ثمة تحالف جديد بين الحرس الثوري الإيراني وطالبان أفغانستان، إذ يقول الباكستانيون إن طهران تمدّ الحركة بالسلاح والرجال.

إعداد عبد الاله مجيد: عندما يحتاج عبد الله القائد العسكري في طالبان أفغانستان إلى الأسلحة والعتاد يتوجه إلى الأشخاص أنفسهم الذين يدفعون راتبه الشهري البالغ 580 دولارًا، أي إلى رعاته الإيرانيين. وأكد عبد الله الذي يقود مجموعة من مسلحي طالبان وسط أفغانستان أن إيران تزوده بكل ما يحتاجه.

وقال مسؤولون افغان وغربيون إن طهران زادت بهدوء إمداداتها من السلاح والذخيرة والتمويل إلى طالبان، وهي الآن تتولى رفد طالبان بالمقاتلين وتدريبهم، في تهديد جديد لأمن أفغانستان الهش اصلًا.

تحد جديد

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن دبلوماسي غربي قوله: "إيران تراهن على عودة طالبان، والإيرانيون لا يعرفون إلى اين تتجه أفغانستان، لذا يتحوطون بأخذ كل الاحتمالات في الحسبان".
وقال مسؤول أفغاني سابق: "الإيرانيون ينفون هذا الدعم كلما نناقشه معهم".

ويشكل التحالف الجديد بين إيران وطالبان تحديًا جديدًا لخطط الرئيس الاميركي باراك اوباما سواء في الشرق الأوسط أو في أفغانستان، حيث تعمل الولايات المتحدة على تحجيم طالبان قبل الانسحاب المقرر في نهاية رئاسته عام 2016.

وحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي ايد رويس من أن دعم إيران لطالبان سيزداد بعد التوصل إلى اتفاق نووي معها، يتضمن رفع العقوبات المفروضة عليها. وقال: "إيران تصعد دعمها لجماعات مسلحة ومتمردة في عموم المنطقة، وهذا الدعم سيزداد بالمليارات التي سيوفرها تخفيف العقوبات".

تحالف جديد

أعلن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين أن دعم إيران المتزايد لطالبان أفغانستان "استمرار لنهجها العدواني في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وهو دليل آخر على تجاهل الادارة المتعمد للحقائق على الأرض في ضوء العدوان الإيراني في المنطقة".

وقال مسؤولون افغان وغربيون إن الحرس الثوري اصبح حليفًا مهمًا لطالبان أفغانستان. فطهران تستخدم المهاجرين واللاجئين الأفغان في اراضيها، وهو تكتيك استخدمته لتجنيد هؤلاء الأفغان وارسالهم للقتال مع قوات نظام بشار الأسد في سوريا. والقائد العسكري عبد الله واحد من هؤلاء. إذ قال إن ضابطًا في الاستخبارات الإيرانية فاتحه سائلا كم يبلغ دخله، وقال انه سيضاعف هذا الدخل إذا ذهب للعمل معهم في أفغانستان.

أضاف عبد الله أن مهربين يتعاملون مع إيران ينقلون الامدادات إلى طالبان عبر الأراضي الباكستانية، وأن مقاتليه يتلقون اسلحة بينها مدافع هاون ورشاشات خفيفة وقاذفات آر بي جي ومواد لتصنيع عبوات ناسفة.

شورى مشهد

وكان تحالف إيران مع طلبان اتخذ بعدًا أعمق في صيف 2013 عندما وجهت طهران دعوة رسمية إلى وفد من طالبان للمشاركة في مؤتمر حول الاسلام ولقاء مسؤولين إيرانيين كبار.

وقال مسؤولون امنيون افغان أن أدلة واضحة توافرت لهم بحلول خريف 2013 أن إيران تدرب مقاتلي طالبان داخل اراضيها. وبحسب مسؤولين افغان وعبد الله القائد العسكري في طالبان، طهران تدير اربعة معسكرات تدريب على الأقل في طهران ومشهد وزاهدان وفي اقليم كرمان.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول افغاني رفيع قوله: "في البداية كانت إيران تدعم طالبان ماليًا، لكنها الآن تدربهم وتسلحهم ايضًا".

وقال مسؤول غربي إن إيران اضفت طابعًا رسميًا على تحالفها مع طالبان بالموافقة على فتح مكتب لها في مشهد منذ اوائل 2014. واكتسب المكتب نفوذًا واسعًا، حتى أن بعض المسؤولين الأجانب يشيرون اليه الآن بوصفه "شورى مشهد"، تسمية تُطلق عادة على هيئات طالبان القيادية.