وقعت&قطر اليوم الاثنين، صفقة بيع 24 مقاتلة فرنسية من نوع رافال، بعد صفقات متتالية مع مصر والهند، بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
إيلاف - متابعة: تم التوقيع رسميا على عقد بيع 24 طائرة رافال فرنسية لقطر الاثنين في الدوحة بحضور الرئيس فرنسوا هولاند وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
تبلغ قيمة العقد 6,3 مليارات يورو ووقعه رئيس مجلس ادارة شركة داسو للطيران اريك ترابيه وعن قطر اللواء الركن طيار احمد المالكي الذي اشرف على المفاوضات.
ووصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين الى قطر لحضور حفل توقيع العقد لبيع الامارة 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال.
وبعد زيارة لبضع ساعات سيلتقي خلالها بصورة خاصة امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، يغادر الرئيس الفرنسي الى السعودية حيث سيحل ضيف شرف الثلاثاء على قمة مجلس التعاون الخليجي.
والى صفقة طائرات رافال سيبحث هولاند مع الشيخ تميم الازمات المتعددة التي تهز المنطقة وفي طليعتها النزاع في اليمن.
وفي قطر سيحضر الرئيس الفرنسي برفقة وزيري الدفاع جان ايف لودريان والخارجية لوران فابيوس حفل التوقيع الرسمي لعقدين يتعلقان بصفقة مقاتلات رافال.
والعقد الاول سيتم توقيعه مع داسو للطيران التي تصنع المقاتلة، وشركة ام بي دي ايه الاوروبية التي تزودها بالسلاح، لبيع 24 طائرة،& 18 منها بمقعد واحد وست بمقعدين في صفقة قيمتها 6,3 مليار يورو.
اما العقد الثاني، فهو سري بين دولتين، ينص على تدريب 36 طيارا ومئة ميكانيكي كما سيتناول مسائل اخرى مثل تدريب ضباط مخابرات.
وطائرة رافال "المتعددة الوظائف" تقوم ايضا بمهام استطلاع وهي مجهزة بوسائل مراقبة متطورة.
ويتوجه هولاند بعد الظهر الى السعودية حيث سيلتقي في المساء الملك سلمان بن عبد العزيز.
وسيكون الثلاثاء ضيف الشرف في قمة لمجلس التعاون الخليجي، في اول بادرة من نوعها بالنسبة لرئيس غربي.
وتشكل مجلس التعاون الخليجي عام 1981 ويضم السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر.
ومع توقيع الصفقة تتأكد نجاعة الاستراتيجية الدبلوماسية-التجارية الفرنسية التي استفادت ايضًا من امتعاض دول الخليج العربية من السياسة الاميركية بادارة باراك اوباما.
بشرى اقتصادية سارة
وخلال اسابيع عدة، تمكنت شركة داسو لصناعة الطائرات من انهاء عشر سنوات من الفشل في تسويق هذه الطائرة المتطورة، ووقعت ثلاث صفقات مهمة مع الخارج : 24 طائرة لمصر في شباط/فبراير، و36 أخرى للهند بعد شهرين، و24 طائرة لقطر، أي ما مجموعه 84 طائرة.
وقال الرئيس الفرنسي "انه نجاح" ليس لشركة داسو وحدها، "بل ايضًا للسلطات الحكومية والدبلوماسية الفرنسية"، كما انها "بشرى سارة" للاقتصاد الفرنسي.
وكانت شركة داسو عجزت طوال السنوات العشر الماضية عن بيع أي طائرة رافال للخارج، وبقي سلاح الجو الفرنسي زبونها الاول والوحيد.
وتابع هولاند: "حامت الشكوك طويلاً حول هذه الطائرة، وربما كانت هناك رغبة بالتسرع"، في انتقاد ضمني لسلفه نيكولا ساركوزي الذي حاول جاهداً تسويق هذه الطائرة الفرنسية من دون جدوى.
وكانت البرازيل آخر من تردد في شراء رافال عام 2013، خصوصًا انها تعتبر اغلى ثمنًا من منافساتها في سوق السلاح.
&
أربعة عوامل
ويرى المحلل برونو ترتري، الخبير في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية الفرنسية، أن هناك اربعة عوامل ساهمت في اتمام الصفقات الاخيرة.
العامل الاول هو مشاركة هذه الطائرة بعمليات قتالية في مناطق حرب، مثل افغانستان والساحل الافريقي وليبيا والعراق، حيث حققت "نجاحات مؤكدة".
العامل الثاني هو التنسيق الممتاز بين الحكومة والشركة المصنعة "والعمل بعيدًا عن الاضواء وتجنب الاعلانات المتسرعة".
العامل الثالث، ودائما بحسب ترتري، يتمثل في كون "النجاح يجر النجاح، ومع موافقة مصر كرت السبحة".
اما العامل الرابع والاخير فهو "مرتبط بشكل خاص بدول الخليج العربية، التي تعتبر أن هولاند كان ثابتًا في مواقفه، وهي تقدر كثيرًا موقفه الحازم صيف 2013 عندما كان مصممًا على تأديب" الرئيس السوري بشار الاسد على استخدامه الاسلحة الكيميائية، لولا تراجع الادارة الاميركية ممثلة بالرئيس باراك اوباما، مع أن الاخير كان كرر مراراً أن استخدام الاسلحة الكيميائية "خط أحمر".
&
مواقف فرنسية
من جهته، يقول فرنسوا هيسبورغ، رئيس المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية في لندن، "كل دول المنطقة تتذكر ما حصل عندما اجتاحت تركيا عام 1974 القسم الشمالي من قبرص، فأوقف الاميركيون تسليم قطع غيار للطائرات التركية من صنع اميركي".
واضاف هيسبورغ: "كما تبين لدول الخليج أن فرنسا كانت متشددة في مفاوضاتها مع ايران "حول الملف النووي لطهران"، في حين كان الاميركيون اكثر ليونة".
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في مقابلة نشرت الاحد في صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، إن فرنسا "في هذه المنطقة من العالم تنتهج استراتيجية منسجمة ومفهومة".
ويبدو أن فرنسا عرضت نفسها لانتقادات من منظمات للدفاع عن حقوق الانسان لدى توقيعها هذه الصفقات. وعندما وقعت فرنسا صفقة رافال مع مصر حذرت منظمة العفو الدولية من نقل تكنولوجيا الى "نظام يمارس قمعًا لا مثيل له منذ ثلاثين عامًا".
كما لا يمكن تجاهل التأثير الاقتصادي لصفقات رافال هذه، حيث تعاني فرنسا من نمو متكاسل. وقال وزير الدفاع الفرنسي في هذا الاطار إن صادرات السلاح الفرنسي في ارتفاع مضطرد خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث كانت بقيمة 4،8 مليارات يورو عام 2012 لتصبح 6،9 مليارات عام 2013 و8،1 مليارات عام 2014، وهي وصلت قبل منتصف العام الحالي 2015 الى "اكثر من 15 مليار يورو".
&
التعليقات