& ايليا ج مغناير

مع إطلالة السنة الجديدة، يبقى العراق وسورية على رأس أولويات الأحداث في الشرق الأوسط والعالم، لِما للصراع في هذين البلدين من تداعيات على الأمن العالمي.

ويقول مصدر قيادي عراقي يشارك في إدارة العمليات العسكرية ضدّ تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) لـ «الراي» ان «الهدف الاوّل للقوات العراقية مدعومةً من قوات (الحشد الشعبي) وطائرات التحالف الدولي، هو تقطيع مسرح عمليات العراق الى أجزاء، يجري العمل عليها لحشْر التنظيم في رقعة واحدة، وقد بدأت العمليات اولاً في ديالى شمال العراق حيث أخرجت التنظيم من جلولاء والسعدية وخانقين والقرى المحاذية لها، لتكمل في اتجاه صلاح الدين، حيث حوصر عناصر التنظيم في الضلوعية، وجرى القضاء عليهم في المدينة، التي أصبحت آمنة وعاد السكان اليها، وكذلك الى مدينة الدجيل وبلد شمال بغداد، ثم صعوداً الى سامراء والقرى المحاذية لها شرقاً وجنوباً، تمهيداً للهجوم في الايام المقبلة على تكريت بقوة أكبر لتحريرها، ليتمّ التقدم بعدها الى بيجي للدخول اليها مجدداً وإعادة السيطرة عليها بعدما زجّت التنظيم بتعزيزات الى داخلها».

ويشرح المصدر ان «القوات الكردية من البيشمركة تتصدّى للتنظيم في سنجار ليتم إعادة زخم التقدم لتحريرها، مدعوماً بالطيران الحربي لاستعادة المدينة، والتقدم نحو تلعفر وأخذها، بعد قطع كل الطرق المؤدية الى خارجها، وتالياً الاستعداد لفرْض حصار متكامل على الموصل وضرب التنظيم في محافظة نينوى، كما هو مخطط للأشهر المقبلة، على ان يبقى الجيش و(الحشد الشعبي) يتعاملان مع الأنبار حيث سيكون وجود التنظيم ومعقله، الى ان يتم تسليح العشائر وإعادة تنظيم صفوفها، بعد ان تترسخ لديهم قناعة ان العالم اجتمع لدحر التنظيم، وانه لا عودة لهؤلاء ابداً، وان ملاحقتهم ستتم من دون توقف، وانه لا هدنة معهم الى حين القضاء عليهم وتتبُّعهم الى داخل الاراضي السورية بعدما يُقضى عليهم في العراق».

ويؤكد المصدر ان «إنجاز هذه الخطة يتطلب نحو سنتين، الا ان السنة الحالية ستنتهي بحصار التنظيم في الانبار، وعودته الى حرب العصابات والعمليات الخاطفة، لينتهي الحلم الذي أطلقه باسم (الدولة)، وكذلك يتطلب تعاوناً تاماً مع البيشمركة و(الحشد الشعبي) بتناغم تام مع الضربات الجوية التي وعدت واشنطن بتكثيفها، وإلا فان لدى بغداد البديل الجاهز، وهو الطيران الآتي من ايران، التي تساعد وتساند وعلى أتمّ الاستعداد لزيادة التعاون، عندما تطلب منها القيادة العسكرية ذلك»، مشيراً الى ان «قيادة الحرس الثوري الايراني موجودة على الارض وفي غرف العمليات العسكرية العراقية لان خطر التنظيم يهدد دول المنطقة وعلى رأسها ايران، ولذلك فان القوة الايرانية العسكرية وُضعت في خدمة بغداد واربيل في اليوم الاول، وسارعت طهران الى إرسال السلاح والخبراء والمدربين والطائرات من دون طيار وطائرات حربية وكل ما احتاج له العراق لوقف التقدم الذي فاجأ الجميع في الاشهر الاولى، ولذلك فان الخطة العسكرية المقبلة لـ 2015 و 2016 تتضمن البدائل اللازمة في حال حصل اي تقصير من قوات التحالف».

وأما عن عام 2014 فيقول الخبير في الشؤون العراقية جُويل ونغ انه «احصى 10208 هجمات للتنظيم وقع خلالها اكثر من 24.581 قتيلاً من دون ان يشمل ذلك أعداد (الحشد الشعبي) الذين قُتلوا من دون الافصاح عن أعداد قتلاهم او المجازر أوالمقابر التي يتم اكتشاف القليل منها، ليكون 2014 الأكثر دموية في العراق، بعد العام 2006».

&