فيما يحشد ناشطون عراقيون استعدادا للخروج في تظاهرات احتجاج في العاصمة ومدن البلاد الاخرى ضد الفساد وتردي الخدمات ونقص الطاقة الكهربائية غدًا الجمعة، انطلقت دعوات لابعادها عن أي توجهات طائفية فيما حذر وزير الداخلية من عمليات لتخريب الممتلكات العامة موضحًا ان العراق يخوض حرب استنزاف ضد الارهاب مؤكدا مصرع الف شرطي فيها.

لندن: أعلن ناشطون عراقيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي اليوم استعدادهم للخروج مساء غد الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد وفي عواصم المحافظات الاخرى لتأكيد مطاليبهم التي اطلقوها الجمعة الماضي بمواجهة الفساد وتردي الخدمات واصلاح المنظومة الكهربائية العاجزة عن توفير الكهرباء إلى المواطنين الذين يعيشون هذه الايام تحت درجات حرارة مرتفعة وغير مسبوقة لامست 53 درجة مئوية.

وأكد الناشطون في بيانات وتوضيحات على صفحات الفيسبوك واطلعت عليها "إيلاف" استمرارهم في التظاهر حتى تنفيذ مطالبهم.. مشيرين إلى أنّ "اثنتي عشرة سنة مرتْ مظلمة عجافاً انشغل فيها السياسيون من شتى الكتل والتيارات بمصالحهم الشخصية الضيقة وظل العراقي على حاله ينزف شبابه دماً في جبهات القتال".

وحذر الناشطون من تحويل الاحتجاجات إلى صراع طائفي بعد ان اعلنت منظمات شيعية لها اذرع مسلحة بأن الاحتجاجات قد خرجت بتوجيه منها وان عناصرها سيشاركون فيها حيث تثار مخاوف من رفع صور زعماء هذه المنظمات وشعاراتها بشكل يقود إلى صدامات في ما بينها.

ومن الواضح ان الوعود التي قدمتها الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة خلال اجتماعها امس لبحث مطالب المتظاهرين لم تقنع المحتجين بجديتها حيث وعدت الرئاسات بإصلاحات أمنية وخدمية جريئة وعاجلة و حازمة وأكدت على ضرورة اتخاذ الاجراءات العاجلة والقرارات الكفيلة بالشروع بمعالجات حقيقية وسريعة وفعالة تخدم البلاد وتعزز الحرية والعدالة وتوفر فرص الحياة الانسانية الكريمة لكافة العراقيين".

وشددت على ضرورة العمل على "اصلاح جميع مؤسسات واجهزة الدولة".. منوهة إلى أنّ "الزخم الشعبي الراهن يمنح المزيد من الثقة والقوة في اتخاذ قرارات جريئة وحازمة في هذا الاتجاه وفي مكافحة الفساد ومعالجة ترهل بعض المرافق الحكومية وسواها من النواقص".

واقرّت الرئاسات بان ضمان الامن والاستقرار وسيادة القانون وحماية النظام الديمقراطي هي معاً الاساس الصلب والامين الذي ينبغي انطلاق الجميع منه لتلبية المطالب الجماهيرية المشروعة في الجانبين الامني والخدمي خاصة دون اغفال ان البلاد في ذروة الحرب ضد الارهاب الذي يستهدف تدمير حياة العراقيين كافة.&
&
الداخلية تحذر من تخريب الممتلكات العامة

ومن جهته حذر وزير الداخلية محمد سالم الغبان من استغلال الاحتجاجات لتخريب الممتلكات العامة وقال خلال جلسة حوارية مع رؤساء وممثلي ومراسلي المؤسسات الإعلامية العراقية إن هناك معاناة يعيشها العراقيون بسبب حالات الفساد والنقص في الخدمات موضحا ان جميع ما تم طرحه في التظاهرات هو أمر حقيقي وإن القانون والدستور كفل حرية التعبير عن الرأي في التظاهر.

&وأكد العمل على حماية المتظاهرين وكشف المندسين. وشدد على حماية الممتلكات العامة والخاصة منوها إلى أنّ بعض الدعوات تنطلق حاليا لتخريب شبكات الاتصال وهذا أمر سلبي لأنه يعود بالضرر على البنى التحتية للبلد ما يرغم الشرطة على التصدي لهما. ورفض تسمية عمليات ردع التخريب بأنه قمع.. وقال ان "مسؤوليتنا أن نقف بوجه المخربين ما دام التخريب وصل إلى ممتلكات المواطنين والدولة".

وأشار إلى الفساد في مفاصل الدولة وهو أمر كما أوضح يتطلب وقفة جادة من الجميع للحد من الفساد ومحاربته، مؤكدا أنه على استعداد تام للتعامل مع حالات الفساد والقضاء عليها من خلال فتح قنوات الاتصال مع المواطنين وفتح قنوات الشكاوى كما تعمل الوزارة على حماية المشتكي.

الحرب ضد داعش استنزافية

وعن العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من العراق ضد تنظيم داعش، أشار إلى أنّ البلاد تخوض حاليا حرب استنزاف مع تنظيمات ارهابية وفي مقدمها هذا التنظيم ومن يتحالف معه.

واضاف ان هذه الحرب انعكست بشكل قوي على واقع الدولة وعلى أداء الأجهزة الأمنية "لأنها حرب استنزافية يخوضها العراقيون جميعا حيث أن هناك من يدعم هذه الحرب ويمولها سواء كان دعما سياسيا أم إعلاميا وهذا يتطلب توفير كل ما تحتاجه القوات العراقية لادامة زخم المعركة بشكل طبيعي ويعزز قدراتها العسكرية ويختصر الطريق أمام تحقيق النصر.

واضاف وزير الداخلية إن الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع مع الجيش العراقي والحشد الشعبي يعملون بخط واحد ويقاتلون من أجل ردع وطرد العدوان الإرهابي من ارض العراق مشيرا إلى أن على الإعلام أن يأخذ دوره في التخفيف من الكثير من التوترات والتأكيد على الأحداث من خلال كشف الحقائق دون التستر على الأخطاء أو تجاهلها.

وأوضح وزير الداخلية ان الشرطة الاتحادية قدمت خلال الحرب ضد داعش أكثر من ألف شهيد وألف وخمسمائة جريح.. مبينا أن خط الدفاع شرق الرمادي قد تشكل من قبل الشرطة والحشد الشعبي وما زال الدواعش يحاولون تجاوز هذ الخط الا ان المقاتلين العراقيين تصدوا لهذه المحاولات وافشلوها.

أما في ما يتعلق بأمن بغداد فقد أكد الغبان ان وزارته رفعت قبل ستة أشهر خطة للتعامل الأمني الداخلي في العاصمة.. مبينا أن تسع محافظات تدار من قبل الداخلية حاليا.. وقال "إننا لا نحتاج اليوم إلى سيطرات داخلية بل نحتاج إلى جعل المسؤولية بيد جهة واحدة للسيطرة على موقع الجريمة سواء كان إرهابا او عصابات او جريمة منظمة لأن الجندي الذي يقف في السيطرة هو غير فعال ولا يقدم شيئا يساوي الوقت الذي يقضيه في مكان عمله".

وأكد الغبان العمل على تسهيل مهمة الإعلاميين لكنه اعترض على المطالبات بإصدار هويات السلاح لجميع الاعلاميين موضحا انه أمر في غاية الصعوبة وخصوصا في الظرف الراهن.. وقال "لا يمكن أن نعطي لكل من يعمل بالصحافة قطعة سلاح لأن ذلك قد يستغل من أكثر من جهة او شخص".. مشددا على أن الإعلامي لا يقل دوره عن المقاتل في أرض المعركة ولا بد من تنظيم هذه العملية.

وأمس الاربعاء أكد مصدر مقرب من حيدر العبادي "ان رئيس الوزراء لن يسمح لاحد بعرقلة الاجراءات الاخيرة التي اتخذها والمتعلقة بتخفيضات رواتب الرئاسات الثلاث والقطع المبرمج بالطاقة الكهربائية على جميع مسؤولي الدولة. وأوضح المصدر "انه تم فرض القطع المبرمج للكهرباء على جميع مسؤولي الدولة اسوة بباقي المواطنين كما تم المضي باجراءات تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة حسب الامر الذي اصدره العبادي.
&