أكدت روسيا أن مشاركة رئيسها فلاديمير بوتين في احتفالات أرمينيا لإحياء ذكرى الإبادة لن تضر العلاقات مع تركيا، ودعا الرئيس الروسي إلى إبرام اتفاقات دولية لمنع ارتكاب أي جرائم ضد البشرية أو إبادات للشعوب، مؤكدًا دعم بلاده لأي خطوة في هذا الاتجاه.
نصر المجالي: قال الرئيس الروسي في كلمة ألقاها، الجمعة، خلال مراسم إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية التي استضافتها العاصمة الأرمينية، يريفان، إن العلاقات بين شعوب روسيا وفرنسا وبريطانيا اتسمت بالصداقة والود والعمل المشترك في الكثبر من الأحداث، وانطبق ذلك على الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ولفت إلى أن مئات من المدن الروسية تشهد حاليًا احتفالات لإحياء وتخليد ذكرى الإبادة البشعة للأرمن، مؤكدًاً وقوف روسيا إلى جانب الشعب الأرمني.
وقال إن بلاده اعترفت ببشاعة جريمة الإبادة التي تعرّض لها الأرمن قبل مائة عام، كما إن الدبلوماسية الروسية ساهمت في وضع حد للجرائم ضد الإنسانية إلى جانب فرنسا وبريطانيا. واستبعد الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف إمكانية إضرار زيارة الرئيس الروسي إلى أرمينيا في هذا الوقت بالعلاقات مع تركيا. بشاعة الجريمة
وقال بيسكوف للصحافيين، إن مشاركة الرئيس بوتين في الفعاليات المتعلقة بذكرى المذابح، التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن، لا يمكن أن تضر بالعلاقات الروسية التركية التي هي "علاقات الشراكة الوثيقة جدًا".
حركات متطرفة
وأعرب بوتين عن أسفه لوجود حركات متطرفة في العديد من دول العالم تدفعها الكراهية إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مثل النازية، مشددًا على أنه "مهما كانت الظروف يتعيّن علينا أن نتطلع إلى المستقبل، والنظر إلى تبعات أعمالنا بمسؤولية".
وأشار الرئيس إلى أنه "بينما نعترف ببشاعة الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الأرمني، فإننا مطالبون بالتطلع إلى مستقبل أفضل، نتعاون فيه من أجل تجنيب الشعوب مثل هذه البشاعات والجرائم"، مؤكدًا أن روسيا تدعو وتدعم إبرام أي اتفاقات ومعاهدات دولية لمنع ارتكاب أي جرائم أو إبادات ضد الشعوب.
تولي روسيا اهتمامًا كبيرًا بذكرى الأحداث المأساوية في الإمبراطورية العثمانية، وتدرك قيمة هذا التاريخ لأرمينيا الصديقة، ولأرمن الشتات في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم العدد الكبير من أبناء هذا الشعب الذين يعيشون في روسيا.
وتشير تقديرات مختلفة، إلى أن أكثر من 1.5 مليون مواطن أرمني تعرّضوا للقتل والإبادة إبان الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1915 و1916، ورُحّل قسرًا أكثر من 600 ألف شخص إلى مناطق قاحلة، فيما وجد نحو 300 ألف أرمني في روسيا ملجأ لهم.
&
التعليقات