعش يبقى أقل إعلاميًا من العسكريين لدى النصرة، ولا تزال المفاوضات سارية ونحن بانتظار النتيجة إن كانت إيجابيّة أو سلبيّة قبل أن نتخذ موقفًا بأن تحرير العسكريين من داعش صعب أو غير ممكن.