يتواصل الغموض بشأن الانتخابات البريطانية، وما زالت استطلاعات الرأي تشير إلى نتائج متقاربة بين حزبي&العمال والمحافظين،&وبالتالي فإن أياً من الحزبين لن ينجح في تشكيل حكومة منفردة في ضوء المعطيات الحالية،&وعليه تبقى الأبواب مشرعة على احتمالات عدة.
بعد نشر برامج الأحزاب المتنافسة وانتهاء المناظرات التلفزيونية بين قادتها، تشير الاستطلاعات الى ان نتائج الانتخابات البريطانية ما زالت متقاربة بحيث لا يمكن التنبؤ بالحزب الذي سيخرج منتصرًا.&
&
وكانت المناظرة التلفزيونية الأولى انتهت دون أن تعطي دفعة حاسمة لأي حزب ولكن السجال الذي اعقبها على قضايا مثل غواصات ترايدنت النووية والضرائب اسفر عن تقدم حزب العمال ثم نُشرت نتائج استطلاع مفاجئ آخر تشير الى تقدم المحافظين بنسبة 6 في المئة. &وبعد المناظرة التي اقتصرت على احزاب المعارضة في غياب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قال غالبية المراقبين إن زعيم حزب العمال اد ميليباند أو زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستيرجون خرجا من المناظرة وهما اوسع شعبية. &ولكن الرأي كان منقسماً عمّا إذا كسب كاميرون أو تضررت شعبيته بغيابه عن المناظرة.&&
&
متى تجري الانتخابات؟
ستجري الانتخابات يوم الخميس المصادف 7 ايار/مايو بموجب قانون الولاية المحددة للبرلمان، الذي اصدرته الحكومة الائتلافية الحالية.&&
&
من سيفوز؟
الأرجح للاجابة عن هذا السؤال أن لا أحد سيخرج من الانتخابات منتصرًا ، على الأقل لن يخرج منها بأغلبية مطلقة. &ويبدو ان نتائجها هي الأكثر تقاربًا منذ عقود بل تذهب بعض الاستطلاعات الى أن الحزبين الرئيسيين ، المحافظين والعمال ، سيفوزان بعدد متساوٍ تمامًا من المقاعد.
&
ماذا تقول الاستطلاعات؟
&&
&
وكيف يُترجم هذا الى مقاعد؟
تتوقع الحسابات الانتخابية في ضوء الاستطلاعات المختلفة أن تكون كتلة حزب العمال الكتلة الأكبر في مجلس العموم بهامش ضئيل ولكن تنقصها 44 مقعدًا لتحقيق أغلبية مطلقة.
&
&
&
ماذا يحدث إذا انتُخب برلمان آخر معلق؟
إذا لم يحصل حزب على أغلبية من المقاعد ستبقى الحكومة الحالية فيما تجري مفاوضات بين الأحزاب.&وتشير التقاليد المتبعة الى أن الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد يقوم بالمحاولة الأولى لتشكيل حكومة مستقرة من خلال ائتلاف رسمي أو تحالف ضمني بين أحزاب.&
&
أهي نهاية الائتلاف الحالي؟&
على الأرجح ولكن هذا ليس مؤكدًا. &وتتوقع غالبية الاستطلاعات ألا يحصل حزب المحافظين على 326 مقعدًا يحتاجها لتشكيل حكومة بمفرده ومن المستبعد أن يحصل الديمقراطيون الأحرار على ما يكفي من المقاعد لسد النقص كما في المرة السابقة. &ولكن مجلة ذي ويك نقلت عن بيتر كيلنر رئيس مؤسسة يوغوف للاستطلاع ان حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار سيحققان نتائج أفضل مما تتوقع الاستطلاعات. &ويرى كيلنر ان المحافظين سيذهبون الى الانتخابات متقدمين بنسبة 5 في المئة على العمال وان الديمقراطيين الأحرار سيحصلون على 10 في المئة من الأصوات ، ويعني هذا 300 مقعد للمحافظين و30 مقعدًا للأحرار وهي كافية لاعطاء شريكي الائتلاف اغلبية عاملة ضئيلة بينهما.&
&
هل يريد الديمقراطيون الأحرار إبقاء الائتلاف الحالي على قيد الحياة؟
حرصت قيادة الحزب على تفادي استبعاد أو تأكيد الدخول في ائتلاف مع أي من الحزبين الكبيرين وبرنامج الحزب ترك الباب مفتوحًا للتفاوض مع كل من المحافظين والعمال. &ويشعر كثيرون في الحزب أنهم أقرب الى العمال وإذا فقد زعيم الحزب نك كليغ مقعده ، وهو احتمال قائم ، فإن العديد من المحللين يتوقعون ألا يكون زعيم الحزب الجديد متحمسًا لبقاء الحزب دورة برلمانية ثانية شريكًا صغيرًا للمحافظين في حكومة ائتلافية.&
&
ما هي احتمالات فوز حزب الاستقلال البريطاني بمقاعد عديدة
يعتمد الأمر على تمكنهم من منع تسرب اصواتهم الى أحزاب اخرى قبل يوم الاقتراع. &واظهرت استطلاعات أخيرة تراجعهم من ذروة شعبيتهم بنسبة 23 في المئة الى أقل من 15 في المئة الآن وحتى هذه النسبة تعتبر زيادة مذهلة بالمقارنة مع حصتهم التي بلغت 3 في المئة فقط من الاصوات في انتخابات 2010. &ولكن النظام الانتخابي البريطاني لا يعمل لصالح الاحزاب الصغيرة. &وتبين الحسابات الانتخابية انه إذا بقيت حصة الحزب من الأصوات في حدود 13 في المئة فإن هذه ستحقق له مقعداً واحدًا فقط في مجلس العموم. &ولكن إذا ارتفعت حصته من اجمالي الأصوات فإن كل شيء سيتغير. &فإن حصوله على 24 في المئة من الأصوات سيحقق له 46 مقعدًا في حين ان حصوله على 20 في المئة من الأصوات سيحقق له 8 مقاعد.&
&
هل يستطيع حزب الاستقلال البريطاني أن يحدد من يفوز في انتخابات 2015؟
إذا تمكن الحزب من الفوز بثلاثين مقعدًا أو اكثر، فإن هذا العدد يمنحه كلمة في تقرير من يحكم بريطانيا. &ولكن هذا يبدو مستبعدًا. &والمهم ليس عدد المقاعد التي يحصل عليها، بل عدد الأصوات التي يسرقها من المحافظين والعمال في الدوائر الهامشية. &ويقول بيتر كيلنر من مؤسسة يوغوف إن عدد الناخبين المحافظين السابقين الذين يمكن أن يمنحوا اصواتهم للحزب يفوق عدد الناخبين العمال السابقين بنسبة 3 الى 1. &ولكن حزب الاستقلال البريطاني يؤكد انه يشكل تهديدًا لحزب العمال ايضا ، كما أظهرت انتخابات فرعية أخيرة.
&
هل يستطيع المحافظون الفوز بأغلبية مطلقة؟
يبدو هذا مستبعدًا. &وإزاء الغموض الذي يكتنف هذه الانتخابات ليس هناك رهان مضمون بأن يفوز أي حزب بأغلبية مطلقة يحتاج الى 326 مقعدًا لتحقيقها. &واخفق المحافظون في الفوز بهذا العدد في الانتخابات السابقة ، وكان ذلك قبل صعود حزب الاستقلال البريطاني. &وتشير استطلاعات أخيرة الى فوز المحافظين بعدد من المقاعد في حدود 280 مقعدًا.&&
&
هل يشكل كاميرون حكومة ائتلافية ثانية مع الديمقراطيين الأحرار؟
يعتمد هذا على أمرين:&&أن يبقى المحافظون أكبر حزب في البرلمان حتى من دون أغلبية يحتاج لتحقيقها الى الرقم السحري 326 مقعداً، وان يكون هناك ما يكفي من الديمقراطيين الأحرار في البرلمان للتعويض عن النقص.&وتشير الاستطلاعات في الدوائر الهامشية الى أن حزب العمال في طريقه الى ان يكون الحزب الأكبر في البرلمان ، بالكاد ، رغم أن مراقبين عدة يتوقعون انعطافاً في اللحظات الأخيرة باتجاه المحافظين. &
اما الديمقراطيون الأحرار، فإن حصتهم الآن في حدود 8 الى 10 في المئة من اجمالي الأصوات ، وهي ثلث ما فازوا به في انتخابات 2010. &ويعني هذا ان عدد مقاعدهم سينخفض الى 17 مقعدًا من 56 مقعدًا في الوقت الحاضر، بحسب بعض الاستطلاعات.
&
ماذا عن ائتلاف المحافظين مع حزب الاستقلال البريطاني؟
يؤيد كثير من المحافظين اليمينيين المناهضين للاتحاد الاوروبي تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الاستقلال البريطاني، ولكن ديفيد كاميرون استبعد ذلك. &كما يُعتقد أن زعيم الحزب نايجل فاراج ايضا يعارض الفكرة بعد ان اتهم كاميرون بإبعاد الناخبين المحافظين التقليديين واهانتهم في مجرى العملية (مع رميهم بأحضان حزب الاستقلال البريطاني ، دون ان يقول ذلك). &
وهناك نظرية تذهب الى ان فاراج يريد إخراج المحافظين من الحكم وتسليم مقاليد السلطة الى حكومة عمالية ضعيفة برئاسة اد ميليباند لا تصمد أكثر من ولاية واحدة، فيما يتفكك اليمين ويعيد تنظيم صفوفه بالالتفاف حول قيادة جديدة.&
&
ولكن هناك سيناريو آخر يتوقع أن يبقى حزب بالمحافظين بعد الانتخابات أكبر حزب في البرلمان، وان يتنحى كاميرون لتسليم القيادة الى تيريزا ماي وزيرة الخارجية وربما الى عمدة لندن بوريس جونسون الذي اطلق اشارات ودية باتجاه حزب الاستقلال البريطاني خلال الأشهر الأخيرة.&ويمكن ان يسفر مثل هذا التطور عن ائتلاف مع حزب الاستقلال البريطاني. &ولكن احتمالات ذلك تبدو ضعيفة في الوقت الحاضر.
&
هل يستطيع حزب العمال أن يشكل الحكومة القادمة؟&
انخفض متوسط شعبية حزب العمال من 37 في المئة الى 33 أو 34 في المئة رغم ارتفاع شعبية ميليباند. &ورغم هذا الهبوط كان بمقدور الحزب ان يأمل في الفوز بأغلبية مطلقة ضئيلة لولا اسكتلندا. &فإن الاستطلاعات تشير الى اكتساح الحزب القومي الاسكتلندي لمقاعد اسكتلندا وإنهاء هيمنة حزب العمال المديدة هناك، رغم ان بعض الاستطلاعات تبين أن تقدم الحزب القومي الاسكتلندي على العمال تراجع من 20 في المئة الى 10 في المئة.&
&
وما لم يتمكن حزب العمال من رد الحزب القومي الاسكتلندي على اعقابه واستعادة شعبيته في اسكتلندا من الآن حتى يوم الاقتراع، فإن اقصى ما يأمل به ميليباند هو أن يكون أكبر حزب في البرلمان بعد انتخابات 7 ايار/مايو وفي وضع يتيح له تشكيل حكومة ائتلافية أو الدخول في حلف ضمني مع حزب صغير يمكِّنه من الاستمرار في الحكم. &
&
ويبين احد الاستطلاعات أن حزب العمال سيحصل على 282 مقعدًا مقابل 280 مقعدًا للمحافظين، فيما سيحصل الحزب القومي الاسكتلندي على 48 مقعدًا والديمقراطيون الأحرار على 17 مقعدًا.&
&
هل يمكن ان يعقد العمال صفقة مع الديمقراطيين الأحرار؟
على افتراض ان الديمقراطيين الأحرار مستعدون للدخول في اتفاق مع العمال سيتعين عليهم الفوز بأكثر من المقاعد السبعة عشر المتوقع ان يحصلوا عليها للتعويض عن أي نقص في عدد المقاعد المطلوبة لضمان أغلبية برلمانية.
وإذا حقق العمال نتائج أفضل في مواجهة الحزب القومي الاسكتلندي وحصلوا على 300 مقعد، سيبقى على الديمقراطيين الأحرار ان يحتفظوا بـ 26 من اصل 56 مقعدًا لديهم الآن، ولكن تحقيق هذه الأرقام سيكون صعبًا على الحزبين.&
ماذا عن اتفاق بين العمال والحزب القومي الاسكتلندي؟
بحسب التوقعات الحالية، فإن التوصل الى صيغة بين العمال والحزب القومي الاسكتلندي هو المعادلة الوحيدة التي تحقق أغلبية برلمانية باضافة 280 مقعدًا عماليًا الى نحو 50 مقعدًا للحزب القومي الاسكتلندي.&
&
وكانت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستيرجون اعلنت استعدادها لدعم حكومة عمالية إذا كانت سياساتها تختلف بما فيه الكفاية عن سياسات المحافظين ولكن ميليباند رفض الفكرة بقوة قائلاً إن الخلافات كبيرة بين حزبه وحزبها وانه لا يستطيع أن يشكل ائتلافًا مع حزب يريد تفكيك بريطانيا. لكنّ كثيرين يعتقدون ان اتفاقاً من نوع ما ما زال ممكنًا.
&
ماذا عن حكومة أقلية وكيف ستعمل؟
يمكن ان يختار كاميرون وميليباند ما يُسمى صيغة "الثقة والتجهيز" confidence & supply التي بموجبها يوافق الحزب الصغير أو الأحزاب الصغيرة على دعم الحزب الأكبر حين يقدم الميزانية وعند التصويت على حجب الثقة بالحكومة.&وعدا ذلك سيتعين على الحكومة ان تراجع كل سياسة تقرر تطبيقها للتحقق من أنها ستنال تأييد الحزب أو الأحزاب الأصغر. &وسيكون هذا الخيار مطروحًا إذا اخفق الحزبان الكبيران في الحصول على 326 مقعدًا تضمن أغلبية مطلقة. &
&
ويمكن ان يقترح كاميرون هذه الصيغة على الديمقراطيين الأحرار بدلا من حكومة ائتلافية ثانية معهم أو على حزب الاستقلال البريطاني إذا فاز بعدد كافٍ من المقاعد. ويمكن ان يفعل ميليباند الشيء نفسه مع الديمقراطيين الأحرار أو الحزب القومي الاسكتلندي.&
&
وكانت آخر مرة حدث فيها ذلك بعد انتخابات 1974 التي اسفرت عن برلمان معلق وقرر حزب العمال بزعامة هارولد ولسن ان يشكل حكومة اقلية.
&
ما هي النتيجة المرجحة بعد كل هذا؟
انتخاب برلمان معلق هي النتيجة الأرجح في ضوء الاستطلاعات حتى الآن التي تشير الى خروج حزب العمال من الانتخابات بأكبر عدد من المقاعد ليكون أكبر حزب في البرلمان بفارق ضئيل عن المحافظين. &ويعني هذا انه سيحاول تأمين دعم الديمقراطيين الأحرار أو الحزب القومي الاسكتلندي فيما سيعود المحافظون الى المعارضة ويحاولون إعادة تنظيم صفوفهم تحت قيادة جديدة ويقررون ما إذا كانوا سيعقدون صداقة مع حزب الاستقلال البريطاني أو يناصبونه العداء.&
&
وسيتعين على المحافظين أن يحققوا زيادة هائلة في التأييد من الآن الى يوم الاقتراع للفوز بأغلبية، لكنّ تأرجحًا صغيرًا نسبيًا يكفي لجعلهم أكبر حزب في البرلمان المنتخب. وتشير الاستطلاعات الى ان هذا لم يحدث حتى الآن ولكن العديد من المحللين يعتقدون انه سيحدث.&
&
&