دم الشهيد معاذ لن يذهب هدرا:

&
خلال اجتماعه في القيادة العامة بكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، شدد العاهل الأردني بالقول أن «دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدراً، وأن رد الأردن وجيشه العربي المصطفوي سيكون قاسياً، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة. موقف الملك واضح وصارم. وتضمن الشريط الذي عرضته عصابة داعش الفاحشة صورا للطيار معاذ الكساسبة وقد ارتدى لباسا برتقاليا ووضع في قفص اندلعت فيه النيران، حتى استحال الرجل مع النار كتلة لهب واحدة.
&
العمل الاجرامي الحقير الذي ارتكبته عصابة جاهلة وغبية ولا أسميها تنظيما او دولة اسلامية فهي عصابة من اللصوص والمنحرفين جنسيا التي لا صلة لها بما هو انساني او اخلاقي أثبت أنها سرطان خبيث يجب استئصاله. وما كان لهذه العصابة المجرمة البقاء على الساحة لولا التواطؤ الاقليمي معها وعلى رأس المتواطئين النظام السوري وايران.
&
ومن المهازل ان حليف داعش في دمشق الذي يشعل المنطقة بالحرائق يعرض نفسه كشريك في اخماد النار. فحسب الوكالة السورية للأنباء إن سوريا حثت الأردن على العمل معها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ولم يعد سرا ان المخابرات العسكرية السورية تنسق مع داعش وتعمل معها. نتساءل لماذا لا تستهدف طائرات النظام السوري داعش ومواقعها بل فقط تستهدف المدنيين ببراميلها المتفجرة؟ ولماذا لا تقوم داعش بالزحف الى دمشق لتحريرها؟ بالطبع الأردن لن ينخدع بهذه الانتهازية.
&
وحسب مصادر استخباراتية غربية يمكن وصف داعش باختصار شديد كمشروع سوري ايراني هدفه الأساسي تشويه واحباط الثورة السورية الحقيقية وخلط الأوراق في المنطقة وحماية نظام بشار الأسد. وقد نجح هذا المشروع حتى الآن في تحقيق هذه الأهداف. وفي مقال تحريري مخصص لمراجعة أهم احداث العالم لعام 2014 أكدت صحيفة الصاندي التايمز اللندنية ان ظهور تنظيم داعش الإرهابي على الساحة "قدم خدمة عظيمة لنظام بشار الأسد". كما تناول الاعلام العربي مشروع داعش لتأسيس خلافة اسلامية. وهذا مشروع فاشل. وأنا كمسلم لا أقبل غبي جاهل مرتزق مثل البغدادي ان يكون خليفة للمسلمين. الداعشيون يعيشون في عالم ظلامي متجرد من أي معايير انسانية او أخلاقية.
&
باغتيال الشهيد الطيار معاذ الكساسبة « حرقا « اثبتت داعش انها عصابة ارهابية مجرمة وليست تنظيما وليس ثورة وليس اسلامية بل تستعمل الاسلام كمطية لتبرير قطع الرؤوس واغتصاب القاصرات والسبايا ونهب المال والابتزاز وخلق الفوضى كما تمليه القوى المتواطئة معها. وهذا الجرم الداعشي هو اعلان
&
حرب ضد الأردن والشعب الأردني. واقترفت داعش خطأ فادحا وستدفع ثمن ذلك عاجلا أم آجلا.
&
هناك اصوات أردنية تطالب بالخروج من التآلف الذي يحارب داعش. هذا في نظري خطأ استراتيجي. منذ حزيران 2014 أعلنت داعش عن خطتها لاستهداف الأردن فهل يقترح هؤلاء الذين يطالبون بعدم المشاركة في الحرب ضد داعش الانتظار حتى تصل تلك العصابات الى المفرق والى ضواحي عمان؟ داعش مشروع اقليمي خطير ويستهدف الأردن بالتحديد ويجب محاربة داعش في قعر دارها وهزيمتها. وكل من يطالب بانسحاب الأردن من الحملة العسكرية ضد داعش فهو انهزامي ويقدم خدمة للارهاب.
&
المخطط الداعشي كان يهدف لزرع الفتنة وشق الصف والتحريض ضد الدولة. ولكن هذا المخطط فشل فشلا ذريعا حيث أن الغالبية الساحقة من الأردنيين وقفت خلف الدولة والملك وطالبت بالانتقام من عصابة الاجرام.

تبرير جرائم داعش يعتبر ارهابا وتحريضا على الارهاب:
&
وفي نظري ان كل من يبرر أفعال داعش العميلة باستخدام الشماعات الجاهزة كالاستعمار والصهيونية لتغطية جرائم داعش او الاستشهاد بآيات قرآنية لمنح صفة جهادية لهذه العصابة يجب اعتباره شريك في الارهاب ومحرض على القتل ويجب القبض عليه ومحاكمته. والمجتمع الأردني المتسامح سمح لهؤلاء بالعيش بأمان ولم تتخذ الكحومة اي اجراءات ضد المحرضين.
&
اعتقد أن الوقت قد حان لسن قوانين برلمانية جديدة تحرم التحريض الشفهي او التبرير للاجرام من قبل المتعاطفين مع الطالبان والقاعدة وداعش وهم معروفين.
&
باستثناء التبريريين السلفيين والاخوان المسلمين فان غالبية الأردنيين على اختلاف مشاربهم ومنابتهم، يؤكدون ثقتهم الكبيرة بقائدهم الملك عبدالله الثاني وبالقوات المسلحة
&
وقدرتها على حماية الأردن من اي تهديد ووقوف الشعب خلف القيادة الهاشمية والجيش العربي في التصدي لجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تنظيم داعش الإرهابي أو أي خطر من شأنه أن يهدد أمن واستقرار المملكة.
&
لقد تفاعل الاردنيون مع الجريمة البشعة برباطة جأش، وتجاهلوا كل الاختلاف والتباين في وجهات النظر، حيث اصطفوا خلف قيادتهم بقوة وصلابة توحدهم حب الوطن والولاء للعرش.
&
وأكرر ما قلته على احد الفضائيات مؤخرا معلقا على جريمة حرق الشهيد معاذ الكساسبة: المجتمع الأردني مجتمع متماسك يقف خلف قيادة هاشمية واعية وحكيمة وصلبة ولن تثنيه داعش عن محاربة الارهاب.
&
الفظاعات التي ترتكبها داعش هي بمثابة توزيع شهادات حسن سلوك للمجرمين من أمثال بشار الأسد وحسن نصر الله وآريل شارون ونتينياهو.
&
&
لندن