نعى الديوان الملكي السعودي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق، وقال: "سيصلى عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم السبت".


الرياض: توفي وزير الخارجية السعودي السابق الامير سعود الفيصل، الذي عرف بوصفه عميد وزراء الخارجية في العالم، الخميس اثر اصابته بوعكة صحية، وفق ما اعلن الديوان الملكي السعودي.

وجاء في بيان الديوان الملكي السعودي "انتقل الى رحمة الله تعالى هذا اليوم الخميس 22(..) في الولايات المتحدة الامريكية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية".

واضاف البيان "وسيصلى عليه (..) في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم (غد) السبت ".

ووصف البيان الراحل بانه كان "رمزا للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته".

وكانت مصادر سعودية متطابقة قالت في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان الفيصل توفي في الخارج بعد اصابته بازمة قلبية.

وولد الفيصل في العام 1940، وهو من أبرز اعضاء النخبة السعودية الحاكمة، وبقي وزيرا لخارجية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لاربعة عقود قبل تنحيه عن منصبه في نيسان/ابريل لاسباب صحية.

وعانى الفيصل من مشاكل صحية عدة لا سيما من صعوبات في المشي والكلام. وخضع في كانون الثاني/يناير لعملية جراحية في ظهره في الولايات المتحدة.

وكتب ابن شقيقه سعود محمد العبد لله الفيصل على تويتر، "انا لله وانا اليه راجعون..عظم الله اجر الوطن واسأل الله ان يغفر لسيدي الامير سعود الفيصل وان يتقبله قبولا حسنا وان يرزقه الجنة".

واعلن احد اقربائه نواف الفيصل وفاة الفيصل على فايسبوك، في حين نعاه متحدث باسم وزارة الخارجية على تويتر.

وقال المتحدث اسامة احمد نقلي في تغريدة "كنت اتمنى ان انفي اشاعة خبر وفاتك هذه المرة ايضا".

وفي اول ردود الافعال على وفاة الفيصل، نعى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الفيصل، واعرب عن "حزنه العميق لفقدان الدبلوماسية العربية والدولية فارساً نبيلاً وشجاعاً، طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود".

واعربت السفارة الالمانية في الرياض عن تعازيها ووصفت وزير الخارجية السابق بـ"رجل الدولة الذي يحظى بالتقدير".

والامير سعود هو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي شغل منصبه اربعة عقود، وقد عمل في ظل اربعة ملوك.

وفي نيسان/ابريل طلب اعفاءه من مهامه لاسباب صحية، بحسب ما جاء في الاوامر الملكية التي نشرتها وكالة الانباء السعودية. وتم تعيينه مستشارا وموفدا خاصا للملك سلمان بن عبد العزيز.

وتنحي سعود الفيصل عن منصبه في ظل وضع اقليمي متوتر تهيمن عليه خصوصا العمليات العسكرية التي تشارك فيها المملكة سواء في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا عريضا ضد المتمردين، من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتهمين بتلقي الدعم من ايران، او ضد تنظيم الدولة الاسلامية في اطار تحالف تقوده واشنطن في سوريا والعراق.

عين الامير سعود وزيرا للخارجية في تشرين الاول/اكتوبر 1975 بعد سبعة اشهر من اغتيال والده الملك فيصل، ولعب بعد ذلك دورا كبيرا في الجهود التي افضت الى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990) خصوصا مع التوصل الى اتفاق الطائف في 1989.

وقاد هذا الدبلوماسي المحنك سياسة السعودية الخارجية ابان الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولا الى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من السعودية.

وقد دفع الاقتتال الطائفي في العراق في اعقاب الاجتياح الاميركي لهذا البلد في 2003، والذي لم تسمح خلاله السعودية للاميركيين باستخدام اراضيها، الى توجيه انتقادات علنية لسياسة ادارة الرئيس جورج بوش في المنطقة.

والامير الذي كان يزور واشنطن باستمرار ويستقبل المسؤولين الاميركيين في الرياض، كان ايضا يتمتع بعلاقات متينة مع قادة اوروبيين.

وساهم الامير سعود في اعادة اطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007 بعد خمس سنوات على اطلاقها في القمة العربية في بيروت. وكان يعتبر من مؤيدي سياسة الحذر ازاء اسرائيل.

والامير سعود الذي غالبا ما يرتدي الثياب الرسمية الغربية بدل الثياب السعودية التقليدية عندما يكون خارج الدول العربية، وجد نفسه مؤخرا في موقع مواجهة محتدمة مع ايران التي تتقارب مع الولايات المتحدة وتوسع نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ولد الامير سعود في منطقة الطائف عام 1940 وحصل على اجازة في الاقتصاد من جامعة برينستون الاميركية في 1964.

وعمل الامير سعود بعد ذلك لدى شركة "بترومين" النفطية الحكومية ثم في وزارة النفط التي شغل فيها منصب وكيل وزارة اعتبارا من حزيران/يونيو 1971.

"بيان من الديوان الملكي"

انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم الخميس 22 / 9 / 1436هـ في الولايات المتحدة الأمريكية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية ، وسيصلى عليه - إن شاء الله - في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم السبت الموافق 24 / 9 / 1436هـ.
ولقد عرف الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع الفقيد على مدى خمسة عقود قضاها في خدمة دينه ووطنه وأمته بكل تفان وإخلاص مضحياً في سبيل ذلك بصحته فكان - رحمه الله - رمزاً للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء عما قدمه لدينه ووطنه ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
// انتهى //