لندن: رفض قادة عراقيون اليوم عمليات الانتقام من مواطني المناطق المحررة من داعش وحرق ونهب ممتلكاتهم، واعتبر النجيفي حرق وسرقة مجموعات مسلحة للممتلكات في مدينة تكريت رسالة سوداء تجهض الانتصار، بينما دعا علاوي إلى الابتعاد عن عمليات الانتقام، فيما طالب المرجع السيستاني القوات الأمنية بالحفاظ على ممتلكات مواطني المناطق المحررة باعتبار ذلك واجبًا دينيًا ووطنيًا واخلاقيًا.&
&
العبادي يتصدى لعمليات التخريب
وقد أصدر رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الجمعة أوامر إلى القوات الأمنية والعسكرية في مدينة تكريت، "بالتصدي لحالات التخريب التي تمارسها عصابات تريد الإساءة إلى البطولات التي سطرها مقاتلو قواتنا البطلة والمتطوعون من الحشد الشعبي".
&ودعا العبادي في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف"، القوات المتواجدة في تكريت إلى القاء القبض على كل شخص يقوم بمثل هذه الأعمال والحفاظ على الممتلكات والمنشآت في محافظة صلاح الدين من أجل توجيه الجهود الخدمية إليها لإعادة الحياة للمحافظة واعادة أهلها وتسليم أمنها للشرطة المحلية.
&
.. والنجيفي: الاعتداءات رسالة سوداء
وقال النجيفي الذي يتزعم ائتلاف متحدون للقوى السنية إن ما تقوم به مجاميع مسلحة من حرق وسرقة ممتلكات المواطنين في تكريت، تمثل رسالة سوداء تجهض المعنى الحقيقي للانتصار. وأضاف "أن فرحنا كان غامرًا بالانتصار الكبير الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة في محافظة صلاح الدين وبشكل خاص مدينة تكريت، ذلك أنه يعني بوابة للنصر النهائي على تنظيم داعش الإرهابي على أرض العراق وخلاصاً لشعبنا، وبخاصة مواطني المناطق التي سيطر عليها داعش، حيث أذاقهم القهر والجريمة والتخلف، لكن ما يصلنا من أخبار ومعلومات حول قيام جماعات مسلحة بالسرقة والحرق وعمليات سلب ممتلكات المواطنين في تكريت تؤكد أنها رسالة سلبية سوداء تُجهض المعنى الحقيقي للانتصار لانها تنتقم من المواطنين اصحاب المصلحة في النصر".&
واكد النجيفي في بيان صحافي، تسلمت "إيلاف" نسخة منه الجمعة، مبينًا أنها أفعال تصب في مصلحة تنظيم داعش لانه سيستفيد منها في تخويف أبناء المناطق التي يسيطر عليها من هذه الجماعات المسلحة المنفلتة التي تستبيح أملاك المواطنين، وهي رسالة سلبية للمجتمع الدولي الذي يتابع ما يجري في العراق ويدعم الجهد المضاد للارهاب".. واشار إلى انه "نظرًا لحجم الجريمة وتداعياتها وبعدها عن أية قيمة &فلقد أجرينا سلسلة من الاتصالات مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع الذين أقروا بأنها جرائم ضد المواطنين، وهي إساءة بالغة تطعن النصر المتحقق ووعدوا باتخاذ الإجراءات كافة من اجل وقف هذه الاعمال ومحاسبة مرتكبيها".&
وحمل النجيفي الحكومة "مسؤولية الأحداث المؤلمة التي جرت في تكريت مطالبًا بضرب هذه المجاميع التي تقدم خدمات مجانية لداعش وتقتدي بفعلها الأسود وتنال من جوهر الانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة، مؤكدًا أن المطلوب وقفة وطنية قوامها الانتصار للحق والعدل وضرب المجرمين الذين يسرقون النصر ويفرغونه من محتواه الوطني".
&
.. وعلاوي يدعو للابتعاد عن الانتقام
ومن جهته، دعا نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي إلى الابتعاد عن روح الانتقام ومنع الممارسات الفردية ضد أهالي المناطق المحررة.
وطالب علاوي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم " باستثمار انتصار الشعب العراقي وقواته المسلحة الذي تحقق في تكريت، من خلال العمل على إدامته وصولاً لتحقيق النصر النهائي باستعادة كافة تراب الوطن وطرد جماعات التطرّف والارهاب الممثلة بداعش".
وقال "اننا نبارك للشعب العراقي هذا الانتصار، وندعو في الوقت ذاته إلى العمل على التوافق الوطني والمصالحة الوطنية الحقيقية التي تمثل الطريق الأمثل لخروج العراق من الجهوية والطائفية المقيتة لتحقيق الاستقرار للعراق".
&
وشدد علاوي على أنه "ينبغي على القوات الأمنية والمتطوعين المساندين لها الإبتعاد عن روح الانتقام ومنع الممارسات الفردية التي تحدث بحق أهالي المناطق المحررة ، وترك كلمة الفصل للسلطات التنفيذية والقضائية التي تقع على مسؤوليتها حماية ارواح المواطنين وإحقاق الحق". وطالب "الحكومة بإجراء تحقيق حول الانتهاكات التي حصلت ضد المدنيين العزل و احالة مرتكبيها للقضاء".
لكن الحشد الشعبي نفى قيام عناصره بعمليات ممنهجة لسرقة المنازل وحرقها في مدينة تكريت، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في بغداد. واتهم المهندس ما اسماها بعصابات مجرمة (بدون الكشف عن هويتها) بالقيام بعمليات السرقة والنهب في تكريت، نافياً التهمة عن الحشد الشعبي الذي اتهمه بعض سكان تكريت وسياسيون بتنفيذ تلك الأعمال.
&
السيستاني يرفض الاعتداء على ممتلكات المناطق المحررة
وعلى الصعيد ذاته، فقد رفض المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني الإعتداء على ممتلكات المواطنين، داعيًا القوات الأمنية إلى العمل على حراستها وحمايتها من أي انتهاكات.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الأعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني القوات الأمنية والسلطات الحكومية إلى القيام بحفظ وحراسة ممتلكات مواطني المناطق المحررة من سيطرة داعش، وعدم السماح بالتعدي عليها، وقال إن ذلك واجب ديني ووطني واخلاقي.
واضاف خلال خطبة الجمعة من مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قناة المدينة، أن تحرير تكريت أضاف نصرًا كبيرًا للانتصارات التي يحققها العراقيون ضد الإرهاب وكشف زيف قوة العدو وهشاشة دفاعاته التي قام بها من خلال عمليات التفخيخ وزرع العبوات الناسفة وحفر الخنادق واقامة الحواجز الترابية .
&
واشار إلى أن الخطط العسكرية كانت ناجحة في استيعاب ما قام به العدو لتأخير تحرير المدينة، داعيًا القوات الأمنية والمتطوعين وابناء العشائر إلى التقدم لتحرير بقية المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وطالب السلطات بدعم العشائر الحريصة على المشاركة بتحرير أراضيها بالسلاح والعتاد والمؤن لتسهيل هذه المشاركة وتحقيق الامن والاستقرار في مناطقها.
وأضاف معتمد السيستاني أن المعركة ضد داعش يكتنفها الكثير من التعقيد في المصالح الإقليمية والدولية، حيث يحاول البعض استغلال المعركة لأجندته ومصالحه في العراق، في إشارة إلى الدورين الاميركي والايراني في معارك التحرير، وشدد على القوى العراقية بمختلف اتجاهاتها بضرورة النظر إلى ذلك من منظار المصالح الوطنية بعيدًا عن مصالح الآخرين إلا بما ينسجم مع مصالح العراقيين.
&
مراقبة دولية لما يجري في تكريت
واليوم الجمعة، أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الولايات المتحدة تراقب "عن كثب" أي تجاوزات محتملة للقوات العراقية وحلفائها من المليشيات في تكريت، حيث افادت معلومات أن هذه القوات ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان خلال استعادتها السيطرة على المدينة من تنظيم "داعش". &وأكد انه من واجب الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، أن تحترم حقوق المواطنين السنة الذين يشكلون غالبية سكان تكريت، وأن تؤمن لهم على الفور مساعدات انسانية. واضاف: "نحن نراقبهم عن كثب يجب على الحكومة المركزية ان تحترم تعهداتها حالما تصبح المدينة بالكامل تحت سيطرتها". واشار إلى انه بعد استعادة تكريت، ستتركز العمليات العسكرية على مدينة بيجي الواقعة إلى الشمال من تكريت، وأضاف أن عملية بيجي المرتقبة "حاسمة بسبب وجود مصفاة بيجي النفطية البالغة الأهمية للاقتصاد العراقي". &&
&
وأمس الخميس، قالت منظمة العفو الدولية، إنها تحقق في انتهاكات لحقوق الانسان قد تكون ارتكبتها القوات العراقية والميليشيات الشيعية المتحالفة معها اثناء الهجوم لاستعادة المدينة الواقعة شمال غرب بغداد، والتي سيطر عليها تنظيم"داعش" لمدة عشرة أشهر. وقالت دوناتيلا روفيرا، المسؤولة في المنظمة الحقوقية، "نحن نحقق في معلومات اشارت إلى أن عددًا كبيرًا من السكان اعتقلوا مطلع آذار (مارس) الماضي ولا توجد معلومات عنهم حتى الآن. كما اشارت معلومات أخرى إلى هجمات على منازل أو متاجر تم تدميرها بالمتفجرات أو حرقها بعد نهبها من قبل ميليشيات".
واستعادت القوات العراقية مدعومة بفصائل شيعية وغارات التحالف الدولي بقيادة أميركية، الثلاثاء، السيطرة على المدينة التي ظلت لنحو عشرة أشهر محتلة من مسلحي تنظيم "داعش"، حيث اعتبرت هذه العملية اختبارًا لقدرة فصائل المتطوعين الشيعة في استعادة مدينة سنية دون ارتكاب اعمال انتقامية ضد سكانها.
&
&&
&
التعليقات