تم اختيار البروفسورة لويز ريتشاردسون نائبًا لرئيس جامعة أكسفورد البريطانية، لتكون أول امرأة تقود الجامعة في خرق لأعراف تقليدية تمسكت بها لثمانية قرون.

ساره الشمالي من دبي: للمرة الأولى في تاريخها، أي منذ نحو 800 عام، رشحت جامعة أكسفورد البريطانية العريقة الأسبوع الماضي امرأةً لمنصب هو الأرفع من نوعه، إذ اختارت البروفسورة لويز ريتشاردسون نائبًا لرئيس الجامعة.

متناسبة مع معايير أوكسفورد

وبحسب "الشرق الأوسط"، ريتشاردسون خبيرة أكاديمية في الحركات الإرهابية، ولدت ودرست جامعيًا في ايرلندا، وحصلت على درجة الماجستير في مجال العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجيلوس، وعلى درجة الدكتوراه في الحوكمة من جامعة هارفارد.

تقلدت الكثير من المناصب الرفيعة في هارفارد، منها عمادة معهد رادكليف للدراسات المتقدمة. وقبل ترشحها، كانت مديرًا لجامعة سانت اندروز العريقة، ونائبًا لرئيسها منذ العام 2009. وبهذا التعيين، تخلف ريتشاردسون النائب السابق أندرو هاميلتون مع بداية العام المقبل، لتصبح نائب الرئيس رقم 297 منذ العام 1230. لكنها أول امرأة على الإطلاق تتبوأ هذا المنصب التنفيذي الرفيع.

وعلق اللورد باتن أوف بارنز، رئيس جامعة أكسفورد ورئيس لجنة الترشيح، على ذلك قائلًا: "اللجنة كانت معجبة بشدة بمسار البروفسورة ريتشاردسون التربوي والعلمي القوي، والذي يتناسب مع معايير أكسفورد، فسجلها المتميز، سواء كقائدة أكاديمية أو عالمة متميزة، يؤهلها تمامًا لقيادة الجامعة خلال الأعوام المقبلة".

ترحيب واسع

ولقي الترشيح ترحيبًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية، وقال البعض إن هذا يفتح بابًا واسعًا متأخرًا للغاية للنساء في المناصب الأكاديمية الرفيعة، خصوصًا في الجامعات البريطانية المعروفة بالحفاظ على نمط تراثي متحفظ للغاية.

وخلال السنوات الماضية، واجه الكثير من الجامعات البريطانية العريقة انتقادات ومطالبات متزايدة بتغيير النظرة الأحادية إلى النساء، لدرجة أن بحثًا صادرًا عن اتحاد الجامعات والكليات في 2013 توقع أن الخروج على المألوف في هذا الأمر يحتاج لنحو 40 عامًا، كي تتواجد نسبة من السيدات في المناصب التنفيذية الجامعية تتناسب مع عدد النساء العاملات في المناصب الأقل، إذا سارت التطورات بنفس المعدل في مطلع الألفية.

قلّت النساء

فور إعلان الخبر، قالت ريتشاردسون إنها تتطلع ليوم لا يكون تعيين امرأة في مثل هذا المنصب خبرًا في حد ذاته، في إشارة ساخرة ذات مغزى إلى ما تعانيه النساء من تفرقة في المجال الأكاديمي. وأضافت: "العمل الأكاديمي، مثله مثل باقي الأعمال المهنية الاحترافية، هرمي التشكيل، وكلما ترقيت إلى المناصب الأعلى قلّت النساء".

ورحيت ريتشاردسون بأمر ترشيحها وعبرت بسعادة بالغة قائلة: "أكسفورد إحدى أعرق جامعات العالم قاطبة، وأشعر بفخر كبير أن تتاح لي فرصة أن أقود التعليم في هذه المؤسسة في هذا التوقيت، آملة في العمل مع زملائي الموهوبين ذوي الخبرات من أجل الاستمرار في تعزيز المكانة الأكاديمية الرفيعة لجامعة أكسفورد".