نفي الجيش الأردني أن يكون أصدر "تعميماً" عن وجود تهديد خلية إرهابية لمواقع حيوية في المملكة باستخدام سيارات مفخخة، وتزامناً قالت السفيرة الأميركية في عمّان إن الجماعات الإرهابية لم تترك للأردن خياراً سوى الحرب ضدها.


نصر المجالي: أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية، العقيد ممدوح العامري، الثلاثاء، أن ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي فيما يبدو أنه كتاب صادر عن إحدى وحدات القوات المسلحة "غير دقيق"، مبيناً أن المعلومات التي يتم تداولها هي "إحدى فرضيات تمرين الأسد الوهمية"، الذي تجري فعالياته حالياً، وتشترك فيها مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة.

وقال المتحدث في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية (بترا) إنه "في حال أرادت القوات المسلحة نشر أي معلومات أو تعميمها، فإن هناك طرقاً واضحة لإيصال المعلومات، سواء كان ذلك لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة، أو لوسائل الإعلام، حول حدوث أي مستجدات تستدعي ذلك وفي الوقت المناسب".

توخي الحذر

وأضاف العامري أن القوات المسلحة الأردنية تثمن وعي المواطن، وعدم انسياقه وراء الإشاعات، مع التذكير بضرورة توخي الحذر بتداول أي معلومات من مصادر غير رسمية، وتجنب نشر أية أخبار مضللة أو مغرضة.

وأوضح المتحدث العسكري أن "نشامى الجيش العربي لهم دور محوري رئيس يقومون به على أكمل وجه، يتمثل بتوفير الحماية الكاملة لحدود المملكة الأردنية الهاشمية، ومنع أي محاولة لاختراقها، سواء بقصد التسلل أو التهريب أو أية غايات أخرى".

وتزامنت تصريحات الناطق باسم الجيش الأردني مع توارد تقارير عن صدور "تعميم"، منسوب لإحدى الجهات الرسمية، حول "تهديد خلية إرهابية لمواقع حيوية في البلاد باستخدام سيارات مفخخة"، وهي التقارير التي نفت جهات حكومية، من بينها وزارة الداخلية، صحتها.

السفيرة الأميركية

إلى ذلك، أكدت السفيرة الاميركية في عمان اليس ويلز، ان العصابات الارهابية فشلت في تخويف الاردن وتهديد امنه واستقراره.

وقالت ويلز خلال محاضرة القتها في جمعية الشؤون الدولية في عمّان، الثلاثاء، ان هذه العصابات المتطرفة لم تترك للاردن خيارا سوى مقاتلته للمحافظة على امنه وسلامة مواطنيه واقتصاده وعن قيمه المتمثلة بالوسطية والتسامح والشمولية، باعتباره بلدا متسامحا وجامعا ذا اغلبية مسلمة ويتقبل التعايش مع الاخر.

واضافت "بالرغم من ان الطريق امامنا لهزيمة (داعش) وتحقيق اهدافنا الامنية والاقليمية الحيوية الاخرى لن يكون سهلا او قصيرا، الا انني متفائلة اننا سننتصر، والسبب الرئيس لذلك هو قدرة الاردن وقيادته على مواجهة هذا التحدي".

وقالت ان الاردن الساعي للسلام بقيادة الهاشميين الاوصياء على الاماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، لم يتخل عن الالتزام بالسلام العادل والدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تعزيز السلام

&

وتابعت السفيرة ويلز ان الدولة الاردنية لعبت دورا اساسا ومميزا في تعزيز السلام العادل في الشرق الاوسط، مؤكدة ان جهود الاردن ورغم تكريس طاقاته لمحاربة داعش، الا انه مازال مستمرا في مساعيه نحو ارساء الامن والسلام في جميع دول المنطقة.

وبينت ان هناك 126 عالما مسلما من الازهر وجميع انحاء العالم الاسلامي وجهوا رسالة لقائد تنظيم (داعش) ابوبكر البغدادي مفادها ان الاسلام يحرم اعلان دولة خلافة دون اجماع المسلمين جميعا وان الاسلام يحرم ايضا قتل الابرياء والتعذيب والاكراه على اعتناقه وحرمان النساء والاطفال من حقوقهم.

واكدت السفيرة الأميركية ان بلادها تقف الى جانب الاردن في قيادته للحرب ضد التطرف والارهاب وان هنالك 61 دولة عضو في التحالف الذي اخذ على عاتقه محاربة خطر الجماعات المتطرفة.

وفي الأخير، استذكرت ويلز تصريح الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لواشنطن العام الماضي حين قال "قليلون جدا من اصدقائنا وشركائنا حول العالم كانوا على هذه الدرجة من الثبات والموثوقية كما هو الاردن، فالتزامنا تجاه الاردن هو التزام بالافعال وليس بالاقوال".