يؤكد الجميع أن الحكومة اللبنانيّة باقية في عملها رغم كل التحديات التي تدخل من ضمنها تهديدات رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، وتهديد محاكمة ميشال سماحة فضلاً عن تهديد الوضع الإقليمي.
&
بيروت: تبقى الحكومة اللبنانيّة اليوم مهدّدة بالنسبة لتعنّت رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون لجهة التعيينات الأمنيّة، فضلاً عن موضوع محاكمة ميشال سماحة من دون أن ننسى الإعتبارات الإقليميّة التي تواجهها الحكومة، فهل تصمد أمام التحدّيات الداخليّة والخارجيّة؟
يعتبر النائب باسم الشاب (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن الحكومة ستصمد أمام تصعيد رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وأمام مقررات المحكمة العسكرية في ما خص ميشال سماحة، لأنه فعليًا، من يريدون تعطيل الحكومة هم أقلية، وهناك موقف حزب الله الذي لا يريد أن يعطل الحكومة، من هنا ستصمد تلك الحكومة في وجه التحديات.
أما النائب إيلي ماروني (الكتائب اللبنانيّة) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أنه لولا الفراغ على مستوى رئاسة الجمهوريّة، لكنا غير آبهين بمصير هذه الحكومة ومصير التوازنات داخلها، ولكن اليوم في ظل الفراغ الرئاسي وعدم إمكانية المجيء بحكومة جديدة، وخوفًا من الفراغ على كل المستويات، نرانا متمسكين بتلك الحكومة وندعم صمودها، وصحيح هي اليوم أمام تحديات كبيرة، ومن بينها تحديات عون الذي يشكل حالة خاصة فيها، وهي عملية خطيرة جدًا في ظل ما نعيشه إقليميًا وفي ظل الفراغ الرئاسي.

استقالة عون
ويلفت الشاب إلى أنه من الضروري الانتظار كي نرى إن كان عون سينفذ تهديده بانسحاب وزرائه من الحكومة في حال لم تتم التعيينات الأمنية، ولكن مع غياب موقف من حزب الله بفرط الحكومة، فهي ستبقى كما قلت، ومصيرها بيد حزب الله وليس ميشال عون.
أما ماروني فلا يعلم إن كان عون سيذهب بطروحاته إلى النهاية أم سيكتفي بالتهويل للحصول على ما يريد.

الحكم على سماحة
ويلفت الشاب إلى أن المقاربة التي أدلى بها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في ما خص محاكمة ميشال سماحة تبقى الأفضل، تمامًا كما يقول المثل "قتل شخص جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن فمسألة فيها نظر"، وحجم ما قام به سماحة وتداعيات الموضوع لا يتناسبان أبدًا مع الحكم.
ويشير ماروني بالنسبة لموضوع ميشال سماحة أنه على كل الشعب اللبناني الذي شكّل له الموضوع صدمة أخلاقية وأمنية ووطنية أن ينتفض على موضوع المحاكمة وهذا يستوجب تضامن الحكومة من أجل النظر في موضوع المحكمة العسكرية.&
ويؤكد ماروني أن مقاربة موضوع سماحة يكون بتمييز الحكم الحاصل وتطبيق القوانين والنظر بموضوعيّة بحجم الجريمة التي كان سيرتكبها ميشال سماحة بحق الشعب اللبناني، وبالتالي معاقبته بما يتناسب مع حجمها كي يبقى للقضاء قيمة في نظر الشعب اللبناني.
&
الوضع الإقليمي
هل تتأثر الحكومة أيضًا بالوضع الإقليمي، إضافة إلى الأوضاع الداخليّة التي ذكرناها؟ يجيب الشاب: "هناك حوار في المنطقة بين إيران وأميركا وبين سائر الأطراف، فزيارة الحريري إلى روسيا كلها تدخل في أبواب الحوار، ومع وجود حوارات من هذا النوع، فهذا يعني أن التفاهم سيكون على بقاء الحكومة اللبنانيّة.
يؤكد ماروني أن الحكومة ولدت في ظروف تلك الأوضاع الإقليميّة وتعايشت معها في السابق، والحوار بين حزب الله والمستقبل يساعد أيضًا على لملمة بعض التشنجات الحاصلة، ولا يعتقد ماروني أن الظرف الإقليمي سيطيح بالحكومة بقدر ما ستطيح بها الأنانيات والمصالح الشخصيّة.
&