& اتخذ الجمهوريون في الولايات المتحدة من الصعود السريع لتنظيم "داعش" المتطرف وسيلة للنيل من منافسيهم الديمقراطيين، معتبرين أن ذلك يدل على فشل سياسة الرئيس باراك أوباما في مواجهة التنظيم.

&
&عبد الاله مجيد: اتحد المتنافسون على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية رغم اختلاف توجهاتهم وبرامجهم وأساليبهم ، في جوقة واحدة تحمِّل الديمقراطيين والرئيس باراك اوباما تحديدا مسؤولية صعود تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".&
&
وبعد مرور اثني عشر عاما تحمّل خلالها الجمهوريون عبء التداعيات السياسية لقرار الرئيس جورج بوش غزو العراق، بدأوا حملة واسعة شعارها ان ظهور تنظيم "داعش" المتطرف وتنامي خطره مظهر من مظاهر السياسة الخارجية لادارة اوباما وليس من نتاج الغزو الذي دعموه.&
&
&في عهد أوباما
&
وتصاعدت حملة الجمهوريين بعد سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق بيد داعش، وأعلن عضو مجلس الشيوخ مارك روبيو الذي يعتبر من ابرز المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري "ان هذا التردي في قوتنا المادية والفكرية أدى الى عالم أخطر بكثير مما كان قبل تولي الرئيس اوباما مهام عمله". &واضاف ان عهد اوباما شهد "داعش يجتاح دولا ويرتكب فظائع وحشية ويحاول اقامة خلافة".&
&
&ضمن حملة&
&
ويقول مراقبون ان هذه الحملة لإلقاء المسؤولية على عاتق الديمقراطيين تكمن في صلب خطة الجمهوريين لجعل السياسة الخارجية محور انتخابات 2016 على غير عادة الانتخابات الاميركية، وان كثيرا من الجمهوريين الذين تقلقهم الاتجاهات السكانية بتزايد ذوي الاصول اللاتينية واقتراب الناخبين من الحزب الديمقراطي بشأن القضايا الاجتماعية ، يأملون في توظيف الأزمات العالمية وتقديم بديل حازم عن سياسة الادارة الحالية. &
&
فشل مشترك
&
وهكذا أصبح التأثير في نظرة الناخبين الى داعش ركنا أساسيا في سياسة الحزب الجمهوري واستراتيجيته الانتخابية ولا سيما ان وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ذات الارتباط الوثيق بسياسة اوباما تجاه العراق وداعش، تبرز بوصفها المرشحة الرئاسية الأرجح للحزب الديمقراطي، وان ما يحاوله الجمهوريون هو على أقل تقدير محاولة للايحاء بـأن العراق فشل مشترك بدأه رئيس جمهوري وكونغرس يسيطر عليه الجمهوريون ولكنه فشل ورثه الديمقراطيون وزادوه تفاقما بتخبطهم السياسي. &
&
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المستشار المخضرم للحزب الجمهوري روم بونجان قوله ان الجمهوريين "ألقوا باللائمة &على اوباما وان المرشحين الجمهوريين لا يحتاجون الى عمل الكثير لأن الاميركيين يهرشون رؤوسهم بشأن ما يجري في العراق ولكن الجمهوريين من خلال كلامهم بصوت واحد رفعوا درجة الصوت".
&
مخاطر&
&
لكن استراتيجية الجمهوريين ذاتها تحمل مطبات قد يصطدمون بها، وشهدت فعاليات المرشحين الجمهوريين خلال الفترة الأخيرة اعترافهم بأن غزو العراق على أساس معلومات استخباراتية مشكوك في صحتها.
&
وهذا ما حدث مع المرشح الجمهوري جيب بوش حين اتهم اوباما بالضعف وتقويض استقرار المنطقة بالانسحاب من العراق، لكنه وجد نفسه مرغما في الوقت نفسه على التعاطي مع تركة شقيقه جورج بوش الذي فقد شعبيته بسبب ما آلت اليه حرب العراق.&
&
الجمهوريون مسؤولون عن داعش&
&
وفي سجال اشتعلت به الانترنت وشاشات التلفزيون بين جيب بوش خلال احدى فعالياته العامة والطالبة آيفي زيدريك، قالت له الطالبة في احدى كليات ولاية نيفادا "ان شقيقك هو الذي خلق داعش". &
&
ورد بوش "ان داعش لم يكن موجودا حين كان شقيقي رئيسا والمؤكد ان اخطاء ارتُكبت في العراق ولكن ارسال قوات اضافية أوجد عراقا هشا لكنه مستقر كان بمقدور الرئيس الحالي ان يبني على اساسه". &واضاف بوش ان اوباما قرر الانسحاب من العراق على أساس وعد انتخابي "وأعتقد اننا الآن ندفع الثمن".&
&
"دعم الحرب خطأ"
&
&من جهتها، قالت كلينتون للصحافيين خلال زيارة لولاية آيوا ان تصويتها مع غزو العراق كان خطأ مرددة الاعتراف الذي سجلته في مذكراتها المنشورة مؤخرا،&ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر قريبة من كلينتون ان قضية العراق يمكن ان تعرضها لهجمات الخصوم.&
&
ويتمثل الهدف النهائي للجمهوريين في حملة انتخابية يمكن خلالها تصوير هيلاري كلينتون على انها سياسية دعمت حرب الولايات المتحدة في البداية لكنها لم تُكمل المشوار، &وبهذا المعنى فان تحميل اوباما المسؤولية ليس إلا الخطوة الأولى في استراتيجية الحزب الجمهوري. &
&
وما زالت هناك تحديات تواجه استراتيجية الجمهوريين هذه وخاصة اقناع قواعدهم بقدرتهم على تقديم حل لمشكلة اسمها العراق ظل شبحها يطاردهم سنوات بعد الغزو. &
&
وكان راند بول ذو التوجه المعتدل بين المرشحين الجمهوريين تساءل بصوت عال مؤخرا عما إذا كانت فوضى العراق ناجمة عن سياسة اوباما وحدها وبدا أقل تحمسا من منافسيه الآخرين لتدخل الولايات المتحدة. &
&