السعودية اتخذت سلسلة خطوات من أجل دخول النادي النووي، سعيا لتنويع مصادر الطاقة، لكن في المقابل قد تضطر إلى تطوير مشروع نووي عسكري في حال امتلكت إيران قنبلة نووية.
&
الرياض: تسعى المملكة العربية السعودية الى مشاريعها النووية الخاصة وبناء تحالفات لمواجهة ايران التي من المحتمل ان تتوصل الى صفقة نووية تخشى الرياض ان تؤدي الى مضاعفة زعزعة الاستقرار في المنطقة.
&
وتجري الولايات المتحدة والقوى الكبرى محادثات نهاية الاسبوع مع ايران في فيينا، بهدف وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق بحلول الثلاثاء يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.
&
وتبدي الدول الخليجية السنية بقيادة السعودية قلقا حيال ان تتمكن ايران الشيعية من تطوير سلاح نووي بموجب الاتفاق المحتمل الذي من المتوقع ان ينهي 12 عاما من التوتر.
&
كما ان هذه الدول قلقة لان واشنطن لا تأخذ بشكل جدي مخاوفهم من أعمال ايران "المزعزعة للاستقرار" في الشرق الاوسط.
&
والاربعاء الماضي، أعلنت فرنسا والسعودية دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة.&
&
&تنويع مصادر الطاقة
&
وعلى غرار جارتها الاماراتية، تريد السعودية تنويع مصادر الطاقة بحيث لديها خطط لتشييد 16 مفاعلا.
&
واتفاق باريس هو الاتفاق النووي الثالث الذي توقعه الرياض خلال العام الحالي.
&
فقد توصلت الاسبوع الماضي الى اتفاق مع روسيا حول العلاقات التقنية والاقتصادية والعلمية للاستخدام السلمي للطاقة النووية.
&
وفي اذار(مارس)، وقعت المملكة اتفاقا مبدئيا للتعاون النووي مع كوريا الجنوبية.
&
مشاريع كبيرة
&
وقال جمال خاشقجي، الصحافي المخضرم الذي لديه علاقات مع العائلة المالكة "لدى السعودية مشاريع كبيرة في مجال الطاقة النووية".
&
واضاف "بالطبع انها مشاريع سلمية رسميا" لكن الخبرة النووية يمكن أن تستخدم في تطوير اسلحة.
&
اضطرار للنووي&
&
وبموجب اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في نيسان(ابريل)، ستخفض إيران عدد اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها.
&
وتقول ايران ان برنامجها سلمي لكن اذا علمت السعودية ان طهران ما تزال تحاول تصنيع سلاح نووي فلن يكون هناك "خيار اخر" امام الرياض سوى متابعة سياسة الردع الخاصة بها، حسب خاشقجي.
&
من جهته، كتب المحلل السعودي نواف عبيد، وهو زميل زائر في مركز بيلفر في جامعة هارفارد، على موقع (سي ان ان) &الأسبوع الماضي ان لدى الرياض "الرغبة والارادة" لامتلاك قنبلة نووية.
&
لكن مسؤولا سعوديا ابلغ فرانس برس ان المملكة لن "ترتكب مخاطرة" السعي الى امتلاك السلاح النووي.
&
واضاف ان سياسة "التدخلات" الايرانية في سوريا والعراق واليمن ولبنان تشكل خطرا بصرف&النظر عن الاسلحة التي تملكها.
&
&الشراكة أفضل
&
بدوره، قال مارك فيتزباتريك مدير برنامج منع الانتشار النووي ونزع السلاح في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "اعتقد ان معظم الحديث عن اهتمام السعودية في امتلاك النووي هو مجرد مواقف".
&
واضاف ان "قدرتهم على ذلك ما تزال متدنية" وأفضل طريقة لتعزيز خيارات الامن السعودي هي الشراكة مع الدول الغربية.
&
وتابع فيتزباتريك ان "اتفاق المفاعل النووي الفرنسي يوفر وسيلة اخرى من الطمأنينة من قبل الشركاء الغربيين المهتمين بمصالح السعودية".
&
والاتفاق النووي كان بين استثمارات بقيمة إجمالية تبلغ حوالى 12 مليار دولار اقرت خلال زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان الى باريس.
&
وتحسين الروابط مع فرنسا يسلط الضوء على تعميق العلاقات بين الخليج والدول الكبرى بعيدا عن الحليف التقليدي للمنطقة اي الولايات المتحدة.&
&
وقال فيتزباتريك ان هناك انعدام ثقة كبيرا بين واشنطن وطهران لكنها لديهما الان قنوات اتصال، ما "يشكل قلقا مشروعا بالنسبة للسعودية".
&
وكانت رحلة &بن سلمان الى باريس بعد اسبوع من زيارته الى روسيا حيث تم الاتفاق على تعاون عسكري وغيره من الاتفاقات الى جانب الاتفاق النووي.&

مصلحة مشتركة
&
&ورأت صحيفة سعودي غازيت رأت ان التعاون بين موسكو والرياض "سيضمن الوحدة الوطنية والامن" في البلدين.
&
واعتبر خاشقجي ان على السعودية مواصلة "ضمان استقلالها الامني. لا يمكن اعتبار الضمانات الاميركية أمرا مؤكدا".
&
وختم قائلا "نحن قلقون جدا حيال التوسع الايراني (...) الشرق الاوسط ينهار ولا احد يساعد على لململة اجزائه والسعودية تتحرك وحدها هنا.