أجندة ولي ولي العهد السعودي الفرنسية عامرة بالاتفاقات العسكرية والنووية والاقتصادية والاستثمارية، يستكملها اليوم باجتماع على جانب من الأهمية مع وزير الدفاع الفرنسي جان أيف لو دريان.

الرياض: يقوم وزير الدفاع الفرنسي جان أيف لو دريان اليوم بزيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي في مقر إقامته في باريس، حيث ستكون الملفات الدفاعية والعسكرية على رأس المواضيع التي يبحثانها.

ومن المنتظر أن يبحث الطرفان في عقود للقوات البحرية السعودية، حيث من المتوقع أن يتوصل الطرفان سريعًا إلى اتفاق بشأن توريدها.

وكان فابيوس أشار في مؤتمره الصحافي أمس إلى أن ما تريده السعودية هو زوارق خفر سواحل سريعة. وقال: "النتائج الاستثنائية والسريعة التي تحققت جاءت بفضل العمل الدؤوب الذي قام به الأمير محمد بن سلمان وبفضل الثقة القائمة بين البلدين اللذين يدفعان الآن باتجاه رؤية استراتيجية أساسية، بتوجيه من الرئيس الفرنسي ومن الملك سلمان بن عبد العزيز، للذهاب بهذا التعاون في العلاقات الثنائية إلى أبعد من ذلك".

وكان الجبير قال إن الرياض حريصة على الحصول على أفضل التقنيات الدفاعية والعسكرية في العالم، مشيرًا إلى أن المملكة وفرنسا لهما "تاريخ عريق" للتعاون الدفاعي والعسكري.

حزمة اتفاقات

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التقى في قصر الإليزيه الأربعاء الأمير محمد بن سلمان، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، وخصوصًا مجالات التعاون العلمي والتقني والاستثماري، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والمجال الصناعي، خصوصًا تنمية الصادرات بين البلدين، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها،&وعدد من الموضوعات على الساحة الدولية.

شهد الرئيس الفرنسي وولي ولي العهد في قصر الإليزيه مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين المملكة وفرنسا بحضور وفدي البلدين، هي خطاب نوايا بشأن قيام شركة اريفا بدراسة جدوى إطلاق مفاعلين نوويين في المملكة، واتفاقية تنفيذية للتعاون في المجالات الصحية، واتفاقية تعاون فني في المجال الصناعي تتضمن التعاون في تنمية الصادرات الصناعية وزيادة حجم التجارة البينية وتبادل المعلومات التجارية والصناعية والخبرات في ما يتعلق بالسياسات الصناعية والإبداع للإسهام في مساندة القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة وزيادتها، وتوقيع عقد تزويد حرس الحدود السعودي بـ 23 طائرة هيلكوبتر من شركة ايرباص، بقيمة 470 مليون دولار، وعقد استثماري بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة ائتمان الصادرات الفرنسية (كوفاس) يقوم الصندوق بموجبه بتمويل بعض العمليات التي تنطبق عليها شروط الائتمان التي تطبقها الشركة، ومذكرة تفاهم بين الخطوط الجوية العربية السعودية وشركة ايرباص لتسريع تسليم 50 طائرة ايرباص لتعزيز قدرات الخطوط السعودية لخدمة الطيران المحلي، واتفاق تعاون علمي بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمركز الوطني للبحوث العملية الفرنسي، ومذكرة تفاهم استثمارية بين المملكة والحكومة الفرنسية تتضمن قيام صندوق الاستثمارات العامة والمؤسسات الاستثمارية السعودية بالاستثمار في شركات الملكية الخاصة في فرنسا، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات إدارة النفايات المشعة بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والمعهد الفرنسي للحماية من الاشعاعات والسلامة النووية، وأخيرًا مذكرة تفاهم للتعاون بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والوكالة الفرنسية لإدارة النفايات النووية في مجال تطوير تنظيم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مجال النفايات النووية.

وتبلغ قيمة هذه الاتفاقات نحو 12 مليار يورو، وتأتي&من اجل ترسيخ&الشراكة وإعطائها أبعادًا جديدة، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

اللجنة التنسيقية

وكذلك عقدت اللجنة التنسيقية الدائمة السعودية - الفرنسية الأربعاء أول اجتماعاتها في باريس، برئاسة الأمير محمد بن سلمان، المشرف على اللجنة التنسيقية الدائمة السعودية الفرنسية، في حين ترأس فابيوس الجانب الفرنسي.

جرى خلال الاجتماع بحث آليات التعاون المشترك بين البلدين، وتنسيق أعمال الفرق المشتركة، واستعراض مجالات التنسيق التي انطلقت أعمالها أخيرًا في قطاعات الطاقة والاستثمار والتسليح ومشاريع البنية التحتية والبيئة والطيران والصحة العامة.

حضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء خالد بن عبد الرحمن العيسى، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، وأمين عام صندوق الاستثمارات العامة عبد الرحمن المفضي، ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر، ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة عبد العزيز بن سعيد، ومدير عام التجارة الأجنبية بوزارة التجارة طه الشريف، وكبير المستشارين بمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة عبد الله الحمودي.

في حين حضره من الجانب الفرنسي وزير الدولة المكلف بالنقل والبحار والثروة السمكية في وزارة البيئة والطاقة والتنمية المستدامة آلان فيدالي، ووزير الدولة المكلف بالتعليم العالي في وزارة التربية الوطنية والبحث العلمي تيري ماندون، ووزير الدولة المكلف في وزارة الدفاع جون مارك تودشيني، ومدير مكتب وزير الخارجية ألكسندر زقليه، والأمين العام المساعد بوزارة الخارجية رمي ريوكس، والسفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو.