يجري العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني محادثات مع قادة سياسيين بريطانيين بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين، كما تتناول المباحثات الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
نصر المجالي:&واصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الزائر حالياً للندن لقاءاته مع القادة السياسيين والبرلمانيين البريطانيين، وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.&
&
وبحث العاهل الأردني مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الأربعاء، سبل تعزيز علاقات التعاون الأردنية البريطانية في المجالات العسكرية والدفاعية والتدريبية، وإمكانات الدعم البريطاني للمملكة في هذه المجالات.
&
وأكد الملك عبدالله الثاني والوزير فالون على مواصلة التشاور والتنسيق على مستوى استراتيجي بين البلدين فيما يتعلق بالأزمات التي تشهدها المنطقة وسبل التعامل معها.&
&
"الإرهاب"&
&
كما تم استعراض مجمل التطورات على الساحة الإقليمية، خصوصاً في سوريا والعراق وليبيا، والجهود المبذولة لمكافحة "الإرهاب" والتطرف، ضمن منهج شمولي وشراكة إقليمية ودولية.
&
وبحث العاهل الأردني مع رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة دي سوزا وعدد من أعضاء مجلسي اللوردات والعموم، في مقر البرلمان البريطاني، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع إقليميا ودوليا.
&
وأعرب الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاء، عن تقديره للمستوى المتقدم للعلاقات التي تربط الأردن ببريطانيا، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين مجلس الأمة الأردني، بشقيه الأعيان والنواب، ومجلسي اللوردات والعموم في البرلمان البريطاني، وإدامة التواصل والتشاور وتبادل الخبرات فيما بينها، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين.
&
وعرض العاهل الأردني لمجمل التحديات والتطورات الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة للتعامل معها وبما يعزز فرص تحقيق السلام والاستقرار لدولها وشعوبها.
&
وأكد أن مكافحة "الإرهاب" والتصدي لعصاباته تشكل أولوية، مشددا على أهمية تكثيف وتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذا الخطر، وما يتطلبه ذلك من منهج شمولي، وبما يشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والأيدلوجية والاجتماعية والتعليمية.
&
دول الإقليم&
&
وخلال اللقاء، الذي بحث مستجدات الأوضاع في سوريا، لفت العاهل الأردني إلى أن الأزمة هناك تزداد تعقيداً، ما يتطلب من المجتمع الدولي تكثيف جهوده للتوصل إلى حل سياسي لها.
&
كما تم تناول آخر المستجدات في العراق وليبيا واليمن، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية لما تشهده هذه الدول من تحديات، ومساعدة شعوبها لتحقيق مستقبل أفضل.
&
وفي ما يتعلق بمسيرة الإصلاح في الأردن، تحدث العاهل الأردني عن الخطوات الإصلاحية المتقدمة التي قطعتها المملكة، ضمن مسيرة متدرجة وخريطة طريق تسير بثبات.
&
وأشار الملك إلى القوانين الناظمة للحياة السياسية في الأردن، خصوصاً قوانين البلديات واللامركزية والانتخاب والأحزاب، وما لها من دور مهم في تعزيز المشاركة في عملية صنع القرار.
&
وردا على سؤال حول دور المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية في المملكة، أشار العاهل الأردني إلى الدور الكبير الذي تقوم به المرأة الأردنية في تعزيز مسيرة المجتمع الأردني والوطن.
تحديات&
&
ولفت العاهل الأردني إلى جملة من التحديات التي تواجهها المملكة، خصوصا الاقتصادية جراء الظروف الإقليمية المحيطة، والأعباء المتزايدة الناتجة عن استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها، وما يشكله ذلك من ضغط متزايد على مواردها وإمكاناتها المحدودة والبنية التحتية، لا سيما في محافظات الشمال والمجتمعات المضيفة هناك.
&
وعبرت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة، دي سوزا، وعدد من كبار أعضاء مجلسي اللوردات والعموم عن تقديرهم للجهود التي يقوم بها الأردن في سبيل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدين دعمهم للمملكة وسياستها الخارجية الحكيمة والمعتدلة في التعامل مع مختلف التحديات الإقليمية.
&
وأكدوا ضرورة تكثيف المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة دعمها للأردن، ليتمكن من التعامل مع أزمة اللجوء السوري، والتغلب على التحديات الاقتصادية التي يواجهها جراء الأزمات الإقليمية، وتعزيز دوره المحوري في التعامل مع قضايا المنطقة.
&
وحضر اللقاء فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الأردني، وناصر جودة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وجعفر حسان مدير مكتب الملك، ومازن الحمود السفير الأردني في لندن.
&
حديث دي سوزا&
&
وإلى ذلك، فإنه في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قالت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة دي سوزا "إن ما يثير إعجابنا هو أن الملك عبدالله الثاني لديه فهم شمولي واسع للعالم وقضاياه، وهو خبير استراتيجي، وقادر على اقتراح حلول للمشاكل التي يواجهها الشرق الأوسط".
&
ولفتت إلى "أن أحد المحاور التي ناقشناها اليوم هو أهمية إيجاد مستوى أكبر من التعاون والتنسيق بين مختلف الدول للتعامل مع التحديات الإقليمية".
&
وقالت "أعتقد أن التعاون بين المملكة المتحدة والأردن أمر في غاية الأهمية، فالبلدان تجمعهما صداقة تاريخية وعلاقات طويلة الأمد".
&
حديث بلانت&
&
من ناحيته، قال رئيس مجموعة الأردن في البرلمان البريطاني، كريسبن بلانت، "نقدر عالياً تواصل جلالة الملك معنا. وهذا ما يميز جلالته، خصوصاً وأن لديه أسلوب متميز في تقديم شرح تفصيلي لتطورات الأوضاع والتحديات التي يواجهها الشرق الأوسط".
&
وأضاف "لقد دار حوار بناء ومفيد بين جلالته ومجموعة من الشخصيات المؤثرة في البرلمان البريطاني. وهكذا يبرز جلالته كشخصية عالمية متميزة في إسلوبها في التواصل مع القوى المؤثرة".
&
وأشار إلى "أن تمكن الأردن من المحافظة على استقراره، والقيام بدور بناء والمساعدة فيما يتعلق بسوريا، هو موضع تقدير".
&
وأكد "لقد استطاع الأردن، من خلال حكمة قيادته، إدارة الظروف الإقليمية الصعبة".
&
&وشدد بلانت على "أن دعم استقرار الأردن هو مصلحة وطنية عليا لبريطانيا، ونحن محظوظون لوجود قيادة أردنية تعمل من أجل الاستقرار في منطقة في غاية الصعوبة".
&
التعليقات