دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاجراءات الاضافية التي اعلنت واشنطن الاثنين انها قد تتخذها للدفاع عن المقاتلين السوريين المعارضين الذين دربتهم، في تلميح الى امكان توفير غطاء جوي لهم، مؤكدا انها "تؤتي نتائج عكسية".

الدوحة: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في الدوحة ان "التصريح علنا بان مجموعات مسلحة دربتها الولايات المتحدة (...) ستكون تحت حماية التحالف" الدولي الذي يشن بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية ضد الجهاديين في سوريا هو امر "يؤتي نتائج عكسية".

كما ندد الوزير الروسي بواقع ان المشروع الاميركي و"من اجل حماية هذه المجموعات سيسمح لهذا الطيران باستهداف اي قوة يمكن، واشدد على كلمة يمكن، ان تعتبر عائقا امام حركة هذه المجموعات".

ولفت لافروف الى انه بحث هذه المسألة مع نظيريه الاميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير خلال اجتماع ثلاثي استضافته العاصمة القطرية الاثنين للتباحث خصوصا في النزاع السوري.

ضربات جوية
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست قال الاثنين ان على النظام السوري "ان لا يتدخل" في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة، والا فان "خطوات اضافية" قد تتخذ للدفاع عنها، في تهديد مبطن بامكان اللجوء الى الضربات الجوية ضد قوات النظام السوري، مشددا في الوقت نفسه على ان الاخيرة لم تحاول حتى الان عرقلة تحركات المجموعات العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة.

وبين المجموعات العسكرية التي تدعمها واشنطن وحدة تتالف من 54 عنصرا موجودة في محافظة حلب منذ منتصف تموز (يوليو) داخل مجموعة من المعارضين المسلحين ينشطون في اطار ما يعرف بالفرقة 30. واستهدفت جبهة النصرة هذه المجموعة ما دفع الولايات المتحدة الى توجيه ضربات جوية الى مواقع لهذا التنظيم الذي يعتبر فرع القاعدة في سوريا.

ونفت وزارة الدفاع الاميركية ان يكون قد خطف اي من عناصر هذه الفرقة من الذين تدربوا على ايدي الولايات المتحدة.

الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن ان ثمانية من العناصر ال54 خطفوا مساء الاربعاء على ايدي جبهة النصرة التي عادت وتبنت عملية الخطف.

وبثت جبهة النصرة الاحد شريط فيديو يظهر فيه خمسة اشخاص على الاقل يسيرون في حقل، ايديهم وراء رؤوسهم، برفقة شخص ملثم مسلح، واكدت انهم من عناصر هذه الفرقة بعد خطفهم.

وقف التدخل الخارجي
من جهة ثانية اعرب لافروف عن "قلقه العميق حيال مسألة (...) الكارثة الانسانية" في سوريا، مشددا على ان بلاده، التي تدعم نظام الرئيس بشار الاسد، "تؤيد وقفا فورا لكل اشكال التدخل الخارجي في الازمة السورية"، في انتقاد مبطن للولايات المتحدة ايضا.

وتزامن وجود لافروف في الدوحة مع وجود نظيريه الاميركي والسعودي اللذين يريد بلداهما رحيل الرئيس السوري.

ولقاء كيري-لافروف-الجبير هو اول لقاء ثلاثي من نوعه منذ بدأ النزاع في سوريا في آذار/مارس 2011 على شكل انتفاضة سلمية قامت في وجه نظام الرئيس بشار الاسد الذي حاول قمعها بالحديد والنار وتحولت على مر الوقت الى نزاع مسلح معقد يمتد على امتداد الجغرافيا السورية واوقع حتى اليوم اكثر من 230 الف قتيل وهجر اكثر من نصف السوريين من ديارهم.

واقر وزراء الخارجية الثلاثة بضرورة التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري، كما شددوا على اهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه المجموعات المعارضة في سبيل التوصل الى هذا الحل.

من جهته اكد كيري ان "وحشية" النظام السوري ضد شعبه هي التي ساعدت الجماعات المتطرفة على تجنيد جهاديين اجانب وعلى تعزيز مواقعها في سوريا.

وشدد الوزير الاميركي على ان التحالف الدولي الذي تقوده بلاده عازم على الاستمرار في دعم مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.
&