دفع النقص الكبير في أعداد الجنود السوريين نظام الأسد إلى الاعتماد على مرتزقة في مواجهة قوات المعارضة السورية، ويأتي هؤلاء المرتزقة من أفغانستان، لكن النظام الذي استجلبهم لا يهتم بهم في حال وقعوا في قبضة المعارضة، وقال ضابط سوري كبير" اقتلوهم فهم مجرد مرتزقة".
&
عبد الاله مجيد: يواجه النظام السوري نقصا متزايدا في الجنود دفعه الى الاعتماد على مرتزقة في المعارك التي تخوضها قواته أو ما تبقى منها ضد المعارضة المسلحة، ويحمل كثير من مقاتلي الأسد المرتزقة الأجانب الجنسية الأفغانية مثل مراد المسجون حاليا في حلب بعد وقوعه أسيرا بقبضة المعارضة خلال احدى المعارك.&
&
كانت حرب مراد قصيرة استمرت من الفجر الى فجر اليوم التالي، وعندما اشرقت الشمس في اليوم الثاني كان مراد، وهو مزارع من افغانستان، قابعا في الطابق الثاني من المبنى الذي كُلف بالدفاع عنه، أو هذا ما أمره به الضابط الايراني الذي كان يقوده. &
&
أسيرا في حلب
&
ونقلت مجلة "شبيغل" الألمانية عن مراد انه كان يريد الحصول على اقامة في ايران، ولكنه وجد نفسه في النهاية مرتزقا يقاتل في الحرب الأهلية السورية الى جانب نظام بشار الأسد. &
&
والحقيقة ان الحرب في مدينة حلب وكذلك في ريف حماة وريف دمشق وفي محافظة درعا جنوب سوريا اخذت تكتسب وجها افغانيا بل وجها له سحنة آسيوية بتعبير أدق، وان الكثير من الأفغان الذين أُرسلوا للقتال هم من الهزارة الشيعة، وهي افقر الطوائف في افغانستان، بحسب المجلة الألمانية
ويشير وجود هؤلاء الأفغان الى اعتماد الأسد بصورة متزايدة على المرتزقة الأجانب. &
&
&تدخل حزب الله
&
وكانت وحدات متمرسة من حزب الله اللبناني بدأت القتال منذ عام 2012 لمنع انهيار قوات الأسد، وانضم اليها لاحقا ايرانيون وعراقيون وباكستانيون ويمنيون من الشيعة، ولكن كلما طالت الحرب بلا حسم ازداد عدد القتلى في صفوف قوات النظام ومرتزقته، وفي عام 2013 مثلا فقد حزب الله 130 مقاتلا في سوريا. &
العراقيون عادوا
وعاد العراقيون كلهم تقريبا الى بلدهم الذي اجتاح تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مناطق واسعة منه حتى بات يهدد العاصمة فقررت الميليشيات الشيعية مثل عصائب &أهل الحق ان تنقل معركتها الى العراق، ولكن ما من مجموعة اثنية ممثَّلة على جميع جبهات النظام بقدر تمثيل الهزارة الافغان، ولا تتوفر ارقام دقيقة عن عددهم ولكن يُعتقد ان نحو 700 منهم قُتلوا في حلب ودرعا وحدهما، والأنكى من ذلك ان غالبيتهم لا يتوجهون الى سوريا بارادتهم. &
&
الحرس الثوري الإيراني يبتز
&
ويعيش نحو مليوني شيعي من الهزارة في ايران غالبيتهم مهاجرون غير قانونيين من السهل ابتزازهم، واستغل الحرس الثوري الايراني وضع هؤلاء المهاجرين لتجنيد آلاف وارسالهم الى سوريا خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. &
&
ويقول مراد احد هؤلاء المهاجرين غير القانونيين انه اعتُقل في ايلول (سبتمبر) 2013 بتهمة ملفقة هي المتاجرة بالمخدرات، وانه على امتداد 15 يوما تعرض الى الجلد والضرب بأسلاك غليظة، وتنقل مجلة "شبيغل" عن مراد قوله "انهم عنصريون في ايران فهم لا يريدوننا لا لسبب سوى أننا افغان".
مساومة&
وبحسب مراد فان حكما صدر عليه بالسجن ست سنوات، وبعد سنة في سجن "ايفين" سيء الصيت فوجئ بزيارة شخص يرتدي ملابس الحرس الثوري الايراني، وسأله الزائر عن سبب سجنه وحين اجابه مشيرا الى تهمة المخدرات عرض عليه الزائر الغاء ما تبقى من محكوميته مقابل التوجه الى سوريا والبقاء هناك لمدة شهرين.
&
مقابل 700 دولار&
&
وقال له الضابط انه سيُكلَّف هناك بمهمات بسيطة وربما بواجبات الحراسة، وعندما يعود بعد شهرين قد يحصل حتى على اقامة في ايران، ووافق نزلاء آخرون في زنزانة مراد على مقايضة ما تبقى من محكومياتهم بالخدمة شهرين في سوريا، وتلقوا وعدا بمنحهم راتبا شهريا قدره ما يعادل 700 دولار.&
ومن السجن أُرسلوا الى قواعد عسكرية مختلفة قرب طهران للتدريب على السلاح، وبعد انتهاء فترة التدريب نُقل الأفغان الى المطار حيث استقلوا طائرة مدنية كانت على متنها عائلات ايضا لكي لا يعرف أحد انهم جنود، كما يروي مراد. &
&
الوصول إلى دمشق
&
لدى وصول الافغان الى دمشق كان في استقبالهم ضابطان ايرانيان، ثم سافروا الى اللاذقية ومن هناك الى قاعدة عسكرية على اطرف حلب حيث بقوا 10 ايام، وتنقل مجلة شبيغل عن مراد قوله "هنا لم يعد الايرانيون ودودين، واسوأ منهم كان الجنود السوريون الذي عندما نتكلم مع بعضنا البعض بالفارسية كانوا يصرخون علينا". &
&
القتال في حلب
&
وذات مساء وزعت عليهم اسلحة وملابس عسكرية ونُقلوا بسيارات الى نقطة تجمع لنحو 300 رجل من افغانستان، وبعد مسيرة ليلة كاملة على الأقدام اشار آمروهم الى مبنى قالوا لهم ان يقتحموه ويدافعوا عنه بأي ثمن، ويقول مراد ان الآمرين "ظلوا يكررون ألا نستسلم لأن الارهابيين سيقطعون رؤوسنا." &
&
أصيبوا بالذعر&
&
واكد قائدان عسكريان في قوات المعارضة شاركا في المعركة من أجل السيطرة على المبنى ان الأفغان كانوا "كالمكائن"، &ولاحظ القائدان ان الافغان يواصلون اطلاق النار حتى بعد تطويقهم، ولكنهم ما ان يفقدوا الاتصال اللاسلكي مع مقر القيادة حتى يصابون بالذعر. &
&
مراد ومرتزق افغاني آخر أسيران الآن في مدينة أخطر من أي سجن ويواجهان كل يوم خطر قتلهم ببرميل متفجر تلقيه قوات النظام السوري التي جاءا للقتال الى جانبها، ويبين لجوء النظام الى هذه البراميل ايضا وضعه اليائس بعد الهزائم التي مني بها خلال الاسابيع الماضية.&
&
لا أحد يهتم بهم
&
في افغانستان لا يبدو ان حكومة كابل مهتمة باختفاء آلاف من مواطنيها في أتون الحرب السورية، ونقلت مجلة "شبيغل" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الافغانية شكيب مستغني قوله ان الوزارة "ليس لديها أي وثيقة رسمية عن اجبار افغان على الذهاب الى سوريا من افغانستان أو ايران". &
ولا يبدو ان تبادلا للأسرى سيجري مع النظام، وقال الشيخ عبد القادر فلاس الذي يقود المفاوضات بشأن تبادل الأسرى "ان النظام مستعد بصفة خاصة للافراج عن معتقلين مقابل ايرانيين ومقاتلين من حزب الله، اما الأفغان فلا شيء". &
واضاف الشيخ فلاس انه اتصل باللجنة الدولية للصليب الأحمر "ولكن مرة أخرى لا شيء"، وتوقع الشيخ فلاس ان يبقى الأسيران الافغانيان بضيافة المعارضة حتى نهاية الحرب.&
&
"اقتلوهم فهم مجرد مرتزقة"
&
في الأثناء، تمكن قائد عسكري في قوات المعارضة يتفاوض هو ايضا بشأن ستة أفغان آخرين من الاتصال هاتفيا بالعقيد سهيل الحسن الذي يعتبر من أقوى ضباط النظام ويطلق عليه اعوانه لقب "النمر".، وجاء رد العقيد "النمر" فصيحا حين قال للقائد العسكري في قوات المعارضة "افعلوا ما تريدون بهم. &اقتلوهم ، فهم مجرد مرتزقة. &ونستطيع ان نرسل اليكم آلافا منهم". &
&
&