بالرغم من الصورة العامة المحرجة، ومن التاريخ القاتم لصعوده إلى السلطة، يثير زعيم المعارضة البريطانية إد ميليباند ارتباك المنتقدين قبل انتخابات قد تجعله رئيسًا للوزراء.

إيلاف - متابعة: لطالما اعتبر السياسي البريطاني إد ميليباند، البالغ 45 عامًا، عبئًا على فرص حزب العمال في تولي السلطة ببريطانيا، واستهدفته قبل اشهر شائعات انقلابية، غير أنه فاجأ الجميع بمنافسته الحادة لزعيم المحافظين، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، في الحملة الانتخابية.

ريد إيد!

في مقابلة حامية أجراها المحاور الشرس جيريمي باكسمان مع كاميرون وميليباند، قال الاخير: "تم التقليل من شأني في كل مرحلة لكنني قوي بما فيه الكفاية"، حين أشار باكسمان إلى استطلاع رجح فوزه على رئيس الوزراء.

لكن ميليباند لا تنقصه الانتقادات. فالصحافة اليمينية وسمته بأنه يساري حاد، مطلقة عليه لقب "إد الاحمر"، فيما هاجمه كاميرون وغيره بسبب الانتهاكات في القطاع المصرفي، التي&حدثت في اثناء عمله في وزارة المالية في السنوات السابقة للازمة المالية في العام 2008.

كما سرت انتقادات حول منزله في حي دارموث بارك الراقي الذي يتسع لمطبخين، والسخرية من الصعوبة التي واجهها في تناول سندويش لحم شعبي امام الصحافيين.

ويصعب على الرجل الذي يخن ويضع نظارتين مدورتين التخلص من صورة التلميذ المجتهد، فيما وصفه رسام كاريكاتور في صحيفة غارديان بأنه "والاس" مبتسم، من مسلسل "والاس و غروميت" للصور المتحركة.

لكن ربما اكثر ما أضر بميليباند شديد الطموح هو الخلاف العائلي الذي اثاره عبر منافسه شقيقه الاكبر ديفيد الذي كان محميًا من رئيس الوزراء السابق توني بلير وهزمه في السباق إلى قيادة حزب العمال في 2010.

ميليباند نفسه صرح بأن الانقسامات "تزول"، علمًا أن شقيقه الذي غادر بريطانيا إلى الولايات المتحدة بعيد خسارته كان غائبًا عن الحملة. واكد كاتبا سيرته مهدي حسن وجيمس ماكنتاير أن هذا الحدث اعتبره البعض "شبيهًا بفعل قتل الاخ التوراتي".

سباق طاحن

أقر ميليباند بأن السباق كان "طاحنًا" للشقيقين لكنه صوّره على انه ابتعاد عن سياسات "حزب العمال الجديد" الذي اراده بلير، ومسعى لاعادة الحزب إلى جذوره اليسارية. واثار الاتجاه الذي حدده ميليباند وقلة خبرته خارج سياسات البرلمان قلق الكثير من اصحاب الاعمال من احتمال فوز حكومة عمالية، ما انعكس في رسالة مفتوحة وقعها 100 مدير شركة في اثناء الحملة.

ودافع ميليباند عن نفسه بتأكيده أنه يجابه الشركات الكبرى نيابة عن ملايين البريطانيين الذين انهكهم التقشف. غير أن معارضته لاستفتاء حول العضوية في الاتحاد الاوروبي لقيت تأييد عالم الاعمال، وكذلك تعهداته بدعم الشركات الصغيرة.

في اثناء حكم حزب العمال قبل 2010، عمل ميليباند لصالح وزير المالية غوردون براون الذي كانت علاقته حساسة جدًا ببلير، واعتبر اكثر يسارية من رئيس الوزراء انذاك.

في الظهر

وفرت تربية ميليباند العائلية اعدادًا جيدًا للخصومة الايديولوجية التي غالبًا ما تحدث في حزب العمل العشائري.

شب ميليباند لأب اكاديمي ماركسي بارز وأم ناشطة في منزل سادته السياسة، حيث لقي وشقيقه ديفيد التشجيع منذ سن مبكرة على المشاركة في حفلات عشاء حضرها مثقفون يساريون من مختلف انحاء العالم.
وفقد والداه المهاجران اليهوديان الكثير من افراد عائلتيهما في المحرقة. والتقى الوالدان في كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر معقلاً للفكر اليساري البريطاني في مطلع الستينيات.

في اثناء الدراسة في جامعة اوكسفورد، كان إد ميليباند طالبًا ناشطًا سياسيًا، وتمكن بعد فترة قصيرة من العمل كصحافي سياسي من الصعود سريعًا في تراتبية حزب العمل. وهو الان متزوج من المحامية البيئية شهيرة جاستين ثورنتن ولديهما ابنان.

وقال ايان بيغ، استاذ السياسة في كلية لندن للاقتصاد: "بالرغم من الانتكاسات التي واجهها لم ييأس قط، انه صلب، وفي آخر المطاف طعن شقيقه في الظهر لتولي قيادة حزب العمل. ليس بمقدور الجميع فعل ذلك".
&