أطلّ قريب الرئيس السوري، سليمان الأسد، عبر الفايسبوك، متوعدا المتظاهرين ضده بالويل والثبور وعظائم الأمور، وذلك بُعيد ارتكابه لجريمة قتل العقيد حسان الشيخ أمام أبنائه وشقيقه في اللاذقية، ما خلف سخطا عارما وتظاهرات لدى الموالين لبشار الأسد.


بهية مارديني: هدد سليمان هلال الاسد قريب الرئيس السوري، الذي قتل العقيد حسان الشيخ أمام أبنائه وشقيقه في اللاذقية على الساحل السوري، كل من طالب بالقصاص منه "بالانتقام"، بعد أن أظهر موقعه عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بأنه في لبنان، نافيا بذلك الأخبار التي تحدثت عن القاء القبض عليه أو التحقيق معه.

وشتم سليمان الأسد عبر صفحته من أسماهم "أبطال الفايسبوك"، وقال "كله مسجل" و"يلي عم يكتب باسم مستعار مراجل يحط اسمه"، "أيام قليلة وراجعلكن"، وأضاف "كرامة للسيد الرئيس (بشار الأسد) ساكت بس كل شي بوقته حلو".

ووجه كلامه في بوست آخرلمن تظاهر في دوار الزراعة في اللاذقية "رح تتحاسبوا كلكن كل واحد غلط علي جاييه الدور".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد إن نحو ألف سوري بدأوا اعتصاما في مدينة اللاذقية الساحلية معقل الرئيس السوري بشار الأسد للدعوة لانزال العقاب بأحد أفراد عائلته الذي يتهمونه بقتل عقيد في الجيش إثر خلاف على أفضلية المرور.

وقال المرصد في بيان "نفذ أكثر من ألف شخص اعتصاما عند دوار الزراعة في مدينة اللاذقية احتجاجا على قتل سليمان هلال الأسد -نجل ابن عم بشار الأسد- للعقيد حسان الشيخ الضابط في القوى الجوية عند دوار الأزهري بمدينة اللاذقية ليل ... السادس من أغسطس آب بإطلاق النار عليه وقتله أمام أطفاله بسبب تجاوز العقيد بسيارته سيارة سليمان الأسد."

ودعا المعتصمون إلى إعدام سليمان الأسد ابن هلال الأسد الذي قتل في معارك مع الفصائل الإسلامية المعارضة للحكومة في العام الماضي كما أطلقوا هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.

وتباينت الروايات عن تفاصيل ما حدث. لكن المرصد السوري ومؤيدين للرئيس السوري على وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إن سليمان الأسد غضب حين تجاوزه العقيد الشيخ بسيارته التي كان يستقلها بصحبة أسرته في أحد شوارع اللاذقية فقتله بالرصاص على مقربة بعد ذلك بقليل.

وقال عدد من مؤيدي الأسد إن أحد حراس سليمان الشخصيين هو من قتل الشيخ.

وظهر المعتصمون في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يهتفون "الشعب يريد إعدام سليمان."

ولم ترد أي تقارير عن وقوع اشتباكات بين المعتصمين ورجال الشرطة في اللاذقية في حين لم تورد وسائل الإعلام السورية الرسمية أي تقرير عن الاعتصام أوالحادث الذي سبقه.

إلى ذلك، قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر اقبيق في تصريح لـ"إيلاف" إن "ال الاسد والمقربين منهم يرتكبون مثل تلك الجرائم منذ عشرات السنين، و هذا من طبائع الاستبداد".

لكنه اعتبر أن "الفرق الآن هو ثقافة الثورة والاحتجاج التي وصلت حتى إلى المجتمع المؤيد للنظام. الثورة السورية بمبادئها وفكرها لم تكن يوما من اجل بعض السوريين او فئة منهم، بل هي من اجل كل السوريين واجيالهم القادمة، عنوانها الحرية والكرامة، وسوف يدرك ذلك حتى اكثر المؤيدين لنظام الاسد ان مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم سوف يكون افضل بما لا يقاس عندما يثورون على الاستبداد ويساعدون في إسقاطه".

وأصدر الائتلاف الوطني السوري بيان تنديد واستنكار لجريمة سليمان الاسد “بحق المواطن السوري حسان الشيخ أمام أطفاله نموذجاً للجرائم التي يشجع عليها نظام الأسد كل يوم قواته والميليشيات التابعه له للاستمرار في قمع السوريين".

وقال البيان :“لقد ساءنا كما ساء كل إنسان شريف ما شاهده هؤلاء الأطفال وما عانى منه أطفال سوريا على يد نظام ظالم فاسد وغاصب للسلطة، ارتكب كل أنواع الجرائم بحق أبناء الشعب السوري كافة."

أضاف" إن جريمة الأمس التي ارتكبها ابن عم الأسد في اللاذقية شبيهة بجريمة سبقتها في درعا ذهب أطفال أبرياء ضحية لها، وتذكر بجريمة عاطف نجيب ابن خالة الأسد قبل 5 سنوات بحق أطفال درعا".

من جانبها أكدت إذاعات وقنوات موالية، ثقتها "بنزاهة القضاء السوري وبالرئيس الأسد وبدولة القانون التي ستعطي كل ذي حق حقه"، على حد تعبيرها.

وفيما تبرأت عائلته (سليمان) من أفعاله خرجت أصوات أخرى من عائلة الأسد وشاليش، التي تمت بقرابة وصلة بآل الأسد، ورفضت كل هذا التهجم على سليمان.

وأكدت أن ما حدث "عادي"، وأنه لابد من تقدير أن هلال والد سليمان قد قدم الكثير للوطن حيث أن سليمان، النجل الأكبر لهلال الأسد، مؤسس الدفاع الوطني في المدينة، والذي قتل في آذار 2014.

صفحة "كلنا العقيد الشهيد حسان الشيخ" على فايسبوك، نشرت فيديو الجماهير المحتشدة في دوار الزراعة وهي تهتف وبصوت واحد "الشعب يريد اعدام سليمان".

ووجهت الصفحة في منشور جديد كلامها الى محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وقالت "انه يتشدق بان القاتل سينال جزاءه اذا لم يكن هناك طلب سابق بحق الارهابي المجرم القاتل سليان الاسد لحد الان برغم كل الجرائم التي قام بها بحق اهالي اللاذقية الأبرياء وبحق البشرية جمعاء وبالرغم من تبرأ اهله منه لأفعاله الشنيعة فنحن لا نثق بكم يا محافظ اللاذقية ولا بقانونكم ولا بعدالتكم وأنتم اكثر اجراما منه وتهربا من المسؤولية خوفا على اموالكم واولادكم وكراسيكم البالية وعذركم أقبح من كل ما ارتكبه المجرم حتى الان".

واستضافت إذاعات موالية شقيق العقيد حسان الذي تحدث عن قتل شقيقه حيث كان معه حين أطلق عليه الرصاص، كما تحدثت ذات الإذاعات مع محافظ اللاذقية واعتبر إبراهيم خضر السالم، الحادث “جريمة جنائية” يتم الآن البحث عن القاتل وتقديمه للقضاء مهما كان اسمه أو كنيته أو عائلته، موضحًا أنه ناجم عن خلاف مروري بين سيارتين من نوع تويوتا جيب أطلق الرصاص منها نحو سيارة كيا ريو التي كان يستقلها حسان الشيخ.

وطالب صحافيون واعلاميون معارضون بعدم التعويل على مظاهرات اللاذقية لان الموالين للنظام اعتادوا سياسة الخنوع والخضوع فيما اعتبر آخرون أن اللاذقية واحتجاجاتها ستكون مقبرة النظام.