فرّ أكثر من 100 ألف عراقي الشهر الماضي من محافظة الأنبار جراء المعارك الدائرة بين الجيش ومسلحي العشائر من جهة وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، واعتقد الفارون أن بغداد ستكون أكثر أمانًا، لكن الحكومة العراقية والميليشيات المدعومة من إيران عاملتهم بطريقة سيئة، وتعرض بعضهم للقتل.&

إعداد عبد الاله مجيد: نزح أكثر من 100 الف عراقي بسبب المعارك العنيفة بين القوات الأمنية وابناء العشائر من جهة ومسلحي تنظيم "داعش" من جهة أخرى في محافظة الانبار غرب العراق خلال شهر نيسان (ابريل) الماضي.&&
&
ونزح آلاف آخرون بعد دخول مسلحي داعش مدينة الرمادي مركز المحافظة، وانضم هؤلاء المواطنون الى 2.7 مليون عراقي اصبحوا مهجرين داخل بلدهم منذ بداية 2014 ، بحسب ارقام المنظمة الدولية للهجرة.
&
معاملة سيئة
&
لكن النازحين الجدد الذين فروا خوفا من جرائم داعش لم يلقوا من الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية والميليشيات المدعومة من ايران سوى العداء والمعاملة السيئة.&وذهب بعض المسؤولين في بغداد الى حد ربط تدفق النازحين بموجة التفجيرات في العاصمة، في وقت تتحدث &المشارح عن زيادة في اعمال القتل بدوافع طائفية في بغداد.
&
فروا من القتل إليه
&
وقال المهجر خالد أحمد الذي نزح من حي التأميم في الرمادي مع زوجته وأطفاله الثلاثة "ان ما يحدث لنا موت بطيء من الارهاب والجوع ، بلا مال وبلا مأوى"،&واضاف لصحيفة واشنطن بوست "إذا بقينا داعش يقتلنا وهنا تقتلنا الميليشيات".&
&
قيود
&
وطُلب من احمد وعائلته لدى وصولهم الى بغداد تسليم بطاقاتهم الشخصية الى إمام المسجد الذي فتح لهم ابوابه لمنعهم من التنقل في بغداد، التي تعج بنقاط التفتيش حيث يجرى التدقيق بالبطاقات الشخصية، وأكد إمام المسجد ان الأجهزة الأمنية هي التي طلبت منه ذلك.
&
وقال ماجد حامد امام المسجد الواقع في منطقة الغزالية انه يخشى على النازحين في مسجده من استهدافهم طائفيا،&واشار الى "ان العائلات مرعوبة من المجهول".
&
النزوح مرة أخرى
&
وقال مواطنون من سكان حي العامل وحي البياع المعروفين بأنهما من الأحياء ذات الأغلبية الشيعية ان النازحين الذين انتقلوا الى الحيين أُجبروا على النزوح مرة أخرى، وان منازلهم كانت تُستهدف بمفرقعات لتخويفهم بصوت انفجارها دون الحاق اصابات، ومما زاد وضع هؤلاء النازحين تفاقما ان داعش اعلن مسؤوليته عن تفجيرات قال انه نفذها باسم النازحين.
&
حياة في ظل الخطر
&
وقالت عائلة اسراء خلف حامد المؤلفة من 14 شخصا انهم اقاموا في الاسبوعين الأولين من انتقالهم الى بغداد مع عائلة اصدقاء في منطقة الزعفرانية ذات الأغلبية الشيعية، وان الأجهزة الأمنية كانت تفتش بيت الأصدقاء بصورة منتظمة وتستجوبهم عن تحركاتهم.&
&
وقال انور حامد رب العائلة انهم انتقلوا بعد ان سمعوا بمقتل نازحين من الانبار في مناطق أخرى من بغداد. &ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن حامد قوله "لم نتمكن من البقاء هناك وتعريض عائلة صديقي للخطر".
&
الحكومة تقلل
&
وتصف الأجهزة الأمنية اعمال القتل هذه بأنها حالات معزولة، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان التحقيق جار في 14 جريمة قتل استهدفت مواطنين سنة من الانبار بما في ذلك قتل 7 من افراد عشيرة البونمر التي اعدم داعش مئات من افرادها واربعة آخرين قُتلوا في حي البياع ذي الأغلبية الشيعية.
&
ازدياد الجثث المجهولة
&
في هذه الأثناء سجلت مشرحة بغداد زيادة في عدد الجثث مجهولة الهوية ، بحسب مدير المشرحة زياد علي. &وامتنع علي عن اعطاء ارقام ولكنه قال لصحيفة واشنطن بوست انه بعد ما كانت المشرحة تستقبل جثة مجهولة الهوية كل يوم تضاعف العدد نحو خمس مرات.
&
في حي الجمعية غرب بغداد نقلت مجموعة من المتطوعين الشيعة مساعدات غذائية الى 120 عائلة تسكن في مخيم، حيث تتمتع بقدر اوسع من حرية الحركة، لكن ينبغي على أي عائلة تنوي مغادرة المخيم ان تحصل على موافقة رسمية، &وذات يوم مؤخرا حلقت مروحيات فوقهم.&
&
نظام الكفيل
&
وتشكو عائلات اخرى من ان بعض المهجرين يُمنعون من دخول بغداد، حيث يُطبق بصرامة نظام الكفالة قبل السماح للعائلة النازحة بدخول العاصمة،&وقال رمزي جاسم ابو سيف المسؤول عن مخيم النازحين في حي الجمعية "انهم يعاملونهم وكأنهم ليسوا عراقيين".
&
"نازحون داعشيون"&
&
وتقول الأجهزة الأمنية ان هذه الاجراءات ضرورية لمنع مسلحي داعش من التسلل مع النازحين.&وكان قيس الخزعلي قائد ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من ايران أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده مؤخرا في مدينة النجف ان في المحافظات السنية الكثير من مسلحي داعش وان متسللين يمكن ان يأتوا مع النازحين.