&اليونيسكو قلقة من اقتراب داعش من أبواب تدمر الأثرية، ومن تحويلها إلى أنقاض، كما حصل لمتحف الموصل ومدينتي نمرود والحضر العراقيتين.

&
بيروت: تعود إلى ذاكرة الجميع ما فعله عناصر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالآثار الأيزيدية في العراق في الأمس القريب، مع دق التنظيم أبواب لؤلؤة الصحراء، مدينة تدمر السورية التاريخية. وقد وصفت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، احتمال قيام داعش بتدمير آثار تدمر السورية بأنها "مقلقة"، ودعت إلى إبقاء المدينة الأثرية خارج العمليات العسكرية.
&
وجاء ذلك في لقاء مع الصحافيين في السراي الحكومي في بيروت. أضافت بوكوفا: "أصدرت بيانًا عبّرت فيه عن قلقي بخصوص مدينة تدمر، وللأسف احتمال تدميرها. رأينا في العام الماضي أن تدمر كانت تُستعمل كمعسكر، وطالبنا في بيانات سابقة بالتزام اتفاق 1954 لحماية الآثار في أوقات النزاع". وأكدت: "موقفنا واضح، المواقع التراثية يجب أن لا تُستعمل لأغراض عسكرية، وطُلب من جميع الأطراف حماية تدمر وإبقائها خارج العمليات العسكرية".
&
خوف على تاريخ سوريا
معاول "داعش" تهوي على آثار العراق
قراء "إيلاف": تدمير "داعش" لآثار العراق همجي
داعش يدمّر متحف الموصل التاريخي

&"داعش" يحرق آلاف الكتب في الموصل والأنبار

&
ويثير اقتراب داعش من تدمر خوفًا كبيرًا من أن تؤدي سيطرته عليها إلى نهب أو تدمير آثارها ومتحفها، خصوصًا بعدما دمر داعش خلال الأشهر الماضية متحف الموصل بالعراق، وآثار مدينتي النمرود والحضر التاريخيتين شمال العراق.
&
وآثار تدمر واقعة وسط مدينة تدمر الحديثة، وهي إحدى أهم المدن الأثرية عالميًا، ورد اسمها في ألواح طينية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وسكنها الكنعانيون والعموريون والآراميون، وتتميز بأن معالم الحاضرة القديمة شبه متكاملة، وتتوزع الأطلال فيها على مساحة تتجاوز 10 كيلومترات مربعة،ويحيط بها سور من الحجر المنحوت، وآخر من الحجر واللبن، وتتوزع بيوتها بحسب مخطط شطرنجي.
&
فيها الكثير من المعابد الأثرية، ومنها معابد "الإله بل" و"بعلشمين" و"نبو" و"اللات" و"ارصو"، وفيها الشارع الطويل وقوس النصر والحمامات ومجلس الشيوخ، والسوق العامة، ووادي القبور، والمدافن البرجية، ومتحف يضم آثارًا تعود لأكثر من 30 قرنًا من الزمن.

معارك مستمرة
وأرسل النظام السوري تعزيزات إلى تدمر، الذي حولها هو إلى سجن مشهور، وشنّ غارات في محيطها لصد هجوم داعش.
&
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة إن الاشتباكات استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين وتنظيم الدولة الإسلامية في محيط تدمر بريف حمص، إثر هجوم نفذه التنظيم تمكن خلاله من السيطرة على مدينة السخنة ومحيطها ونقاط تمركز ومناطق في محيط مدينة تدمر خلال اليومين الماضيين.
&
وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة المحيطة بتدمر منذ ليل الثلثاء - الأربعاء الى 138 قتيلًا، بينهم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين له، و65 من مقاتلي داعش.
&
وطالب الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان أصدره الجمعة منظمة يونيسكو بالتحرك العاجل لحماية المدينة، متهمًا النظام السوري بأنه يفضل تحصين مراكزه الأمنية والعسكرية في المدن التي لا يزال يسيطر عليها، قائلاً: "على رغم الخسائر في صفوفه، فإنه مرتاح إلى الكارثة الحضارية التي يمكن أن يرتكبها تنظيم الدولة في المدينة، آملاً بأن توفر تلك الكارثة غطاءً للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات في شمال البلاد وجنوبها".
&
263 بلجيكيًا مع داعش
إلى ذلك، أكدت إدارة أمن الدولة البلجيكية أن 70 في المئة من الشبان البلجيكيين الذين سافروا إلى سوريا يقاتلون إلى جانب داعش. وجاء هذا في تصريحات أدلى بها المدير العام لأمن الدولة البلحيكية جاك ريس، مشيرًا إلى تواجد 263 مقاتلًا بلجيكي الجنسية في سوريا، قتل منهم 56 شخصًا، ويقاتل 122 آخرون إلى جانب التنظيم المتطرف. وهذه من المرات النادرة التي تعطي فيها السلطات البلجيكية أرقامًا دقيقة حول عدد الجهاديين البلجيكيين الموجودين في سوريا.
&
ويعبر ريس عن قلق حقيقي تجاه مشكلة عودة بعض هؤلاء المقاتلين إلى البلاد. وقال: "بعض العائدين نجحوا في تشكيل شبكات وخلايا نائمة مؤهلة للقيام بأعمال إرهابية في أوروبا على مدى السنوات القادمة.
&
وتناول ريس هذه المعضلة في مؤتمر أمني عقد في برلين، إذ اقر بالصعوبات التي تواجهها بلاده في التعاطي مع هذه الظاهرة التي تعرف اعلاميًا بـ"المقاتلين الأجانب".
وتتفاوت التقديرات حول عدد الأوروبيين الذي ذهبوا للقتال في سوريا إلى جانب مجموعات متطرفة مسلحة، ويقدر عددهم بين ثلاثة إلى خمسة آلاف شخص، بينهم عدد كبير من الفتيات.
&
أما في بلجيكا، فتعتقد أوساط غير حكومية بأن عدد الشبان المتواجدين في سوريا يتجاوز بكثير الأرقام الرسمية المعلنة. وقد برزت أخيرًا ظاهرة ملفتة، تتمثل بقيام أسر مع أطفالها بالسفر إلى تركيا كنقطة عبور للتوجه إلى مناطق يسيطر عليها مسلحو التنظيم.
&
مرتزقة أفغان مع النظام
لكن الأجانب لا يقاتلون على هذه الضفة فقط. فقد روت مجلة "دير شبيغل" الألمانية حكايات لرجال غادروا أفغانستان طلبًا للإقامة والعمل في إيران، فوجدوا أنفسهم مقاتلين مرتزقة لصالج نظام الأسد في سوريا.
&
وبحسب المجلة الألمانية، ترك مراد بلدته الجبلية الأفغانية ليطلب العمل في إيران، فوجد أن أكثر فرصة عمل متاحة لأمثاله في الوقت الراهن هي التجنيد مع المرتزقة تحت إمرة ضابط إيراني في حلب شمال سوريا، وهو معتقل منذ سبعة أشهر لدى جماعة مسلحة تقاتل النظام السوري.
&
وقالت المجلة إن 700 مقاتل أفغاني منخرطون في معارك مختلفة، وهؤلاء الأفغان الذين يلقبون بـ"الهزارا"، هم في الغالبية مهاجرون غير شرعيون عددهم أكثر من مليوني شخص، وهم مهاجرون غير شرعيين، يستغل الحرس الثوري الإيراني حالتهم لتجنيدهم مرتزقة في سوريا مقابل المال وحق الإقامة في إيران.
&
وتضع &دير شبيغل المرتزقة الأفغان والمقاتلين الإيرانيين ومقاتلي ميليشيا حزب الله على حد سواء، مضيفة: "ثمة مقاتلون من باكستان ومن اليمن والعراق كجند أنصار الحق، والجبهات المفتوحة في العراق جعلت المقاتلين العراقيين ينكفئون عن القتال في مدن عراقية في مواجهة داعش".
&
&
&
&
&
&
&
&داعش يدمر آثار العراق
&

&