اتهم نائب عراقي عن محافظة الأنبار الغربية بعض سياسيي المحافظة بالمسؤولية عن خسارة المزيد من مدن المحافظة، فيما اشتكت حكومتها المحلية من ضعف التسليح في مواجهة "داعش".. بينما تم الاعلان عن مقتل آمر فوج مصفى نفط بيجي بمحافظة صلاح الدين، وهو برتبة لواء، مع 12 من منتسبي الفوج في مواجهات مع التنظيم صباح اليوم.

لندن: أكد النائب عن محافظة الأنبار وعضو لجنة الامن والدفاع النيابية حامد المطلك أن "مزايدات بعض سياسيي المحافظة ومصالحهم الشخصية قد ادت إلى الخسائر العسكرية في الأنبار". وأشار إلى أنّ التقديرات الخاطئة للاوضاع الامنية في المحافظة والمزايدات السياسية خصوصًا من قبل الكثيرين من ابناء الأنبار أو من خارجها، وعدم وجود استحضار حقيقي للمعركة هي من أدت إلى هذه الانكسارات".

وأشار النائب المطلك، القيادي في ائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، في تصريح على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي، واطلعت عليه "إيلاف"، الثلاثاء، الى&أن "هؤلاء السياسيين ابتعدوا عن جوهر الاعداد الحقيقي للمعركة وتغنوا في الاعلام عن قرب تحقيق النصر من خلال إبراز العضلات ورفع الاصوات لأسباب شخصية ونفعية".

وأضاف انه عند دخول أي معركة لابد من التهيؤ لإعداد العدة وانجاحها، لكن ما حدث في الأنبار تهويل إعلامي، وابتعاد عن معركة الواقع لذلك عندما قالوا إن الحشد الشعبي والقوات الامنية وصلت إلى الأنبار لتحريرها، لم يكن هناك شيء فعلي على الارض وخصوصًا الاستحضارات والدراسة الدقيقة لظروف المعركة، ما جعل تنظيم "داعش" يستغل هذا الظرف ويكتسح الكثير من المناطق.

وأوضح أن ما حصل طيلة الفترة الماضية هو أن من يقاتل في المحافظة هم أبناؤها، لذلك كان من المفترض على الحكومة أن تمولهم بالسلاح والعتاد والتجهيزات الكافية لتعزز قوتهم وترفدهم بقوات من الجيش والشرطة وباقي متطلبات الانتصار في المعركة، لكن هذا لم يحدث.

ودعا إلى إرسال قوات من الجيش والشرطة الاتحادية إلى المحافظة، وتعزيز قدرة ابناء الأنبار المتطوعين والشرطة المحلية بالاسلحة والعتاد والتجهيزات التي تؤهلهم للصمود والانتصار في المعركة.

ومن جانبها، حذرت حكومة الأنبار المحلية من ان السلاح المرسل من الحكومة الاتحادية إلى المحافظة "لا يوازي المعركة" ضد تنظيم "داعش".. وقال عضو مجلس المحافظة فرحان محمد إن "الكلام عن ارسال كميات كبيرة من العتاد والسلاح إلى المقاتلين من اهالي الأنبار كلام اعلامي".. مبينًا أن "هذا السلاح الذي وصل لا يوازي المعركة بالمحافظة".

وأضاف محمد أن "بعضاً من هذا السلاح الذي وصل للمحافظة هو كلاشنكوف ذو القبضتين، كانت تستخدمه النساء بالجيش العراقي بزمن النظام السابق"، كما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز".. مشيرًا إلى أنّ "المحافظة بحاجة إلى سلاح يوازي المعركة لأن تحريرها سيكون اصعب من تحرير صلاح الدين لأسباب عديدة، ومنها كبر المساحة وارتباطها بمحافظة نينوى من الشمال وسوريا من الغرب، اللتين تعتبران معقلين لداعش". وأعلن عن فتح مراكز للتطوع والتدريب في قاعدة الحبانية (30 كم عن الرمادي) لمشاركة الاهالي المتواجدين بالمحافظة أو النازحين منها، لتحرير مناطقهم".

يذكر أن تنظيم "داعش" ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار منذ مطلع عام 2014 ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي&لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية، وأبرزها الرمادي، حيث اندلعت هناك معارك واسعة منذ الاربعاء الماضي تمهيدًا لمعركتها الكبرى الهادفة إلى طرد التنظيم من المحافظة بأكملها وإن كان هذا الهدف لن يتحقق في وقت قريب، بحسب مراقبين.
&
مقتل آمر فوج قوات حماية مصفى بيجي

إلى ذلك، أعلن اليوم عن مقتل آمر فوج حماية مصفى بيجي و12 منتسبًا عسكريًا في الفوج بهجوم شنه مقاتلو تنظيم "داعش" شمال مدينة تكريت عاصمة المحافظة.

وقال مصدر في شرطة صلاح الدين إن عناصر من تنظيم "داعش" بينهم خمسة انتحاريين "حاصروا صباح اليوم مصفى بيجي شمال تكريت واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الامنية لحماية المصفى وتنظيم داعش الارهابي، مما اسفر عن استشهاد اللواء ضيف خليف آمر فوج حماية المصفى و12 من شرطة المصفى".

ومن جهته، قال وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي إن مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا امس واليوم من السيطرة على أجزاء في مصفاة بيجي النفطية التي تعتبر أكبر منشأة نفطية في البلاد. وأشار الوزير العراقي في تصريح صحافي إن حوالي 70 مقاتلاً تابعين لتنظيم "داعش" شنوا العديد من الهجمات على المصفاة. وأوضح أن سلاح الجو العراقي بدأ بتنفيذ ضربات استهدفت خطوط تواصل وإمداد "داعش" باتجاه بيجي.

وبالترافق مع هذا الهجوم، فقد قال مصدر محلي في محافظة نينوى بأن المئات من مقاتلي تنظيم "داعش" وصلوا إلى اطراف محافظة صلاح الدين قادمين من مدينة الرقة السورية. وأوضح المصدر أن "مئات المقاتلين التابعين إلى تنظيم داعش أغلبهم من الجنسيات الاجنبية وصلوا إلى اطراف محافظة صلاح الدين"..مبينًا أن "هؤلاء قدموا من مدينة الرقة السورية بعجلات عسكرية ومدنية مصفحة".

وأضاف المصدر أن "عناصر التنظيم مكثوا في مدينة الموصل لمدة ثلاثة ايام قبل التوجه إلى اطراف صلاح الدين".. مشيرًا إلى أن "عناصر التنظيم قاموا بتجهيز عدد من العجلات المفخخة والانتحاريين لتنفيذ هجمات على مصفى بيجي النفطي وتجمعات القوات الامنية في جبال حمرين شمال شرق مدينة تكريت، وعلى مركز مدينة تكريت".

يذكر أن تنظيم "داعش" كان قد نقل في التاسع من الشهر الحالي العشرات من مسلحيه من جنسيات اوروبية وشرق آسيوية، بينهم نساء من الرقة السورية إلى محافظة نينوى ومناطق في محافظتي كركوك وصلاح الدين بتوجيه من زعيمه "ابو بكر البغدادي".