أعلنت مصادر آيزيدية عراقية عن تصاعد هجرة لآلاف الآيزيديين إلى بلغاريا عبر تركيا سيرًا على الأقدام وبواسطة الحافلات، في أكبر هجرة لهذا المكون منذ احتلال تنظيم داعش مناطقه الرئيسية في العراق في آب الماضي، وسط تحذيرات من كارثة انسانية جديدة توقعهم في براثن مافيات الهجرة.
لندن: أكدت النائبة الآيزيدية فيان دخيل أن 5 آلاف نازح آيزيدي بضمنهم نساء واطفال وكبار في السن قد اضطروا إلى هجرة جماعية من تركيا نحو بلغاريا عبر الحافلات والسير على الاقدام.
ودعت دخيل إلى تقدير خطورة قرارهم الذي "قد يتسبب بالحاق اضرار بالاطفال والكهول نظرًا لبعد المسافة، وكنا نتمنى لو انهم قاموا باستشارة أطراف فاعلة قبل قيامهم بهذه الخطوة حتى لا تتفاقم مأساتهم اكثر ومراعاة القوانين الدولية والأوروبية خاصة في مسائل الهجرة وعبور الحدود الدولية"، كما قالت في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاحد.
واكدت ان أكثر من 3 آلاف إيزيدي يغادرون العراق شهرياً حاليًا ويلجأون إلى دول اوروبية.. موضحة ان موجة من نزوح الآيزيديين وعائلاتهم قد بدأت خلال الأسابيع القليلة الماضية وخاصة من الشباب وبواقع أكثر من 100 إيزيدي يومياً. والقت باللوم في هذه الهجرة على تأخر تحرير مناطق الإيزيديين وانتشار الممارسات الاسلامية المتطرفة. ودعت السلطات العراقية إلى التعجيل "بتحرير ما تبقى من المناطق الإيزيدية الواقعة بقبضة عصابات داعش الارهابية والإسراع بإعادة تأهيل البنى التحتية للمناطق المحررة".
وأضافت النائبة دخيل أن جهودًا تبذل لمساعدة هؤلاء الخمسة آلاف نازح اينما كانوا "عبر اتصالاتنا مع اربيل وبغداد وانقرة فضلاً عن المنظمات الانسانية الدولية والأممية لتخفيف معاناتهم، وكذلك الاتصال مع عدد كبير من أعضاء برلمان الاتحاد الاوروبي لتبني قرار تسهيل لجوء هؤلاء المهجرين في الدول الأوروبية وبالاخص في ألمانيا".
وشددت النائبة الآيزيدية على "اننا لا نشجع أحدًا على الهجرة كما لا نمنع أحدًا من القيام بذلك بالأخص في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها المهجرون".. ودعت السلطات التركية إلى التعامل باسلوب حضاري وانساني مع النازحين الآيزيديين واحترام حقوق الانسان وحرية الرأي، كما طالبت النازحين بإحترام القوانين التركية.
مصير مجهول لآلاف الآيزيديين في تركيا
ومن جانبه، اشار المرصد العراقي لحقوق الانسان إلى وجود 3 آلاف آيزيدي في تركيا حاليا يواجهون مصيراً مجهولاً، بعدما فروا من بطش تنظيم داعش خلال الاشهر التسعة الاخيرة بإتجاه الحدود العراقية التركية.
واوضح المرصد أن توجه النازحين الآيزيديين نحو بلغاريا جاء بعدما ضيقت السلطات التركية عليهم الخناق في المخيمات ومنعت الغالبية منهم من الخروج منها. وقال إن النازحين الآيزيديين الهاربين من العراق سكنوا في مخيمات بمناطق نصيبين وميديات و ديار بكر، بالإضافة إلى وجود المئات يسكنون الهياكل في ديار بكر كما أن هناك آخرين في مناطق ميديات وشرنخ وسيلوبي حيث يعيشون وضعاً انسانياً صعباً.
واضاف المرصد أن جميع هؤلاء النازحين هم من قضاء سنجار هربوا إلى تركيا بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم، واختطافه الآلاف منهم، كما أن عدم ثقتهم بحكومة اقليم كردستان العراق كان سبباً آخر للهرب باتجاه تركيا.
واكد انه عندما حاول النازحون الخروج من المخيمات ضيقت السلطات التركية الخناق عليهم، وقامت الشرطة بمحاصرة المخيمات لكنهم اصروا على الخروج منها وبدء عملية النزوح باتجاه الحدود التركية البلغارية في محاولة للوصول لاي دولة أوروبية.
واشار المرصد في بيان صحافي اليوم الى&أن عشر حافلات نقلت النازحين الذين تمكنوا من الخروج من مخيم واحد بإتجاه المناطق القريبة من الحدود مع بلغاريا".
وعبر المرصد عن استغرابه من الصمت الذي وصفه بغير المبرر من قبل وزارتي الخارجية والهجرة والمهجرين العراقيتين لعدم متابعة مؤسساتهما المعنية بالنازحين لهذه التطورات.. وعن قلقه من عدم اتخاذ مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أية اجراءات يمكنها وقف تدفق العوائل الآيزيدية باتجاه الحدود وفتح افق تعاون اكبر مع السلطات التركية لتقديم الخدمات لهم.. محذرًا من هذا الاهمال قد يتسبب بكارثة انسانية جديدة للآيزيديين نتيجة مضايقات وابتزاز مافيات تتواجد في المنطقة.
وطالب المرصد الحكومة العراقية بالاسراع في مفاتحة الحكومة التركية واتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحفظ حياة الثلاثة آلاف انسان، قبل ان تحل بهم كارثة انسانية بسبب الجوع أو العطش.. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل واتخاذ الاجراءات اللازمة لانقاذ ارواح مجتمع وديانة تُباد دون ذنب، ويؤكد اهمية ان تنسق المؤسسات العراقية المعنية مع الجهات الدولية لتقديم المساعدة لهم.
وكانت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان قد اعلنت مطلع العام الحالي أن 3583 إزيديًا مازالوا مفقودين، ويجري البحث عن مصيرهم بينهم 1597 من النساء وأقرت بعدم توفر معلومات كاملة عنهم وفيما اذا كانوا قتلوا او اختطفوا خلال العمليات العسكرية التي شهدتها الموصل والمناطق المحيطة بها في منتصف حزيران (يونيو) عام 2014 ، لكنها أوضحت انه تم تحرير 441 إزيديًا منهم من قبضة التنظيم و280 فتاة بعضهن حوامل.
ومن جهتها، قررت المانيا معالجة الف إمرأة وفتاة آيزيدية معنفة على يد عناصر داعش، لاسيما الهاربات من قبضتهم بعد سبيهن واستبعادهن جنسياً". ومن جهتها، اكدت منظمة العفو الدولية أن بعض النساء الآيزيديات أقدمن على الانتحار خوفاً من الفضيحة بعد خطفهن من قبل مسلحي داعش وتوزيعهن كغنائم حرب بينهم مؤكدة أنهم يجبرون الفتيات الصغيرات على العبودية الجنسية.
والآيزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة ويعيش معظمهم حول الموصل وبلدة سنجار في العراق، وهناك أيضًا مجموعات في سوريا، وتركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا حيث يقدر العدد الإجمالي للآيزيديين بين 800 الف إلى مليون شخص. وتعتبر الثقافة الايزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية "الكورمانجي".. بينما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.&
التعليقات