قال حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي إن الجزيرة العربية كانت متصلة بقارة أفريقيا من جهة باب المندب، مؤكدا أن البحر الأحمر لم يكن سوى بحيرة، وأوضح أن عوامل جيولوجية تبعد شبح حدوث زلزال عن الخليج العربي، مثل وجود مياه تفصل الخليج عن مناطق الزلازل.
&
أحمد قنديل: أكد الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة أن الجزيرة العربية كانت متصلة بقارة إفريقيا من جانب مضيق باب المندب، وأن البحر الأحمر لم يكن سوى بحيرة، منوها إلى أن الشاطئ الحقيقي للجزيرة العربية يقبع أسفل الشاطئ الإيراني لنحو 100 كيلو متر، مما يعني أن حدوث أي نوع من الزلازل سيكون بعيدا عن منطقة الخليج ولن تتأثر به.
&
زلزال نيبال&
&
وتطرق إلى الزلزال الذي ضرب نيبال مؤخرا، موضحا أنه ناتج عن بعض الظواهر الطبيعية الأخرى التي نتجت جراء حركة الصفائح القارية، ونتيجة ضغط شبه الجزيرة الهندية على جبال هملايا.
&
وأضاف في حوار تم بثه اليوم على إذاعة وتلفزيون الشارقة ورصدته "إيلاف"، "إن ما حدث في النيبال من زلزال هو بسبب الاندفاع والضغط الناتج من القارة الهندية على الساحل الآسيوي، ومنطقة الزلزال في قارة آسيا تمتد من شرقي شمال الهند إلى بحر العقبة غربا، ولدى دراسة حول الصفائح والألواح الأرضية وتحركاتها، وكيفية تلك الحركة وإلى أين وصلت، فهي السبب الأساس لأي زلزال ينتج".
&
وأشار إلى أن شبه القارة الهندية تحركت بسرعة كبيرة جارة معها جزيرة سريلانكا واحتكت بالساحل الذي يعلوها من المنطقة الشمالية الذي يشكل اليوم حدودها مع باكستان والصين وبنجلاديش ونيبال، مبينا أنه "بسبب تلك السرعة في الحركة كان الاصطدام شديدا وتكونت جراءه جبال الهملايا، وقمم تلك الجبال في الأصل كانت عبارة عن شواطئ، ولذلك تم اكتشاف بعض الأحافير من أسماك وأصداف فيها، وتعد هذه المنطقة الحدودية لشبه القارة الهندية منطقة التحام غير تام وإنما متحرك، ومازال يضغط للأعلى ومع كل احتكاك ينتج زلزال".
&
التحام الجزيرة العربية بإيران
&
وعرض الشيخ القاسمي خريطة توضح قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتظهر كلا من شبه القارة الهندية وشبه الجزيرة العربية وكيف كانتا جزيرتين تحيط بهما المياه من كل جهة وسط المحيط الهندي، موضحا&أن الجزيرة العربية قبل التحامها بالساحل الإيراني ودول بلاد الشام والعراق قد سحبت معها القرن الأفريقي خلال حركتها، وكانت حركتها بطيئة لوجود سلسلة من الجبال في مؤخرتها كانت المياه تغمرها، وأخذت بالدوران على نفسها 3 مرات قبل احتكاكها بالساحل الإيراني، ومع ذلك الاصطدام ارتفع الساحل الإيراني أعلى طبقة الجزيرة العربية.
&
وقال إنه نتج عن ذلك عدة أمور منها "مع الصدمة الأولى غطست مقدمة الجزيرة وارتفعت مؤخرتها، وبدأت الجبال المغمورة بالمياه بالصعود إلى السطح، ولذلك الزائر لجنوب عمان يجدها تحوي أجمل المناظر للحيوانات المتحجرة، وسيرى أشكالا من الأسماك والأصداف، وكهوفا وسط الجبال وفي قممها حتى يومنا هذا تحوي بحيرات تعيش بها أسماك، وثانيا مع كشط الجزيرة للساحل الإيراني تشكلت سلسلة من الجبال وتشكل حوض أو وادي الخليج ولكنه لم يكن يحتوي على المياه إلا بعد عصر ذوبان الجليد.. وثالثا فإنه مع كشط ساحل الجزيرة العربية للساحل الإيراني، قبع جزء من الجزيرة على ظهرها مقابل الساحل الإيراني وهو يشكل جزيرة باقية حتى اليوم".
&
بعيدا عن الزلازل&

&
وأضاف أن الشاطئ الحقيقي للجزيرة العربية يقبع أسفل الشاطئ الإيراني بنحو 100 كيلو متر، مما يعني أن حدوث أي نوع من الزلازل سيكون بعيدا عن منطقة الخليج ولن تتأثر به، مؤكدا أن الجزيرة العربية كانت متصلة بالقارة الأفريقية من جانب مضيق باب المندب، وكيف أن البحر الأحمر لم يكن سوى بحيرة، وبسبب الفلق في وسط البحر الأحمر، والذي أخذ بالتزايد حدث التباعد بين الصفيحتين. ومستدلا على ذلك بأن الحيوانات بمختلف أشكالها كانت تتنقل عبر هذا الالتصاق بين الجزيرة العربية وقارة أفريقيا.
&
وذكر القاسمي أن"الفلق هو عملية ابتعاد الصفائح القارية عن بعضها ولا ينتج أي نوع من الزلازل جراء الانفلاق، &ولكون حركة الجزيرة إلى الساحل الإيراني وليست باتجاه بلاد الشام والعراق، فإن منطقتنا غير معرضة للزلازل، ولكون الماء يفصل بيننا وبين المناطق المعرضة للزلازل فإن تأثيرها يتلاشى ويتقلص، كون الماء ينقل الاهتزازات بشكل لا يكاد يشعر به، والرمال أكثر نقلا لتلك الاهتزازات، بينما الجبال أشدها نقلا واستشعارا للاهتزازات".
&
الطريق إلى الشرق عبر الشارقة
&
وأوضح أن هناك دراسة قام بها الدكتور هاينس من جامعة توبنغن الألمانية، ونشرت عالميا أثبتت أن أول تواجد للبشر كان في الحبشة، ومن ثم بدأ الانتقال إلى الأراضي الأخرى، وعندما أراد البشر الوصول إلى إيران والهند كانت الشارقة معبرهم لتلك المناطق.
&
وعن الهجرات العربية القديمة، &قال القاسمي إن لديه بحث حول الهجرات العربية القديمة، ومن بينها هجرة قبائل ثمود وقبائل عدم التي قدمت من الكوش في الحبشة إلى اليمن، ومن ثم ارتحلت ثمود حتى وصلت جنوب البحر الميت بالقرب من مدين، ولكن عدم واصلوا شمالا حتى استقروا بصور في لبنان وهم من تم تسميتهم بالفينيقيين، وتعني الفينيشيين أي الحمر.
&
وأضاف "يذكر المؤرخ استرابرو في كتاب بطليموس أنه قد قابلهم وسألهم من أين قدمتم فقالوا من البحر الأحمر، وليس هو ذات البحر المعروف في يومنا هذا، بل هو البحر المقابل للسواحل الممتدة من شمال عمان إلى اليمن، وترجع تسميته بالبحر الأحمر لكثرة المرجان الأحمر فيه ويبين كتاب بطليموس أصولهم التي تعود لليمن".