تشهد الحملة الرئاسية لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون مساهمة متزايدة من النساء بتفعيل شبكات علاقاتهن الشخصية لأول مرة، من أجل جمع التبرعات ومساعدتها على إيجاد مصادر تمويل جديدة.

إعداد عبد الاله مجيد: قال مسؤول في حملة هيلاري كلينتون الانتخابية إن النساء يشكلن أكثر من 60 في المئة من ممولي الحملة. ويعني هذا أن كلينتون في طريقها إلى تخطي المستوى الذي بلغه الرئيس اوباما في عام 2012 عندما شكلت النساء 47 في المئة ممن تبرعوا بأكثر من 200 دولار، بحسب مركز السياسات التجاوبية.

ويمكن أن يؤدي تزايد التبرعات النسائية إلى انقسام في مصادر التمويل على اساس الجنس، فضلًا عن البرامج والسياسات. وكانت النساء في عام 2012 أعطين 52 في المئة من تبرعاتهن إلى مرشحي الحزب الديمقراطي، وهي أفضلية ضئيلة حافظ عليها الحزب على منافسه الحزب الجمهوري منذ عام 1998.

ففي ولاية كاليفورنيا، على سبيل المثال، شُكلت مجموعة تضم محامين ورجال اعمال من مركز الصناعات التكنولوجية في منطقة سيليكون فالي وربات بيوت لجمع مليون دولار على الأقل لحملة كلينتون بحلول نهاية حزيران (يونيو) الحالي.

تجييش نسائي

يأتي تشكيل هذه المجموعة بمبادرة من الخبيرة في تخطيط الحملات الانتخابية كارين سكيلتون، تمهيدًا لاطلاق برنامج هدفه تنظيم جيش نسائي مهمته جمع التبرعات لحملة كلينتون وتشكيل فرق في الولايات الأخرى مماثلة لمجموعة كاليفورنيا، التي انضم إليها حتى الآن 50 امرأة يجمعن التبرعات من الرجال والنساء.

وقالت المخططة الاستراتيجية في مجال الاتصالات براندي باركر انها بعد أن عملت مع شيريل ساندبيرغ، مديرة العمليات التشغيلية في فايسبوك، بدأت تفكر في ضرورة إيصال مزيد من النساء إلى مناصب عامة عن طريق الانتخابات، بما في ذلك رئاسة البلاد.

واضافت باركر لصحيفة واشنطن بوست: "احدى الطرق لتحقيق ذلك هي إشراك المزيد من النساء في عملية التبرعات السياسية، فهذا للأسف جزء مهم".

الفجوة أوسع

وكان تمثيل النساء الاميركيات بين المانحين السياسيين منخفضًا إلى حد كبير في الولايات المتحدة. وبحسب دراسة اجراها المجلس الوطني لأبحاث المرأة، بلغت نسبتهن 27,1 في المئة فقط من المانحين الذين تبرعوا بأكثر من 200 دولار في عام 2012. وكانت الفجوة أوسع في التبرعات الكبيرة حيث شكل الرجال نحو 80 في المئة من المانحين الكبار.

ويعمل فريق هيلاري كلينتون على تغيير هذا الوضع بحملة واسعة لتحشيد النساء من أجل جمع التبرعات لحملتها. وقالت نساء انخرطن حديثًا في صفوف الجيش الجديد من جامعات التبرعات والمانحات انهن يشعرن بالتمكن من اختراق مجال كان حتى الآن حكرًا على الرجال.

وقالت مانحات كبيرات للحزب الديمقراطي يشاركن في جمع التبرعات لتمويل حملة كلينتون إنهن يعملن على اقناع النساء الأخريات بأنهن قادرات على التأثير من خلال جمع تبرعات صغيرة ايضًا. ويحرص الحزب الجمهوري ايضًا على مواكبة الاتجاه الجديد نحو زيادة دور المرأة في تمويل الحملات الانتخابية.

تأثير سياسي

وقالت تيريزا كوسترزيوا، التي تقود حملة في ولاية نورث كارولاينا لجمع التبرعات لصالح ترشيح حاكم فلوريد السابق جيب بوش: "هناك ادراك متزايد بين مؤيدي بوش بضرورة إشراك مزيد من النساء في الجانب المالي من الحملة".

وأكدت عالمة الكومبيوتر ايمي بيرل التي تحولت إلى مخططة مالية في منطقة سيليكون فالي انها شاهدت التأثير السياسي لجمع التبرعات خلال الانتخابات المحلية وحملات الدفاع عن قضايا محددة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن بيرل أن المرشحين يكونون راغبين في لقاء المانحين "وإذا أردنا أن نتحدث معهم عن قضية سياسية فانهم يبدون اهتماما بها".

وجمعت بيرل 30 الف دولار لحملة كلينتون في غضون ثلاثة اسابيع قائلة انها فوجئت بتمكنها من جمع هذا المبلغ.