وجدت روسيا نفسها في معركة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، بعد كشف هذا الأخير عن قائمة سوداء أصدرتها موسكو في إطار الإجراءات الموازية للعقوبات الغربية عليها.

نصر المجالي: انتقدت روسيا، إقدام الاتحاد الأوروبي على كشف القائمة التي تضم 89 شخصية من 17 بلداً من بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 منعتهم من دخول اراضيها، وكانت وزارة خارجيتها أعلنت يوم الأحد 31 مايو/ أيار، أنها لن تنشر أسماءهم.

ولم يتم الاعلان رسميًا من جانب روسيا عن الأسماء التي وردت في القائمة في أوروبا، لكن نسخة مسربة منها موجودة بالفعل على الإنترنت بالألمانية. وتشمل القائمة السوداء أعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، وموظفين في أجهزة أمن واستخبارات ونشطاء مدنيين.

ومن بين الشخصيات المحظورة الأمين العام للمجلس الأوروبي اوي كورسبيس ونيك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، اضافة إلى عدد من أعضاء البرلمان في عدد من الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبي.

وقال مسؤول في الخارجية الروسية إنه لن يؤكد أو ينفي الأسماء التي وردت في القائمة المسربة.

العقوبات

وأوضح أن موسكو أصدرت اللائحة ردًا على العقوبات ومنع دخول الأراضي الأوروبية التي صدرت بحق شخصيات روسية عقب انضمام شبه جزيرة القرم في مارس/ آذار 2014 إلى روسيا عقب الأزمة الأوكرانية.

وتتهم دول غربية روسيا بتسليح المتمردين في شرقي أوكرانيا وبارسال قوات الى المنطقة لمحاربة جيش حكومة كييف، وهي تهم تنفيها موسكو قطعيًا. يذكر أن العقوبات الغربية، اضافة الى هبوط اسعار النفط، تشكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد الروسي وعلى العملة الروسية الروبل.

وكانت ممثلية الاتحاد الأوروبي لدى موسكو اعلنت يوم السبت 30 مايو/ أيار أنها تسلمت من وزارة الخارجية الروسية قائمة لمواطني الاتحاد الممنوعين من دخول الأراضي الروسية.

لا توضيح

وقال المتحدث باسم الممثلية سورين ليبورويس إن القائمة تضم 89 شخصًا، مضيفًا أن الخارجية الروسية لم توضح أسباب إدراج أي من المواطنين الأوروبيين في القائمة المذكورة. ولفتت الممثلية إلى أن معظم أسماء هذه القائمة السوداء هم من رعايا دول "البلطيق، وبولندا، والسويد، وبريطانيا".

وأضاف المتحدث في بيان: "لقد نشرت السلطات الروسية القائمة التي تضم 89 اسمًا. ليست لدينا أية معلومات عن القاعدة القانونية، أو المعايير التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار".

وكان الاتحاد الأوروبي فرض حظرًا على دخول مسؤولين روس محددين إلى أراضيه، في إطار الحملة التي بدأتها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الرئيسية الأخرى ضد روسيا، التي وقفت ضد الانقلاب الذي أطاح بالسلطة الشرعية في مدينة كييف عاصمة أوكرانيا في عام 2014.

رد فعل

وفي أول رد فعل لهم على الإجراء الروسي، قال سياسيون أوروبيون شملتهم لائحة الحظر الروسية إنهم فخورون بإدراجهم في تلك القائمة، وأكدوا أنهم سيواصلون التعبير جهارًا وبلا وجل عن آرائهم بشأن سياسة موسكو تجاه أوكرانيا.

وكتبت النائبة السويدية في البرلمان الأوروبي آنا ماريا كورازا بيلت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، "أن أكون على اللائحة لن يغيّر من التزامي تجاه شعب أوكرانيا".

وقالت: "ثمة أشياء تجعلني فخورة أكثر من أن أكون خائفة... إن لائحة (الرئيس الروسي) بوتين تأكيد على أنني أفعل الصواب باعتباري برلمانية". وأنا ماريا واحدة من ثمانية سويديين وردت أسماؤهم في قائمة الممنوعين من دخول روسيا.