هاجم خطباء المساجد التابعون لتنظيم داعش تركيا، معتبرين أنها ليست مدافعة عن الإسلام، وإنما "كانت تتبجح بذلك"، بينما ألقت فرق الأمن التركية القبض على خالص بايانجوك الملقب بـ(أبو حنظلة)، المشتبه في قيادة مجموعة تنتمي إلى داعش في اسطنبول.
نصر المجالي: قال تنظيم داعش إن الجميع يظن أن تركيا تدعم "دولة الإسلام"، ولكن ها هي اليوم تنضم إلى التحالف "الصليبي" لتقاتل "الدولة الإسلامية"، وتقصف الآمنين في "ربوع الدولة الإسلامية وتحارب جنود الدولة".
وأفادت وكالة أنباء (الأناضول) أن من بين الموقوفين الـ103 في عمليات الدهم الأمنية في اسطنبول زوجة (أبو حنظلة) الذي سبق وأن اعتقلته السلطات في عملية&دهم ضد تنظيم القاعدة العام 2014 ثم أخلت سبيله.&
وكانت سلطات الأمن التركية شنت عمليات دهم واسعة مماثلة، في مدن أخرى، ضد التنظيمات الإرهابية، بينها داعش و"بي كي كي" و"جبهة حزب التحري الشعبي الثوري".
إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، "إن الدولة التركية وحكومتنا وقواتنا الأمنية عازمة على اتخاذ كل الخطوات اللازمة ضد جميع المنظمات الإرهابية سواء كانت عائدة إلى تنظيم داعش، أو بي كي كي أو حزب الجبهة الشعبية الثورية، أو أي منظمة إرهابية أخرى".
وأوضح عقب أدائه صلاة الجمعة في جامع "فاتح أورماني"، في ولاية اسطنبول، أن بلاده "تخوض الآن مواجهة مختلفة، وستبذل كل ما بوسعها، وعلى مواطنيها أن يثقوا بدولتهم". وتطرق إردوغان إلى اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الأميركي باراك أوباما، مساء الأربعاء، وقال "أكدنا تعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وعزم بلادنا على محاربة تنظيم داعش".
أردف إردوغان بأن عدد الموقوفين بلغ نحو 300& شخص، مشيرًا إلى مشاركة الآلاف من عناصر الأمن، في العمليات المتزامنة التي شهدتها 16 ولاية.
غارات ضد بي كي كي
اتصالًا بالحدث التركي، ذكرت وكالة أنباء (دوغان) التركية ووسائل إعلام محلية أخرى أن طائرات حربية تركية شنت غارات على معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق في وقت متأخر يوم الجمعة.
واختطف مسلحو منظمة "بي كي كي" الجمعة شرطيًا تركيًا، بعد اعتراض سيارته في قضاء ليجة" في ولاية "ديار بكر" في جنوب شرقي تركيا. وأفاد مراسل الأناضول أن مسلحين تابعين لمنظمة "بي كي كي" أوقفوا سيارة "وداد كايا" الذي كان برفقة عائلته، في منطقة "ألبالي" على الطريق الواصل بين ولايتي "ديار بكر" و"بينغول"، بينما كان متوجهًا من ولاية "مردين" إلى "موش" (جنوب شرق تركيا).
وأشار المراسل إلى أن المسلحين عقب معرفتهم أن "كايا" شرطي يخدم في ولاية اسطنبول، تركوا عائلته واختطفوه،& فيما تواصل قوات الدرك التركي عمليات البحث عن الشرطي في المنطقة.
شرارة الأحداث
يشار إلى أن شرارة التطورات انطلقت حين قتل 32 شخصًا، وأصيب أكثر من 100 بجروح، جراء تفجير انتحاري وقع في حديقة مركز ثقافي في مدينة "سوروج" التابعة لولاية شانلي أورفة في جنوب شرق تركيا يوم الاثنين الماضي.
وفي اليوم نفسه قُتل جندي تركي وأصيب آخران بجروح، في اشتباكات وقعت بين القوات الأمنية التركية، وعناصر منظمة "بي كا كا" الإرهابية، في ولاية "أديامان"، في جنوب شرق تركيا.
وقصف الجيش التركي عصر الخميس، مواقع لداعش في قرية "عياشة"، في مدينة أعزاز في ريف محافظة حلب السورية، إثر تعرّض مخفر حدودي تركي لهجوم من قبل عناصر التنظيم، أدى إلى استشهاد ضابط صف، وإصابة عسكريين اثنين بجروح في ولاية كيليس (جنوب).
كما استهدفت طائرات تركية من طراز إف 16 فجر اليوم الجمعة، ثلاثة مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية، وفق بيان للمنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية.
تدابير أمنية حدودية
وفي الأخير، شدد الجيش التركي التدابير الأمنية في بلدة قارقامش في ولاية غازي عنتاب، المقابلة لمدينة جرابلس والخاضعة لتنظيم داعش في ريف محافظة حلب السورية.
يأتي ذلك في ظل التطورات التي شهدتها الحدود التركية السورية، أمس الخميس، إثر مهاجمة عناصر من داعش مخفرًا حدوديًا في ولاية كيليس، ما أدى إلى مقتل ضابط صف وإصابة عسكريين اثنين بجروح، في حين رد الجيش التركي على مصادر النيران، وقصف مواقع للتنظيم داخل سوريا. وعززت القوات التركية دورياتها على الحدود في منطقة قارقامش، حيث باتت الدبابات والأسلحة الثقيلة، على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم محتمل.
&
التعليقات