لاحظ مراقبون أن طهران تحاول استغلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي لها ومحادثاته لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بفرض شروط على باريس أهمها إدراج جماعة (مجاهدي خلق) المعارضة على لائحة الجماعات الإرهابية وحظر نشاطها.

نصر المجالي: دعا رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي خلال استقباله في طهران يوم الاربعاء رئيسة لجنة السياسة الخارجية في المجلس الوطني الفرنسي اليزابيث غيغو لادراج جماعة (خلق) الارهابية ضمن لائحة الجماعات الارهابية وحظر انشطتها على أراضي فرنسا.

وانتقد بروجردي الدعم الذي تتلقاه جماعة ( مجاهدي خلق) التي وصفها بـ" الارهابية" في أوروبا، وقال: "إن زمرة المنافقين في (خلق) الارهابية الملطخة ايديها بدماء الالاف من الشهداء الإيرانيين قد شطب اسمها خلال الاعوام الاخيرة من لائحة التنظيمات الارهابية في أوروبا، وهي تنشط فيها بحرية، لذا فإن المتوقع من فرنسا العمل لادراج هذه الزمرة في لائحة التنظيمات الارهابية والعودة لنهجها السابق تجاهها وحظر انشطتها على أراضيها".

أول زيارة

يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في أول زيارة منذ 12 عامًا لوزير خارجية فرنسي لطهران أجرى خلال اليومين الماضيين محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومع نظيره محمد جواد ظريف ووزير النفط وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.

ونقل فابيوس لروحاني دعوة رسمية من الرئيس فرانسوا هولاند لزيارة فرنسا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وإلى ذلك، أشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية الإيرانية إلى ماضي العلاقات مع فرنسا والاجواء السياسية الجديدة الحاصلة بين إيران وسائر دول العالم، وقال: إن ماضي العلاقات بين البلدين يشكل رصيدًا يمكن بالاستناد اليه بناء علاقات قيمة في الاجواء الجديدة على اساس الاحترام المتبادل وفتح صفحة جديدة من العلاقات عبر تعميق التعاون الثنائي.

تعاون اقتصادي وتجاري

واعتبر التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من ضمن المحاور المهمة للتعاون الثنائي، وقال انه" وفي ضوء الحظر الظالم المفروض على الجمهورية الاسلامية الإيرانية لم يبلغ حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين مستوى مقبولاً، ومن المؤمل في ظل الاجواء الايجابية والزيارات المرتقبة للوفود الاقتصادية الفرنسية إلى إيران ان نشهد تقدمًا مقبولاً في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري".

وأشار إلى قضية الدم الملوث الذي صدرته فرنسا إلى إيران في عقد الثمانينات من القرن الماضي وادى إلى اصابة ووفاة الكثيرين من المرضى وغيرهم، مؤكدًا ضرورة دفع الغرامة للمواطنين الإيرانيين الذين تضرروا جراء ذلك.

وأكد بروجردي على ضرورة حل وتسوية الازمات الاقليمية من المجالات المهمة لتطوير العلاقات الثنائية، وقال إن "الاوضاع المضطربة في المنطقة خاصة انشطة الجماعات الارهابية في العراق وسوريا تعتبر من التهديدات الكبرى للامن والسلام العالمي، حيث ينبغي مكافحتها بصورة جدية من قبل جميع الدول، للحيلولة دون اتساع رقعة انعدام الامن إلى سائر دول المنطقة".

زيارة فابيوس

من جهتها، اكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الفرنسي خلال اللقاء ترحيب حكومة وبرلمان بلادها بتعزيز التعاون مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وقالت إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طهران هي اول زيارة لوزير خارجية أوروبي إلى طهران بعد اتفاق فيينا، وان الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها وفد اقتصادي فرنسي إلى طهران خلال ايلول (سبتمبر) القادم مؤشر للعزم الجاد للحكومة الفرنسية لتعزيز العلاقات بين البلدين.

ووصفت اليزابيث غيغو تنظيم (داعش) والجماعات الارهابية الاخرى بالغدة السرطانية في المنطقة، وقالت إن احد اجراءاتنا في المنطقة، مكافحة الجماعات الارهابية التي اثارت القلق في أوروبا والعالم.

واكدت البرلمانية الفرنسية على أن دور الجمهورية الاسلامية الإيرانية كدولة مستقرة في المنطقة مهم جدًا في مكافحة (داعش) وسائر الجماعات الارهابية، وأضافت ان المناخ الجديد المتبلور يمكنه تعزيز تعاون المجتمع الدولي مع إيران في مكافحة الارهاب.

صفحة جديدة

ويشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس كان أعلن عن بدء صفحة جديدة في العلاقات بين طهران وباريس، مؤكدًا بأن آفاق هذه العلاقات مشرقة للغاية في ضوء الاتفاق النووي.

وخلال لقائه في طهران، الاربعاء، الرئيس الإيراني حسن روحاني، اعرب فابيوس عن سروره لزيارته إلى طهران، قال فابيوس إن الحكومة الفرنسية تسعى لارساء العلاقات مع إيران على اساس الاحترام المتبادل والصداقة.

وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أنّ هنالك تذبذبات في العلاقات بين الدول احيانًا، وقال : "اليوم بدأت صفحة جديدة في العلاقات بين طهران وباريس، وان آفاق هذه العلاقات مشرقة للغاية في ضوء الاتفاق النووي وينبغي علينا التعويض عن الاوقات المهدورة سابقًا من اجل تطوير التعاون".

اتفاق فيينا

واكد فابيوس، بأن الوقت قد حان لتثبيت وتنفيذ اتفاق فيينا وان فرنسا ستوظف كل مساعيها في هذا المسار، وأضاف، ينبغي علينا العمل بغية ان لا يكون هنالك أي عائق بشأن الغاء الحظر كي يتمكن الشعب الإيراني من الاستفادة من نتائج هذا الالغاء.

واكد وزير الخارجية الفرنسي موقف الرئيس الإيراني بأن نظرتنا يجب ان تكون إلى المستقبل، وقال: لا توجد أي مشكلة مبدئية واساسية في العلاقات بين طهران وباريس، وان الشعب الفرنسي يولي الاحترام للشعب الإيراني وثقافته واستقلاله ونحن على ثقة بأن زيارة فخامتكم إلى باريس ستوفر الكثير من الفرص لانجاز اعمال اكبر في المجالات الثنائية والاقليمية والدولية.

وأضاف فابيوس: سنشهد خلال الايام القادمة حضورًا اكبر للشركات الفرنسية الكبرى واستثماراتها في إيران وان كلمتنا لارباب الصناعة الفرنسية في مجالات صناعة السيارات والطائرات والبيئة هي انه عليها العودة هذه المرة للاستثمار وتوفير فرص العمل.

وفي الختام، لفت وزير الخارجية الفرنسي إلى أنّ الدول مصنفة في بلاده في المجال السياحي، وقال إن مكانة إيران سترتقي في هذا التصنيف وسنشعر بالسرور لاستضافتنا السياح الإيرانيين، ونرحب كذلك بالتعاون في المجالات العلمية والتعليمية خاصة حضور الطلبة الجامعيين في كل من البلدين.
&