استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وزير الخارجية المصري، سامح شكري. كما التقى شكري نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، في إطار جولته في دول الخليج، بهدف إجراء مشاورات جادة، حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، لاسيما في أعقاب الإتفاق النووي بين إيران والدول الخمس الكبرى.

صبري عبدالحفيظ من القاهرة: في تأكيد جديد على متانة وعمق العلاقات بين السعودية ومصر، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في ختام زيارته للمملكة، بناء على تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكانت ملفات الإتفاق النووي الإيراني، وتعزيز وتعميق التعاون بين المملكة ومصر، سواء إقتصادياً أو سياسياً أو عسكرياً حاضرة خلال لقاء الملك مع وزير الخارجية المصري.
&
رسالة السيسي
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، إن شكري نقل لخادم الحرمين، تقدير واعتزاز الرئيس السيسي له، ولمستوى العلاقات الإستراتيجية التي تربط بين البلدين، واستعرض وجهة نظر ورؤى القيادة المصرية إزاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة بأثرها وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.
وأضاف عبد العاطي، أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، أعرب عن بالغ اعتزازه بالرئيس عبد الفتاح السيسي وبشعب مصر، واستعرض رؤية المملكة حيال سبل الإرتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب في كافة مناحيها، وكذلك إزاء الأوضاع والقضايا الإقليمية. ولفت إلى أن اللقاء يعكس متانة العلاقات بين الدولتين، والتوافق بين القيادة في البلدين، والرغبة والنية الصادقة المتبادلة لتعزيز العلاقات، ونقلها لمستويات أكبر في المرحلة القادمة، وتعزيز العمل المشترك بما يخدم مصالح البلدين، ويحقق طموحات وتطلعات شعبيهما وتقوية العمل العربي المشترك، لتحقيق الاستقرار الإقليمي والسعي لإنهاء الأزمات في المنطقة العربية.

لا خلافات بين البلدين
تأتي زيارة شكري للسعودية في أعقاب انتشار شائعات تزعم وجود خلافات بين البلدين بشأن العديد من القضايا، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين وإيران، وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لإيلاف، إن هناك تطابقا في وجهات النظر بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن ما يقال عن وجود خلافات عميقة بين السعودية ومصر، ليس إلا شائعات تسعى إلى شق الصف العربي، وزرع بذور الشقاق وتنميتها، لاسيما أن السعودية ومصر هما البلدان الأكبر والأكثر تماسكاً في المنطقة، ويتصديان بقوة لمحاولات تفتيت المنطقة العربية وإعادة تقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومذهبية.
ونبه إلى أن استمرار تبادل الزيارات يعكس قوة ومتانة العلاقة بين البلدين، وحرص القيادة في السعودية، ممثلة بالملك سلمان، والرئيس عبد الفتاح السيسي على تعميق وتطوير العلاقات الإستراتيجية، بما يخدم شعبي مصر والسعودية ويحقق مصالح الدول العربية والإسلامية جميعها.
&
الملف النووي
وفي أعقاب الإتفاق النووي الإيراني مع الدول الخمس الكبرى، ذهب مراقبون إلى أن هناك خلافات عميقة بين السعودية ومصر بشأن التعاطي مع الملفين الإيراني والإخواني، واعتبروا أن السعودية بدأت فتح صفحة جديدة مع حركة حماس الفلسطينية، بعد زيارة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل للمملكة. وذهبوا بعيداً في القول إن السعودية تمارس ضغوطاً على مصر، من أجل حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي للتصالح مع جماعة الإخوان، المصنفة في البلدين تنظيما إرهابيا. وزعموا أن السعودية تهدف إلى استغلال حركات الإسلام السياسي، ولاسيما حماس والإخوان في صراعها مع إيران.
وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية المصري للسعودية والإمارات والكويت، تهدف إلى إجراء مشاورات جادة ومهمة حول كيفية التعامل مع الملف الإيراني، لاسيما في أعقاب الإتفاق النووي مع الدول الكبرى. وأضاف لإيلاف أن هذا الإتفاق لا يصب في صالح الإستقرار في المنطقة، ويدعم ويزيد هيمنة إيران على دولها، ولاسيما دول الخليج، مشيراً إلى أن هذه الدول بالإضافة إلى مصر لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، وسوف تتخذ إجراءات للحفاظ على أمنها القومي، وحماية شعوبها ومقدراتها.
&
لقاء إماراتي مصري
وغادر وزير الخارجية المصري سامح شكري، السعودية متوجهاً إلى الإمارات، والتقى نظيره الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ويأتي اللقاء في إطار التنسيق المتواصل والمستمر بين البلدين الشقيقين.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، أن&وزيري خارجية مصر والإمارات، عقدا جلسة مشاورات أكدت على متانة وصلابة العلاقات المصرية الإماراتية ووحدة الاهداف. وأضاف أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في كافة المجالات وبحث الأوضاع الاقليمية في فلسطين والعراق وليبيا واليمن وسوريا والعراق، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والإتفاق النووي بين ايران ومجموعة الست الكبرى، وملف القوة العربية المشتركة. وأوضح أن المشاورات أكدت مدى التوافق في الرؤى بين البلدين الشقيقين.
وأضاف أن وزير الخارجية المصري توجه فور انتهاء زيارته الإمارات إلى الكويت، لإجراء مشاورات مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حول سبل مزيد من العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا التي تهم البلدين الشقيقين.
&