على جدول أعمال زيارة باراك أوباما إلى كينيا مسائل كثيرة، في مقدمها مكافحة الارهاب، وتوثيق العلاقات التجارية والاستثمارية والأمنية، إلى جانب البحث في شؤون متصلة بالديمقراطية.&
بيروت: يصل الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم الجمعة إلى مسقط رأس أجداده كينيا، في زيارة أولى له منذ توليه الرئاسة الأميركية، تستمر حتى الاحد، وتشمل محادثات مع الرئيس الكيني اوهورو كينياتا. على جدول اعمال الزيارة مسائل تجارية واخرى إستثمارية وأمنية متصلة بمكافحة الارهاب، إلى أمور متعلقة بالديمقراطية وبحقوق الانسان.
&
شبهات فساد
في كينيا، يخاطب اوباما قمة رواد الاعمال الدولية، التي قال كينياتا إنها تلقي الضوء على تقدم البلاد وامكاناتها. ومن المتوقع أن يتم اليوم الجمعة توقيع حزمة من الاتفاقات قبل ساعات من وصول الضيف الأميركي، يتعلق بعضها بالبنية التحتية والاستثمار في قطاع الصحة. كما سيكون تعزيز التجارة والاستثمار نقطة أساسية في المحادثات الثنائية السبت، حيث تعد الولايات المتحدة حاليًا ثاني أكبر الشركاء التجاريين لكينيا، بعد الاتحاد الاوروبي.
إلا أن ما يقال عن فساد ينخر كينيا يقلق الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تشجيع مزيد من الاستثمارات الخارجية، وحيث تصنف مجموعة الشفافية الدولية "ترانسبارنسي انترناشونال" كينيا في المرتبة 145 بين 175 على مؤشرها للفساد.
&
مكافحة الإرهاب&
سيكون موضوعا الامن ومكافحة الارهاب في صلب محادثات اوباما الكينية، بحسب كينياتا. وتعمل نيروبي على توثيق تعاونها مع الوكالات الاميركية لمحاربة التهديد الذي يمثله التطرف الإسلامي، وخصوصَا ذلك الذي تشكله حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتتواجه كينيا مع التطرف الاسلامي منذ العام 1998، عندما قام تنظيم القاعدة بتفجير السفارة الاميركية في نيروبي.
ودخلت القوات الكينية الصومال في 2011 لقتال حركة الشباب، وانضمت في ما بعد لقوة الاتحاد الافريقي "اميصوم"، التي تدعم الحكومة الصومالية المدعومة دوليًا. وصعّدت حركة الشباب منذ ذلك الحين عملياتها في كينيا مسددة ضربة لخطط تلك القوات الساعية لتكون قوة فصل وحماية للحدود الطويلة وسهلة الاختراق.
ديمقراطية وحقوق إنسان
يناقش أوباما أيضًا في نيروبي مسائل متعلقة بالديمقراطية، ودور المجتمع المدني. وقال المسؤولون الاميركيون إن احترام حقوق الانسان وحكم القانون سيكونان من أهم المسائل. ووضعت كينيا منظمتين مسلمتين بارزتين مدافعتين عن حقوق الانسان على لائحة المتهمين بدعم الارهاب، في اعقاب مجزرة حركة الشباب في نيسان (ابريل) الماضي، التي قتل فيها 148 شخصًا في جامعة في غاريسا. ومن المتوقع أن يلتقي اوباما ممثلين عن المنظمتين المسلمتين خلال زيارته.
ودعم اوباما القانون الاميركي المتعلق بزواج المثليين اغضب بعض الكينيين. ودعم اوباما حقوق المثليين، الذي تردد في السنغال خلال جولته الافريقية في 2013، لم يلق ترحيبًا في الكثير من الدول الافريقية.
وكان كينياتا اعلن ان حقوق المثليين ليست قضية، "وبالتأكيد ليست على جدول اعمالنا اطلاقا". لكن بالنسبة للولايات المتحدة، فإن حقوق المثليين هي جزء من حقوق الانسان. وفي مقابلة مع بي.بي.سي قبيل مغادرته واشنطن الخميس، قال اوباما: "لست من هواة التمييز والتسلط على أحد على أساس العرق، على أساس الدين، أو على أساس الميول الجنسية او الجنس".
&
الرئيس متهمًا
تصر كينيا على أن يلتقي اوباما نائب الرئيس وليام روتو، الذي يمثل امام المحكمة الجنائية الدولية لجرائم ضد الانسانية، تعود لاعمال العنف التي اجتاحت كينيا بعد انتخابات 2007. وتأخرت زيارة اوباما الى كينيا بسبب توجيه هذه المحكمة الاتهامات للرئيس كينياتا نفسه.
وتم تعليق قضيته العام الماضي لاسباب عدة بينها، بحسب المدعين، رشوة الشهود او تعرضهم للتخويف او القتل، الأمر الذي مهد الطريق امام زيارة اوباما.
ويحتمل اثارة مسألة عدم تحقيق العدالة للعديد من ضحايا اعمال العنف في 2007-2008، اذ لم ترفع اي دعوى ضد اي من المشتبه بهم في اعمال العنف تلك.
&
التعليقات