هل بدأت معركة القلمون فعليًا؟ ولماذا تم الترويج لها إعلاميًا قبل أن تبدأ على الأرض، وما هي مصلحة حزب الله في الترويج لحرب القلمون إعلاميًا؟
بيروت: يعتبر البعض أن معالم معركة القلمون بدأت تظهر بغموض تام، وحزب الله بدأ حركته التمهيديّة للمعركة، وجبهة النصرة من جهتها تضغط على الدولة اللبنانيّة عبر بث فيديو للعسكريين الشيعة المخطوفين، فهل بدأت فعلاً معركة القلمون؟
النائب السابق لحزب الله حسن حب الله يرفض في حديثه لـ"إيلاف" التعليق على الموضوع ويقول إن أعضاء الحزب جميعهم سيمتنعون حاليًا عن التصريح.
وفي وقت سابق اعتبر رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، أن ما يروج له حزب الله من معركة مرتقبة في القلمون، يندرج في إطار الحملة الإعلاميّة لإثبات الوجود، مشيرًا إلى أن المعركة ستخاض إعلاميّا فقط.
وأوضح الحجيري، أن وجود الجيش اللبناني في عرسال تم بقرار حكومي منذ أن انطلقت الأحداث على الحدود اللبنانيّة- السوريّة لحماية أمن واستقرار المدينة، مشيرًا إلى إمكانية حدوث بعض المناورات بين حزب الله والمعارضة السورية، وأن السوريين المقيمين في عرسال وأهالي عرسال لن ينخرطوا في توسيع مثل هذه الأحداث بل سيسعون إلى إطفائها.
بدأت إعلاميًا
أما النائب نضال طعمة فيؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أن معركة القلمون بدأت إعلاميًا قبل أن تبدأ فعليًا، ويتساءل طعمة من وراء تلك المعركة ومن يحاول أن يخيف الناس بها، ومن يجرب أن يرسل رسائل يمينًا وشمالاً، هناك الكثير من الكلام الذي يضر بمصلحة لبنان واللبنانيين، وما هي المصلحة اللبنانية اليوم أن نعلن بالصوت العالي أن حزب الله يعتبر معركة القلمون معركة مصيرية، يريد أن يذهب بها إلى النهاية، فمن هو الرابح من وراء هذا الكلام. ويضيف: "سمعنا أن جبهة النصرة هددت بذبح اللبنانيين إذا الجيش اللبناني دخل في المعركة، ويتساءل طعمة كل هذا التوتير الإعلامي لمصلحة من؟
ويقول بأنه "قد يكون هناك معركة وتنظيم داعش لا يمكن التأمين له، ولكن كلبنانيين ما هي مصلحة حزب الله ولبنان في هذا الترويج الإعلامي. هناك خطأ إعلامي كبير بالترويج لحرب القلمون سيدفع ثمنه لبنان واللبنانيين".
ويلفت طعمة إلى أنه في فترة من الفترات إهتز النظام في سوريا، والمعارضة السورية قويت، لذلك أراد النظام إعادت اعتباره من خلال حزب الله الذي هو منخرط في الحرب الدائرة في سوريا، ويعتبر أن معركة القلمون هي معركته التي ستحدد ربحه، من هنا معركة القلمون يعتبرها حزب الله إعادة اعتبار له، وتعيد له مجده.
وتبرير حزب الله لهذه المعركة إنه إذا ما كسبها يستطيع ضمان عدم دخول تنظيم داعش إلى الأراضي اللبنانية، غير أنه للأسف الشديد داعش أصبحت موجودة بسبب تدخل حزب الله في سوريا.
الجيش اللبناني
ويشير طعمة إلى أن هناك محاولة لتوريط الجيش اللبناني بهذه المعركة، والجيش اللبناني موجود للدفاع عن الحدود اللبنانيّة، وعندما تتعرض الحدود اللبنانية إلى أي اعتداء من أي مكان على الجيش اللبناني أن يصد هذا الاعتداء، ولكن الخوف أن يوَّرط الجيش في معركة ويدفع ثمنها وهو لا ناقة ولا جمل له فيها.
حوار حزب الله المستقبل
أما كيف تؤثر معركة القلمون على حوار حزب الله والمستقبل؟ يؤكد طعمة أن الحوار سيتأثر فعليًا وهذا الحوار ضروري للجميع، ولا خلاص للجميع إلا من خلال الحوار، ولكن في النهاية أهم ما في الحوار المحافظة على الهدوء بين السنة والشيعة إذا جاز التعبير، والانخراط في معركة القلمون سيزيد التطرّف وعندها نتساءل ماذا سيكون مغزى الحوار حينها.
ويؤكد طعمة أن حزب الله مرتبط إرتباطًا مباشرًا بإيران ويوّرط لبنان بحروب لا علاقة لنا بها.
التعليقات