أكد الرئيس الأميركي ضرورة وجود تمثيل عربي قوي في العراق وتعهد العمل مع العبادي على زيادة انتاج العراق من النفط ورفع صادراته في المستقبل والتعاون في مجال الطاقة وإصلاحات القطاع الخاص وتحقيق استقرار العراق المالي.. ورحّب بتزويد الآلاف من مقاتلي العشائر في محافظة الانبار بالاسلحة والمعدات العسكرية والتزم بتقديم جميع المساعدات المطلوبة للقضاء على داعش.
&
لندن: أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العبادي ضرورة معالجة الوضع الإنساني في العراق، حيث نزح أكثر من 2.6 مليون عراقي عن مناطق سكناهم منذ كانون الثاني 2014.

وأشار الرئيس أوباما إلى قراره الأخير بتوفير 205 ملايين دولار كمساعدات إنسانية للعراقيين في المنطقة ولدعم العراق في استجابته للأزمة السورية، ليصل بذلك مجموع المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للعراقيين النازحين إلى أكثر من 407 ملايين دولار منذ بداية سنة 2014 المالية.

وقال بيان عراقي أميركي مشترك صدر في بغداد وواشنطن اليوم بعد ساعات من اجتماع رئيس الوزراء العراقي في واشنطن مع الرئيس الأميركي باراك أوباما انهما شددا على الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة والتي تقوم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتزام الطرفين باتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك التي تربط بين البلدين منذ عام 2008.

وقد عبر الرئيس الأميركي عن دعمه الكبير للتقدم الذي حققه السيد رئيس الوزراء وحكومة العراق منذ المرة الأخيرة التي التقى فيها الطرفان قبل عدة أشهر.

ترحيب بتوزيع الاسلحة على العشائر

وأشار البيان المشترك إلى أنّ أوباما تداول مع العبادي التقدم الذي حققته حملة إضعاف تنظيم داعش والقضاء عليه حيث عبرا عن عميق تقديرهما للتضحيات التي قدمها الشعب العراقي بجميع أطيافه ومكوناته في الحرب ضد تنظيم داعش وللمساهمات الكبيرة التي قدمها أكثر من 60 شريكا من دول التحالف الدولي في الحرب ضد التنظيم داعش عندما لعبت أكثر من 1850 طلعة جوية قامت بها قوات التحالف في العراق دوراً حاسماً في وقف تقدم تنظيم داعش ودعم قوات الأمن العراقية في تحرير جزء كبير من الأراضي التي سيطر عليها سابقاً.

وعبّر العبادي عن شكره للرئيس أوباما وللشعب الأميركي على الدعم الواسع المقدم إلى العراق وعلى الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الأميركية المتواجدة في العراق، وأكد الرئيسان أهمية جوهر الشراكة التي تربط بين بلديهما.

وناقش الرئيسان الخطوات القادمة ضمن حملة القضاء على تنظيم داعش وأكد رئيس الوزراء العراقي ضرورة نشر الاستقرار في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة التنظيم وضمان نقل السلطة إلى المسؤولين من أهالي المناطق المحررة والشرطة المحلية لتلك المناطق والمحافظة على النظام وعودة تقديم الخدمات العامة وحماية المدنيين ورجوع الأهالي من النازحين إلى محال سكناهم.

وأكد أن حكومة العراق لا تتسامح إطلاقاً مع انتهاكات حقوق الإنسان، وطلب من الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي تقديم العون لإعادة نشر الاستقرار بشكل فوري والحفاظ عليه على المدى البعيد في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش. وأكد أهمية الدور الحاسم الذي يقوم به الأهالي من سكان تلك المناطق في تحرير مناطقهم، وشدد وفقاً لذلك على أهمية انخراط المزيد من مقاتلي العشائر في القتال ضد تنظيم داعش كجزء مهم من تشكيلات قوات الحشد الشعبي.

وقد تعهد الرئيس أوباما باستمرار دعمه لقوات الأمن العراقية ومبادرة مشاركة العشائر مع توفير التدريب والمعدات من قبل الولايات المتحدة.. ورحب على وجه الخصوص بمبادرة الحكومة العراقية لتزويد الآلاف من البنادق وغيرها من معدات القتال إلى مقاتلي العشائر شرق محافظة الانبار أسوة بالنجاح الذي تحقق في نموذج قاعدة الأسد الجوية غرب الأنبار، حيث مكّن المستشارون الأميركيون قوات العشائر من تنفيذ عمليات قتالية ضد تنظيم داعش بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية.

وأكد الطرفان حجم التهديد الذي يمثله الإرهاب تجاه العراق والمنطقة والمجتمع الدولي وناقشا أيضاً الأهمية القصوى لمعالجة مسببات الإرهاب والعنف، ليشمل ذلك بذل المزيد من الجهود المشتركة في تلك المناطق خلال الأسابيع المقبلة.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن رئيس الوزراء سيواصل النقاشات حول الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش أثناء لقاءاته مع وزير الدفاع الأميركي اليوم الاربعاء واجتماع دول التحالف الدولي الذي سيتم عقده في اليوم نفسه.

تعزيز عراقٍ ديمقراطي وموحد

وأطلع العبادي أوباما على آخر التطورات على الساحة السياسية في العراق، بما في ذلك جهود مجلس الوزراء لتنفيذ البرنامج الوطني الطموح الذي ورد عند تشكيل الحكومة.. وأشار إلى تمرير البرلمان للموازنة الوطنية بدعم مختلف الطوائف، وهو الحدث الأول من نوعه في العراق منذ سنين، التي تضمنت فقرات مهمة تتعلق بصادرات النفط وتقاسم العائدات مع حكومة إقليم كردستان.

وأكّد العبادي أن يبقى هدف تمرير التشريع الذي ورد في برنامجه الوطني ضمن لائحة أولوياته حيث رحّب الرئيس الأميركي بالتقدم الذي تم إحرازه حتى اليوم، ووجّه الدعوة لجميع الكتل السياسية لتقديم التنازلات الضرورية لنجاح تطبيق البرنامج الوطني بالكامل.

وعلى نطاق أوسع، أوجز رئيس الوزراء العراقي رؤيته لتطبيق نموذج يتسم بدرجة أكبر من اللامركزية في الحكم، حسبما دعت لذلك أحكام الدستور العراقي، وهو النموذج الذي أكد أنه أحد أهم متطلبات النجاح ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق التقدم في العراق. وأسهب في شرح تفاصيل برنامج الحكومة لنقل مسؤولية حفظ الأمن إلى الحكومات المحلية في المحافظات.

وفي ضوء ذلك، أشار إلى الجهود المبذولة من أجل تعزيز دور الحكومات المحلية للمناطق المحررة في حفظ الاستقرار في تلك المناطق.&كما سلط الضوء أيضاً على أهمية الحرس الوطني في توفير السلطة على الأمن لسكان محافظات العراق ولضمان أن قوات الأمن العراقية ممثلة على نطاق واسع وقريبة من الأهالي الذين أقسموا على حمايتهم والدفاع عنهم. وأعرب أوباما عن دعمه للاستراتيجية التي حددها العبادي والتزم بتوفير الدعم والمساعدات الضرورية وفقاً لما جاء في اتفاقية الإطار الاستراتيجي لتعزيز الديمقراطية الدستورية في العراق.

تعاون اقتصادي

وأكد العبادي وأوباما ضرورة أن يستمر بلداهما في تعزيز آفاق التعاون الثنائي في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي. وأوجز السيد رئيس الوزراء مجموعة التحديات التي يواجهها العراق نتيجة انخفاض أسعار النفط عالمياً والأزمة الإنسانية التي يعيشها وحربه ضد تنظيم داعش.

وأوجز رئيس الوزراء العراقي استراتيجية حكومته لدعم الاقتصاد العراقي، بما في ذلك إعادة إحياء البنية التحتية للطاقة في العراق والإصلاحات الجارية للحد من الفساد وتقليل الهدر في الإنفاق. واتفق الزعيمان على إمكانية الاستفادة من الدعم الدولي لحرب العراق ضد تنظيم داعش بشكل يؤدي إلى تعزيز اندماج العراق في الاقتصاد العالمي.

وأشار الرئيس أوباما إلى أن التعاون الاقتصادي يمثل عنصراً أساسياً لديمومة شراكة طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة وهنأ الرئيس الأميركي رئيس الوزراء العبادي على معدلات تصدير النفط المرتفعة التي سجلها العراق مؤخراً، وهي أعلى المستويات على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، وأكد الزعيمان على أن يعملا&معا لزيادة انتاج العراق من النفط ورفع صادراته في المستقبل.

وقال أوباما إنه وجه نائب الرئيس بايدن ليعقد اجتماعاً للجنة التنسيق العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي غدا الخميس للتركيز بشكل خاص على الشؤون الاقتصادية، بما في ذلك آفاق التجارة الثنائية والتعاون في مجال الطاقة وإصلاحات القطاع الخاص واستقرار العراق المالي.

وأكد الرئيس أوباما ورئيس الوزراء العبادي ضرورة معالجة الوضع الإنساني في العراق، حيث نزح أكثر من 2.6 مليون عراقي عن مناطق سكناهم منذ كانون الثاني 2014.

وأشار الرئيس أوباما إلى قراره الأخير بتوفير 205 ملايين دولار كمساعدات إنسانية للعراقيين في المنطقة ولدعم العراق في استجابته للأزمة السورية، ليصل بذلك مجموع المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للعراقيين النازحين إلى أكثر من 407 ملايين دولار منذ بداية سنة 2014 المالية.

تعزيز التعاون الإقليمي

وأعرب الرئيس أوباما عن دعمه القوي لزيادة التعاون بين العراق والشركاء في المنطقة على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وأطلع العبادي أوباما على نتائج مشاوراته الأخيرة مع عواصم المنطقة وجهوده لتعزيز التمثيل الدبلوماسي لدول المنطقة في بغداد. حيث أكد الرئيس الأميركي أهمية وجود تمثيل دبلوماسي قوي في بغداد لجميع الدول العربية في المنطقة.

واتفق الجانبان على عدم جدوى الحلول العسكرية كحل للصراعات في المنطقة وضمن هذا السياق، فقد رحّب رئيس الوزراء بالإطار العام لخطة العمل المشتركة والشاملة بين دول 5+1 وإيران في ما يخص برنامج إيران النووي كوسيلة لتحقيق المزيد من السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد الزعيمان ان وجود علاقة متينة بين العراق والولايات المتحدة كانت حاسمة لأمن المنطقة وللمصالح طويلة الأمد لكلا البلدين.
&
التعاون ضد داعش.. والاستثمار

ثم بحث العبادي في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود مكافحة الارهاب والاوضاع التي يشهدها العراق والمنطقة والدعم الدولي في مجال محاربة تنظيم داعش الارهابي. واعرب كيري عن ثقته من قدرة العراقيين بهزيمة داعش وهو ما سيفتح الباب واسعا امام العراق لممارسة دوره الريادي في المنطقة والعالم.

كما اجتمع العبادي في مقر اقامته في واشنطن مع رئيس مؤسسة اوكسدنتال النفطية ستيف جازين ورئيس مؤسسة اكسون موبيل السيد ريكس تليرسون العاملتين في العراق في لقاءين منفردين. وعرض اصحاب المؤسستين التقدم في الانتاج شاكرين الجهود المبذولة التي ساهمت بتحسن الاوضاع الأمنية في البصرة ما انعكس ايجابا على عملهم. كما تم مناقشة رفع العقبات التي تواجه عملهم في العراق واعلنوا رغبتهم في الاستمرار بالعمل وزيادة الانتاج.

وفي اجتماع آخر للعبادي مع مجموعة من رؤساء الشركات الاميركية الكبرى في مختلف القطاعات المالية والمصرفية والتجارية والنفطية والتقنية. فقد عرض ممثلو الشركات تصوراتهم حول كيفية مساعدة العراق للنهوض بقدراته في مختلف القطاعات بالإضافة إلى السبل الكفيلة بخروج العراق من التحديات المالية والاقتصادية التي يمر بها نتيجة انخفاض اسعار النفط. بدوره ابدى العبادي رغبة العراق بدخول الشركات العالمية للاستثمار في البلد وان هناك توجها حكوميا بتبسيط الاجراءات للمستثمرين ورفع اية عقبات تواجهها نتيجة الاجراءات البيروقراطية.
&
طيارو الـ "أف 16"

ثم اجتمع العبادي في واشنطن مع مجموعة من الطيارين العراقيين المتدربين على طائرات اف 16 الذين قدموا شرحا موجزا عن التدريبات التي تلقوها واستعدادهم الكبير للمشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.

ومن جهته أشار العبادي إلى أنّ طائرات الـ "أف 16" لديها الدقة والقدرة الكبيرة على توجيه الضربات للعدو وحماية المواطنين من الاخطار.. وقال "اننا لدينا امل كبير بكم والعراقيون يتطلعون لإنهاء تدريباتكم وان تدكوا اوكار العدو". وأضاف "ارى لديكم الهمة العالية لخدمة الوطن ونحن بحاجة إلى هذا الاستعداد لكي نهزم التنظيمات الارهابية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اليوم.

وكان أوباما بحث مع العبادي امس تزويد العراق بطائرات الـ "أف 16" والاباتشي والطائرات المسيرة بدون طيار وقال موضحا إن "هذا هو سبب الاجتماع مع العبادي كي نتأكد من أن القوات العسكرية العراقية في موقف يمكنها من النجاح في هذه المهمة المشتركة".

من جانبه قال العبادي "نأمل أن ننهي داعش ليس فقط في العراق وإنما في المنطقة بأكملها بقتل رأسها في الموصل فالمعروف أن داعش جعل الموصل قاعدة له وعاصمة للخلافة الاسلامية التي هي منهم براء"، مبيناً أننا "نريد أن نحرر الانبار ونينوى وهذا يحتاج إلى تنسيق عالي المستوى مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والدول الاقليمية مع العراق". وأضاف "لمست استعداداً كاملاً وغير محدود من قبل أوباما لدعم العراق والقوات العسكرية العراقية لتحرير أراضينا بالكامل".

يشار إلى أن العبادي وصل امس الثلاثاء إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية هي الاولى له اليها منذ تشكيل الحكومة العراقية في ايلول 2014. ويضم الوفد المرافق للعبادي كلا من وزراء الدفاع خالد العبيدي والمالية هوشيار زيباري والنفط عادل عبد المهدي والتعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني إضافة إلى عدد من المسؤولين والمستشارين.