داعش يدمر مدينة نمرود ويعدم رئيس محكمة في الموصل

&أقدم عناصر تنظيم داعش اليوم الخميس على تدمير آثار مدينة النمرود بواسطة الآليات الكبيرة والجرافات &في خطوة جديدة لمحو جميع الآثار التي تعكس حضارة وتاريخ الموصل. وقال شهود عيان إن "عناصر التنظيم جلبوا معهم الآليات الكبيرة وقاموا بتدمير آثار مدينة النمرود الأثرية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل".

&

ومن جهته قال مسؤول إعلام الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لشبكة رووداو الإعلامية الكردية أن "عناصر التنظيم& يستعدون منذ ايام لتدمير &آثار مدينة النمرود بواسطة الجرافات حيث كان الاعتقاد أن "التنظيم سوف يقوم فيما بعد بنشر مقطع فيديو لهذه العملية كما حدث في عملية تدمير آثار متحف الموصل".

&

وكان تنظيم داعش قد نشر مقطعاً مصوراً يظهر المسلحين أثناء استخدامهم المطارق الثقيلة لتحطيم الآثار القديمة الموجودة في متحف الموصل الحضاري. والمقطع المصور الذي بلغت مدته خمس دقائق يظهر فيه مجموعة من الرجال الملتحين في المتحف، وهم يستخدمون المطارق وأدوات الحفر لتدمير عدة تماثيل ضخمة، من بينها تمثال الثور المجنح الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

&

وذكرت مصادر تاريخية أن موقع مدينة نمرود عند إلتقاء نهر الزاب الأعلى بنهر دجلة على بعد خمسة وثلاثين كيلومتراً جنوبي شرقي مدينة الموصل وأن شكل المدينة هو مربع محاط بسور طوله ثمانية كيلومترات ومدعم بأبراج دفاعية، وفي زاوية السور الجنوبية (تل نمرود) وفيه عدد من القصور والمعابد الآشورية، وفي زاويته الشرقية (تل أور) وفيه قصر وحصن يعودان إلى الملك الآشوري شلمنصر الثالث (859 ـ 824ق.م) لذلك اطلق عليه الآثاريون قصر شلمنصر.

وكانت مدينة نمرود مركزاً مهماً للدولة الآشورية منذ حكم الملك الأشوري شلمنصر الأول (1373 ـ 1244ق.م) ثم أهملت لحين تولي عرش الامبراطورية الآشورية من قبل آشور ناصر بال الثاني (883 ـ 859ق.م) وقد عمد هذا الملك إلى جعل مدينة نمرود عاصمة عسكرية للدولة الآشورية، فشيد فيها المباني والقصور منها القصر المعروف باسم (القصر الجنوبي الغربي)، فضلاً عن معبد (نابو) وبنى له قصراً جديداً بالقرب منه، كما عمل على تجديد هذه المدينة وأعتنى بزقورتها التي تعد من أهم زقورات العصر الآشوري.

&

ومن جهة اخرى اقدم تنظيم داعش اليوم على اعدام القاضي عبدالله عبدالوهاب رئيس محكمة جنايات الموصل بعد اختطافه لمدة 50 يوما. وقال مصدر خاص من مدينة الموصل ان عناصر داعش، نفذوا حكم الاعدام برئيس محكمة جنايات الموصل عبدالله عبدالوهاب في محكمة صورية جرت وسط المدينة موضحا انه تم اطلاق الرصاص عليه واستشهد على الفور من دون توضيح التهمة التي وجهت اليه&والتي يعتقد انها التجسس او عدم التعاون مع التنظيم كما كان يبرر عمليات اعدامه لاطباء واساتذة وقضاة ورجال أمن ومواطنين آخرين.

&

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" قد طالبت مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي بعقد اجتماع طارئ عقب نشر تنظيم "داعش" فيديو يظهر تحطيمه آثارا في متحف الموصل.

وقالت مديرة "يونيسكو" إيرينا بوكوفا إن "هذا الاعتداء هو أكبر بكثير من ان&يكون مجرد مأساة ثقافية، إنه أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق".&

وجاء الطلب بعد ساعات من بث تنظيم "الدولة الإسلامية" شريطا مصورا يبين تدمير عناصره آثارا قديمة في متحف مدينة الموصل التاريخي شمال غرب العراق. ويوضح الفيديو ومدته 5 دقائق عناصر ملتحية في متحف الموصل وهي تهدم تماثيل ضخمة باستخدام المطارق وأدوات الحفر من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور الآشورى المجنح داخل المتحف يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

كما يوضح الفيديو تدمير ثور مجنح آخر موجود في "بوابة نركال" الأثرية في مدينة الموصل علما أن الثور المجنح يعد رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل وهو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42 أمتار ويزن أكثر من 30 طنا بجسم ثور وجناحي نسر ورأس إنسان.

وقال خبراء ان الآثار المدمرة تشمل قطعا أصلية وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة إلى جانب نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى. وتشمل القطع آثارا من الحقبتين الآشورية والبارثية ويعود بعضها إلى فترة ما قبل ميلاد المسيح.

&

حذر بارزاني شعب اقليم كردستان من ان الاقليم يواجه اليوم مرحلة حساسة وصعبة في مقارعة الارهاب.&

واضاف بارزاني في رسالة الى مواطني الاقليم واطلعت "إيلاف" على نصها انه "لمناسبة ذكرى انتفاضة عام 1991 ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين وتحرر مدن كردستان من سلطة البعث الشوفيني أتقدم بأحر التهاني لجميع مواطني كردستان وعوائل الشهداء الابرار وبيشمركتنا الابطال والاحزاب والتوجهات السياسية وجميع شرائح المجتمع".

&

واضاف ان الانتفاضة كانت " حدثا مهما مكملا لنضالات الحركة التحررية الكردية ونقلة نوعية تاريخية في حياة شعب كردستان والتي نتجت عنها الحرية والكثير من المكتسبات المهمة وبينت انتفاضة شعب كردستان وبيشمركتنا الابطال ضد الظلم والاحتلال مدى قوة ارادة شعب كردستان ضد الاضطهاد والاحتلال وكان ايضا رسالة لكل العالم ان شعب كردستان لا يقبل ابدا بالظلم والعبودية.

&

واشار الى ان&انتفاضة شعب كردستان انتصرت "لان جميع القوى والاطراف والاحزاب السياسية وشعب كردستان اتحدوا في جبهة واحدة كما انها دليل على ان وحدتنا تحقق الكثير من المكاسب لشعبنا".

وقال انه اذا "لم تحقق تضحيات شعبنا ونضاله المكاسب للشعب الكردي فهذا لا يعني ان العدو كان قويا &بل اننا لم نكن متحدين ولم تكن لدينا وحدة الصف ما لم يحقق الهدف المرجو من نضالنا". واضاف ان "انتفاضتنا كانت درسا مهما لشعبنا لمقارعة الظلم والاحتلال والتي يجب ان تكون دوما ملهمة لشعبنا في جميع مراحل نضاله".

&

وحذر بارزاني من ان شعب كردستان يواجه اليوم "مرحلة حساسة وصعبة حيث يخوض حربا ضد الارهاب والارهابيين لذلك توجب علينا ان نكون متحدين أكثر من اي مرحلة مضت وان نحافظ على مكتسباتنا ونحقق النصر لشعبنا".

يذكر ان انتفاضة كردستان ضد نظام صدام حسين قد دفعت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الى اعلان الاقليم منطقة عازلة يحرم على قوات النظام وطيرانه دخول اراضي واجواء المنطقة التي اعلنت في ما بعد اقليما يتمتع بحكم ذاتي.

وتواجه قوات البيشمركة الكردية حاليا مقاتلي تنظيم داعش في مناطق متفرقة من اقليم كردستان وخارجه بعد احتلال التنظيم لها منذ صيف العام الماضي وهجر مئات الآلاف من الاكراد والايزيديين وخاصة في منطقة سنجار.

&

&

&

&