كيتو: يتوجه البابا فرنسيس اليوم الاربعاء الى بوليفيا المحطة الثانية في جولته على الدول الثلاث الاكثر فقرا في اميركا اللاتينية، قادما من الاكوادور حيث استقبلته جماهير حاشدة. ويصل البابا فرنسيس الى بوليفيا قادما من الاكوادور حيث سينهي زيارته في مزار للسيدة العذراء خارج العاصمة كيتو. والمحطة الثالثة والاخيرة ستكون الباراغواي.

وتمحورت رحلة البابا اساسا حول الفقر في هذه الدول خاصة ان زيارة الاكوادور تأتي بعد موجة من الاحتجاجات المعارضة للحكومة خلال الاسابيع الماضية.

وفي قداس في الهواء الطلق في كيتو شارك فيه حوالى مليون شخص، دعا البابا الى وحدة شعب الاكوادور الذي تقسمه الطبقات الاجتماعية والايديولوحيات السياسية، كما دعا الى الحفاظ على الامازون معتبرا ان "تنوعها البيئي الهائل" يستحق "عناية خاصة".

وتجمع نحو 900 الف شخص (ارقام وزارة الداخلية) في العاصمة كيتو برغم المطر والبرد للاستماع الى عظة البابا. ودعا البابا الارجنتيني الى اطلاق "ثورة" للتبشير بالانجيل في اميركا، والى "صرخة لبلسمة الجراح" والى "بناء الجسور". وفي اشارة الى الانقسامات في الاكوادور، اعتبر البابا ان التنوع بين شعب الاكوادور هو "ثروة مهمة" من شأنها ان تساعد على مواجهة "الديكتاتوريات والايديولوجيات والرغبات بالتفرد بالحكم".

وقال البابا "لا بد من العمل للاندماج على كل المستويات، ولا بد من الحوار"، وذلك خلال اليوم الثالث من جولته في اميركا الجنوبية. وفي لقاء لاحق مع مجموعات من المجتمع المدني بينهم بالخصوص ممثلون عن سكان اصليين يعارضون استخراج النفط، دعا البابا الى الحفاظ على الامازون كما الى استغلال مسؤول للموارد.

وقال "ان استغلال الموارد الطبيعية الكثيرة في الاكوادور، يجب الا يهدف الى الكسب الفوري. ان كوننا ندير هذه الثروة التي تلقيناها، يحملنا مسؤولية تجاه المجتمع والاجيال اللاحقة الذين لا يمكن ان نسلمهم ميراثا من دون الاهتمام الملائم بالبيئة".

وخلال اجتماع في كيتو مع اساتذة وطلاب قال البابا "لا يمكننا ان ندير ظهرنا الى الحقيقة، لاخواتنا، للارض". وشكلت القضايا البيئية ازمة لادارة الرئيس رفاييل كوريا، اذ شهد حكمه المستمر منذ ثماني سنوات تظاهرات للسكان الاصليين ضد تخريب الاراضي التي يقولون انها تستخدم لاستخراج النفط وللتعدين.

ويواجه الرئيس ايضا منذ نحو شهر حركات احتجاج هي الاقوى منذ تسلمه السلطة العام 2007، تعارض توجهاته الاشتراكية وخصوصا مشروعه لزيادة الضرائب على املاك الاغنياء الذي اجبر على سحبه.
وعقد كوريا، الذي يقدم نفسه كـ"كاثوليكي انساني يساري"، الاثنين لقاء خاصا مع البابا الذي قال لاحقا انه سيبارك الاكوادور لكي تحل كافة الخلافات الداخلية.

وخلال قداس الثلاثاء تطرق البابا الى حركات الاستقلال من اسبانيا في اميركا الجنوبية منذ 200 عام. وقال "ان صيحة الحرية التي صدحت قبل نحو مئتي عام لم تفتقر لا للالتزام ولا للقوة، الا ان التاريخ يعلمنا بانها لم تكن فاعلة الا عندما تخلت عن الطموحات الشخصية والرغبات بالتفرد بالقيادة".

وفسر البعض كلام البابا بانه موجه الى الرئيس كوريا الذي لا يخفي اعجابه بالبابا وقد حضر القداس. وقال الطالب فيليبي لاسكانو (22 عاما) لوكالة فرانس برس "انه يقول بشكل غير مباشر للرئيس بضرورة الاخذ بالاعتبار ان هناك اشخاصا لديهم افكار مختلفة ويطلبون منه تغيير بعض الامور التي لا يتفق معه الناس حولها".

وكان البابا التقى باساقفة الاكوادور قبل القداس. وفي وقت سابق شارك حوالى 800& الف في قداس في مدينة غواياكيول ركز فيه البابا على اهمية العائلة في المجتمع. وهذه هي الزيارة الاولى للحبر الاعظم الى الاكوادور منذ ثلاثة عقود. اما زيارة البابا فرنسيس الاولى الى اميركا اللاتينية فكانت الى البرازيل في العام 2013.

ويغادر البابا الاكوادور الاربعاء ليتوجه الى بوليفيا ليبقى فيها حتى الجمعة قبل التوجه لزيارة الباراغواي حتى الاحد. وفي هذه الرحلة التاسعة التي يقوم بها البابا فرنسيس الى الخارج يزور ثلاث دول بها اغلبية كاثوليكية ولديها تاريخ طويل من الفقر والفوارق الاجتماعية التي تمس اساسا السكان الاصليين.