سقط قتلى وجرحى في صدامات بين مليشيا حزبية حاولت السيطرة على مبنى في بغداد واتخاذه مقرًا لها، والقوات الامنية التي فرضت سيطرتها فجر اليوم على الموقع..& فيما دعا مرجع شيعي الى إلغاء هيئة المساءلة لاجتثاث البعث على طريق تحقيق المصالحة الوطنية.

لندن: اندلعت اشتباكات خلال الساعات الاخيرة بين مليشيا مسلحة علمت "إيلاف" انها تنتمي الى حزب الله العراقي الموالي لإيران، وبين القوات الامنية التي تصدت لاقتحام مسلحي المليشيا، الذين كانوا يرتدون الزي العسكري، مركزًا صحيًا بمنطقة زيونة في ضواحي بغداد الشرقية واتخذوه مقرًا لهم بشكل غير قانوني لإدارة أنشطتهم العسكرية والسياسية.
&
واشارت خلية الاعلام الحربي الى ان المسلحين الذين اقتحموا المركز الصحي بأسلحتهم مرتدين الزي العسكري حاولوا اتخاذه مقرًا لهم من دون ترخيص لكن القوات الامنية تصدت لهم بحزم على الفور "من منطلق الدفاع عن حرمة القانون ولمنع أي انفلات امني يتسبب باشكالات للمواطنين"..
&
وحذرت "أي مجموعة او اشخاص من التلاعب بالامن الداخلي مهما كانت النوايا، وتحت أي مسمى كان"، كما قالت الخلية في بيان صحافي صباح الخميس اثر انتهاء الاشتباكات بين الطرفين، والتي اكدت مصادر في بغداد لـ"إيلاف" سقوط عدد من القتلى والجرحى فيها، نتيجة اعتلاء قناصة المجموعة المسلحة سطح المبنى واستهدافهم للقوات الامنية التي هرعت الى طردهم منها بالرغم من ان الخلية اكتفت بالقول إن ثلاثة من رجال الامن قد اصيبوا بجروح خلال الاشتباكات.
&
واوضحت الخلية أن القوات الامنية "قامت بتطويق المكان لمنع المسلحين من التجاوز على القانون واخرجتهم منه من منطلق الدفاع عن حرمة القانون والنظام ومنعًا لأي انفلات امني يسمح للافراد بالتصرف خارج الضوابط، لذلك صدرت التعليمات للتعامل بحزم مع هذا الخرق". وحذررت أي شخص أو مجموعة من التلاعب بالامن الداخلي مهما كانت النوايا او تحت اي مسمى كان بحسب قولها.&
&
يذكر أن سطوة المليشيات المسلحة التابعة للاحزاب الاسلامية في العراق قد تغولت خلال الفترة الاخيرة تحت شعار مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" واصبحت لها اليد العليا في الوضع الامني بشكل اصبحت عبئًا على السلطات التي لم تستطع مواجهة تجاوزاتها بالرغم من تكرار رئيس الوزراء حيدر العبادي الحديث عن ابعادها عن مناطق العاصمة مؤخراً، والتي قال انها اصبحت منزوعة السلاح.
&
دعوة لإلغاء هيئة المساءلة لاجتثاث البعث
&
دعا مرجع شيعي عراقي معروف الى الغاء هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وتصفير الواقع السياسي السابق وتحفيز القضاء لممارسة دوره في حسم القضايا العالقة& كأسس لتحقيق مصالحة حقيقية في البلاد.&
&
وفي مهرجان احتفالي شهدته مدينة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية، &فقد اطلق المرجع الديني آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر اليوم مبادرة للسلام والتآخي اطلق عليها "وثيقة المحبة والسلام للمصالحة الوطنية"، وسط حضور لممثل عن رئيس مجلس النواب ورجال دين مسلمين ومسيحيين وأعضاء بمجلس نواب ومستشارين وشيوخ عشائر من مختلف محافظات العراق وقيادات مدنية وعسكرية. &
&
وتؤكد الوثيقة التي حصلت "إيلاف" على نسخة منها على أن يكون "العامل في مشروع المصالحة الوطنية مؤمناً بالمشروع، وأن يكون متصالحاً مع نفسه قبل أن يتصالح مع الآخرين وأن يؤمن بالوطنية العملية وبأن العراق واحد لا يتجزأ ". واشارت الى ان طرح هذه المبادرة يأتي في وقت دقيق يعيشه العراق وشعبه.
&
وتتضمن الوثيقة ثلاثة محاور أولها : محور الثوابت الوطنية التي عرفتها المبادرة بأنها الأساس الذي يمكن الانطلاق منه لأي مشروع لبناء العراق والحفاظ على وحدته"، حيث حدد هذا المحور تلك الثوابت بأنها وحدة العراق أرضاً وشعباً وسيادة القرار العراقي والإيمان بالعملية السياسية، وأن تكون الهوية العراقية أساسا في&الايمان بالعملية السياسية وأن تكون الهوية العراقية أساسا في المشاركة السياسية إلى جانب فقرات أخرى.
&
وحمل المحور الثاني عنوان "المحور التنفيذي" والذي عرض الفقرات العملية لهذه الوثيقة ومنها إلغاء هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث واتباع مبدأ تصفير الواقع السياسي السابق وتحفيز القضاء لممارسة دوره في حسم القضايا العالقة .ودعت وثيقة المحبة والسلام إلى اعادة النظر في جملة من القرارات ومنها تقاسم العائدات المالية والانتخابات الاتحادية والتظاهر السلمي ومكافحة الفساد .
&
وشددت على ضرورة الإسراع في تشريع جملة من القوانين منها قانون الأحزاب وتجريم الطائفية والنفط والغاز وأعمار المدن المحررة والعفو العام لغير الملطخة أيديهم بدماء العراقيين.
&
وأشارت الوثيقة إلى محور ثالث يتضمن الأحكام العامة، والتي جاء من بينها عدم اختصار هذا المشروع بمكاسب سياسية أو حزبية ضيقة، وإنما يجب أن يكون مشروعاً لكل العراق وضرورة أن يبدأ العمل بالمشتركات في هذا المشروع وليس بنقاط الاختلاف.&يذكر ان مبادرات عدة لتحقيق المصالحة الوطنية قد طرحت في العراق خلال السنوات الاخيرة لكنّ ايا منها لم يصل الى الهدف الذي اطلقت من اجله، الامر الذي يأمل العراقيون ان تدفع مبادرة المرجع الصدر هذه بجهود المصالحة الى امام لما عرف عنه من انفتاح ووسطية على الاخرين منحته احترامًا وتقديرا لدى مختلف الاوساط العراقية السياسية والدينية والاجتماعية.