الكويت:&استهدف هجوم انتحاري مسجدا للشيعة في العاصمة الكويتية اثناء صلاة الجمعة، ما اسفر عن سقوط 25 قتيلا و202 جريح في اول اعتداء يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في الكويت.

واعلنت وزارة الداخلية الكويتية ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم، الذي استهدف مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر وسط مدينة الكويت، الى 25 قتيلا. واضافت، وفق ما نقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا)، ان الهجوم اسفر ايضا عن سقوط 202 جريح.&

وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالا على الارض اجسادهم مغطاة بالدماء بين الحطام داخل المسجد.

واوضح مسؤول في المسجد لوكالة الانباء الكويتية ان نحو الفي شخص كانوا داخله عند حصول الاعتداء.

وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس "انه تفجير انتحاري". واشار شهود عيان الى ان انتحاريا دخل المسجد اثناء صلاة الجمعة.

وهذا الهجوم، الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، هو الاول الذي يستهدف مسجدا للشيعة في الكويت، فضلا عن كونه الاعتداء الارهابي الاول فيها منذ كانون الثاني/يناير 2006.

وافاد بيان باسم "ولاية نجد"، فرع تنظيم الدولة الاسلامية في السعودية، انه "في عملية نوعية (...) انطلق احد فرسان اهل السنة الغيارى وهو الاخ ابو سليمان الموحد ملتحفا حزام العز الناسف مستهدفا وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين (حسينية الامام الصادق) في حي الصابري بمنطقة الكويت". واشار البيان الى اصابة "العشرات".

ونقل مراسل لفرانس برس في المكان ان الشرطة طوقت المسجد.

وتوجه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح فورا الى موقع الهجوم وفق ما نقلت وكالة الانباء الكويتية فضلا عن مشاهد بثها التلفزيون الحكومي. واظهرت هذه المشاهد دمارا هائلا في المسجد.&

واعتبر امير الكويت في تصريح نقلته وكالة الانباء الكويتية ان هذا الاعتداء "انما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة واثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة" مشيرا الى ان "وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ امن الوطن".

واعلن مجلس الوزراء الكويتي السبت يوم حداد "على ارواح حادث الانفجار الارهابي".

واعلنت مستشفيات عدة حالة الطوارئ لمعالجة الجرحى، ودعت بنوك الدم المواطنين الى التبرع.

ويشكل الشيعة نحو ثلث الشعب الكويتي البالغ 1,3 مليون نسمة.

واعلنت وزارة الداخلية ان "الاجهزة الامنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به". وكانت الوزارة صرحت قبل ثلاثة اسابيع انها شددت الاجراءات الامنية حول المساجد اثر تفجيرات في اليمن والسعودية.

ففي 17 &حزيران/يونيو تبنى تنظيم الدولة الاسلامية سلسلة من التفجيرات ضد مساجد للشيعة ومنزل لاحد قادة الحوثيين في صنعاء ما اسفر عن مقتل 31 شخصا واصابة العشرات.&

الى ذلك تبنى التنظيم الشهر الماضي تفجيرين ضد مسجدين للشيعة في السعودية وقع الاثنان اثناء اداء صلاة الجمعة.&

وتوالت الادانات لهجوم الجمعة على المسجد من قبل الاحزاب والمنظمات والنواب في الكويت. ووصفت الحركة الدستورية الاسلامية الهجوم بـ"العمل الاجرامي الدنيء".

من جهته وصف الداعية السني الكويتي الشيخ عجيل النشمي على موقع تويتر التفجير بـ"العمل الاجرامي ومقصده إثارة الفتنة"، مضيفا ان "الشيعة والسنة سيفشلون مخطط الإرهابيين بتوحدهم وتعاضدهم".

بدوره دعا النائب المستقل سلطان الشمري الحكومة الى "الضرب بيد من حديد".

وكانت المحاكم الكويتية خلال الاسابيع الماضية حاكمت عددا من الاشخاص بتهمة الانتماء الى تنظيم الدولة الاسلامية، وحكمت على واحد منهم على الاقل بالسجن سنوات عدة.

ودان الاردن بشدة التفجير "الارهابي" الذي استهدف مسجد الامام الصادق. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، تأكيده وقوف الاردن "الى جانب الكويت (...) في مواجهة الارهاب الذي يستهدف المساس بامنها وسلامة مواطنيها".

ومن جهته، أعرب رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن استنكاره وتعازيه لحادثة "التفجير الارهابي". وقال في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، "اننا اذ ندين هذه الحادثة الارهابية وكل الاعمال الارهابية ونعزي دولة الكويت حكومة وشعبا، فاننا نؤكد ان العصابات الارهابية خطر يهدد الجميع وعلى دول المنطقة والعالم المساهمة جدياً في محاربتها".

الى ذلك، أدان وزير الخارجية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "الجريمة النكراء". وأكد في تصريح له نشرته وكالة أنباء الامارات الرسمية وقوف دولة الامارات "الكامل قيادة وحكومة وشعبا مع الشقيقة الكويت قيادة وحكومة وشعبا في مواجهة هذه المحنة المشتركة في الصراع ضد الارهاب والتطرف".

وتزامن التفجير الانتحاري في الكويت مع هجوم شنه مسلح على فندق في ولاية سوسة في تونس اسفر عن مقتل 27 شخصا.&".

&
&