بعد تحرير مدينة تكريت العراقية من قبضة "داعش"، تتسارع &الاستعدادات لخوض معركة الأنبار لطرد التنظيم الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من هذه المحافظة، بينما خرج التنظيم المتطرف ببدعة جديدة هي أن الرسوم القرآنية في المساجد "ضلال".&
&
لندن: فيما يتوعد القادة العسكريون العراقيون تنظيم& "داعش" بمعركة حاسمة لطرده من محافظة الانبار قريبًا، أكدوا اليوم الخميس اكتمال الخطط وتدفق تعزيزات عسكرية للمباشرة بالعمليات المسلحة فيها، وسط اشتباكات متواصلة في مناطق متفرقة منها،&يأتي ذلك في وقت أقدم التنظيم على ازالة النقوش والزخارف والايات القرآنية من على جدران نحو 600 مسجد في مدينة الموصل وضواحيها.&&&
&
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن تحرير مدينة تكريت في معركة حاسمة وسريعة سيكون نقطة انطلاق نحو تحرير محافظة الانبار ومناطق العراق الاخرى من سيطرة الارهاب. واشار في تصريحات تابعتها "إيلاف" الخميس الى أن التحضيرات العسكرية جارية حاليًا من اجل الانطلاق نحو الشمال (محافظة نينوى) والغرب (الانبار)، حيث أن الخطط جاهزة لتحرير المحافظتين من سيطرة "داعش".
&
وأستدرك العبيدي قائلاً: " لكن توقيتات بدء العمليات العسكرية سيتم اختيارها بدقة وحذر، حرصًا على القوات المسلحة والمدنيين والبنى التحتية، فالتجربة اثبتت أن الوقت غير مهم بقدر اهمية توقيت الاقتحام".&&
&
ومنذ ثلاثة ايام تشهد مناطق متفرقة من محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) مواجهات عسكرية وعمليات كر وفر بين مقاتلي "داعش" والقوات الامنية العراقية آخرها اليوم، حين صدت القوات هجومًا للتنظيم على منطقة الحوز جنوب مدينة الرمادي عاصمة المحافظة.
&
وفي سياق الاستعداد لمعركة الأنبار المقبلة، يتواصل وصول تعزيزات عسكرية جديدة الى بلدة الحبانية وقيادة عمليات الانبار، وذلك عقب الانتهاء من طرد "داعش" من مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد). &&
&
السيطرة على الطريق الدولي وتحرير مناطق
&
وتمكنت القوات العراقية من اعادة السيطرة على الطريق الدولي السريع شمال الرمادي بعد يوم واحد من احتلاله من قبل عناصر "داعش".&واوضح مصدر أمني عراقي أن القوات الامنية من الجيش والشرطة وابناء العشائر وباسناد من طيران الجيش تمكنوا من استعادة الطريق الدولي السريع في منطقة البوعياة شمال الرمادي، بعد تكبد "داعش" خسائر كبيرة. &وقال إن القوات الامنية اعادت انتشارها في المنطقة من جديد.
&
وقال اللواء الركن قاسم المحمدي قائد عمليات الجيش في محافظة الأنبار إن القوات الأمنية استطاعت تحرير ثلاث مناطق من سيطرة تنظيم "داعش"” شمال مدينة الرمادي، موضحاً أن القوات بدأت خلال الساعات الاخيرة عملية عسكرية تشارك فيها قوات مشتركة من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وأبناء العشائر وبقية القطاعات الأمنية الأخرى لتطهير وتحرير مناطق البوجليب وطوي شمال مدينة الرمادي التي سيطر عليها داعش أمس، حيث تم تحريرهما من عناصر التنظيم فعلاً.&
&
وتشير مصادر أمنية في المحافظة الى&أن مواجهات واشتباكات متقطعة تجري حاليًا بين القوات الأمنية ضد عناصر التنظيم في مختلف قواطع المحافظة، حيث اعلنت عشائر الأنبار استعدادها للمشاركة في تحرير المحافظة من "داعش" والزج بأبنائها في المعركة ضد التنظيم .
&
داعش يزيل النقوش والآيات القرآنية من 600 مسجد بالموصل
&
&وفي سياق آخر، أقدم تنظيم "داعش" على ازالة النقوش والزخارف المرسومة على جدران نحو 600 مسجد في مدينة الموصل وضواحيها، بذريعة أنها "بدع وضلالة".
&
وتكتب الآيات والسور القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة على جدران المساجد في عموم الدول الاسلامية، ومنها العراق، بخطوط مزخرفة، إلا أن تنظيم داعش لم يرق له ذلك، واعتبر أنه "بدع وضلالة"، فقام بازالتها من على جدران المساجد بواسطة المعاويل والآلات الاخرى.
&
ووجه داعش مديرية اوقاف محافظة نينوى بإزالتها خلال فترة قصيرة، وتم تبليغ ائمة ورجال الدين في عموم مساجد الموصل بذلك، لكن الائمة والشيوخ ورجال الدين في الموصل طالبوا بعدم حذف اسماء الله الحسنى واحاديث الرسول، ما دفع التنظيم للضغط عليهم لإزالتها.
&
وكان داعش قد علق منشورًا على جدران المساجد، أمهل فيه الائمة والشيوخ ورجال الدين في الموصل مدة لا تتجاوز 30 يوماً لازالة هذه الزخارف لكونها "مخالفة للشريعة الاسلامية"، وقد أشرف مسلحوه على عملية ازالة النقوش والزخارف الاسلامية.
&
ويقول الامام والشيخ عبد الكريم النعيمي، لشبكة رووداو الاعلامية الكردية، إن "تنظيم داعش أمر برفع النقوش والزخارف من على جدران الجوامع والمساجد في الموصل، بما في ذلك الآيات القرآنية، واسم الرسول محمد (ص)، فضلاً عن الرسوم الهندسية".
&
وأوضح النعيمي أن "بعض تلك النقوش ذات قيمة تاريخية ومعمارية لا تقدر بثمن، وتسهم في إضفاء أجواء روحية ونفسية على الجوامع والمساجد في الموصل التي باتت هي الاخرى ضحية لعناصر تنظيم داعش، الذي هدم نحو 200 جامع منذ أن سقطت الموصل بيده في العاشر من حزيران يونيو الماضي".
&
وأضاف أن "بيوت الله تتعرض للانتهاك والهدم والتفخيخ والتفجير دون أي رادع من علماء وكبار شيوخ الازهر"، مشيرًا إلى "تدمير جوامع ومساجد محافظة الانبياء، نينوى التي تضم مراقد لـ40 نبياً".
&
وكان تنظيم داعش أعدم الاسبوع الماضي، امام وخطيب جامع المفتي في منطقة الفاروق، وسط مدينة الموصل، امام حشد من الائمة ورجال الدين، لرفضه ازالة النقوش والزخارف ومنعه عملية ازالة اسماء الله الحسنى من مسجد المفتي، الذي يعود تاريخه للدولة العثمانية، كما اعتقل ثلاثة علماء آخرين لرفضهم العملية ايضًا.
&
المساجد أسيرة " داعش"
&
ويقول احد شيوخ وعلماء رجال الدين في الموصل، فضل عدم الكشف عن اسمه، لشبكة رووداو، إن "المساجد والجوامع في نينوى هي الاخرى أصبحت اسيرة في قبضة تنظيم داعش"، موضحًا أن "نحو 508 رجال دين من مديرية اوقاف نينوى والحزب الاسلامي والمدارس الاسلامية، يشعرون بحزن عميق، لتعرضهم الى فاجعات كبيرة في بيوت الله يومي، بدءًا من تفجير المراقد وضريح النبي الله يونس (ع)، وانتهاء بازالة النقوش والزخارف التي تتضمن اسماء الله الحسنى واحاديث الرسول".
&
وأوضح أن "مدينة الانبياء صارت اليوم مدينة اشباح، وجوامعها التي ترفرف عليها راية الدولة اللاسلامية يخشى المسلمون الدخول اليها، بعدما أصبحت تحت اشراف مسلحي داعش، وحرفت مبادئ الدين الاسلامي والقرآن، ليشرعوا قتل رجال الدين وتفجير المساجد".
&
وطالب كبار الشيوخ وعلماء الدين في السعودية والازهر بـ"التدخل لانقاذ ما تبقى من مساجد قليلة، لنصرة المسلمين في محافظة نينوى".
&
وأقدم عناصر داعش، بعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في حزيران الماضي، على هدم وتدمير عشرات المعالم الدينية والآثارية في الموصل وضواحيها، من بينها مساجد ومراقد النبي يونس والنبي شيت والنبي جرجيس وعشرات الكنائس والاديرة ايضا.&