توجه وفد من الائتلاف الوطني السوري إلى موسكو اليوم في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ورجحت مصادر لـ "إيلاف" أن يتم التوافق على آليات موسكو - 3.

بهية مارديني: قال بدر جاموس، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي توجه إلى روسيا اليوم في زيارة رسمية "أن وفد الائتلاف سوف يطرح في موسكو أن هيئة الحكم الانتقالي هي الحل السياسي المقبول ولكن لن يكون للاسد دور فيها أو بعدها".

وأضاف لـ"إيلاف" أن "الأسد هو أصل المشكلة ومحاربة الاٍرهاب بشكل فعلي لن تتم من دون تغير النظام ورحيله". وأكد جاموس "نطالب الروس أن يكونوا في صف الشعب السوري وليس في صف بشار الاسد ونظامه لان مصالح الشعب السوري والروسي تكون من خلال العلاقة مع الشعوب وليس الانظمة".

ويرأس الوفد الائتلافي إلى روسيا كما علمت "إيلاف" خالد خوجة، رئيس الائتلاف، وعضوية جورج صبرا ونغم الغادري ومصطفى أوسو إلى جانب بدر جاموس.

"طبخة" للحل

إلى ذلك قال، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، صلاح درويش إن المعارضة تتمنى أن تثمر الجهود الدولية نحو طريق للحل السياسي. وأعرب عن أمله أن تكون هناك "طبخة" للحل تحت الطاولة تنهي مأساة السوريين وتحقق طلعاتهم في الحرية والكرامة، معتبرًا ان ذلك ليس بالأمر السهل.

وسيلتقي وفد الائتلاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب الوزير لشؤون الشرق الأوسط ومبعوث الرئيس الروسي للمنطقة ميخائيل بوغدانوف وفريق العمل في الخارجية الروسية المتابع للملف السوري والإقليمي والمشرفين على لقاءات موسكو للمعارضة السورية.

وأشارت عدة مصادر لـ"إيلاف" إلى لقاءات المعارضة السورية المنفصلة مع المسؤولين الروس، وشددت الا لقاءات مع أي مسؤول في النظام السوري ستتم في موسكو. ولفتت إلى وجود القيادي الكردي صالح مسلم في روسيا، مرجحة أن يتم التوافق على آليات موسكو 3.

ثلاثة مسارات للحل السياسي

وأكدت مصادر متطابقة وجود ثلاثة مسارات للحل السياسي في سوريا تعمل بشكل منفصل وهي المبادرة الإيرانية التي ستتوج بلقاء محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الذي سيزور دمشق وسيلتقي بشار الاسد الرئيس السوري اضافة إلى الجهود الروسية واللقاءات مع فرقاء المعارضة السورية ومسار ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي وأشارت إلى وجود مسؤولين في مكتب دي مستورا هذه الفترة في موسكو.

وفد لجنة مؤتمر القاهرة

من جانبها أعلنت لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية أنه تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية، يتوجه إلى موسكو يوم الخميس 13 آب (أغسطس) 2015 وفد موسع من لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية من أجل الحل السياسي، للقاء المسؤولين الروس.

ويضم الوفد هيثم مناع وخالد المحاميد وجهاد مقدسي وجمال سليمان وسيهانوك ديبو وصالح النبواني وقاسم الخطيب وفراس الخالدي والمهندس محمد حجازي. وقد حرصت لجنة مؤتمر القاهرة على حضور قوي يمثل الخارطة السياسية والاجتماعية والقومية في إطلالتها الدولية الأولى.

وستناقش اللجنة مع المسؤولين الروس مخرجات مؤتمر القاهرة خاصة بعد الإشادة الأممية بها والتجاوب الشعبي السوري معها، كذلك مشروع خطة المبعوث الدولي ستيفان ديميستور وضرورة تفعيل فكرة اللجان الأربع ولجنة متابعة إقليمية دولية.

المبادرة الإيرانية

هذا وأعلنت طهران أن سياسة بلادها لحل الأزمة السورية ترتكز على ثلاثة أسس، مشيرة إلى أن مبادرتها المكونة من أربعة بنود تأتي في الإطار نفسها.

وقال المدير العام لدائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الإيرانية حسين جابر انصاري ان مبادرة إيران لحل ازمة سوريا لاتختلف جوهريا عن سابقتها وسيكشف عن تفاصيلها بعد اجراء مشاورات في المنطقة.

وأضاف انصاري في تصريحات صحافية "أن طهران تعتمد ثلاثة اسس في هذا الموضوع الاول ان الشعب السوري هو من يحدد مصيره بنفسه وليس الآخرين، والثاني منع اي تدخلات اجنبية ترمي للانتقام من الحكومة السورية بسبب سياساتها الاقليمية المستقلة ودعمها للمقاومة، والثالث ان لايعتمد الارهاب اسلوبا لتحقيق اهداف سياسية."

وأضاف انه اكدنا سابقا ونؤكد ان الحل في سوريا لايمكن ان يكون عسكريا وعلى هذا الاساس قدمنا المبادرة المكونة من&أربع نقاط، وقال ردا على سؤال ما هي التعديلات التي جرت على المبادرة السابقة ومتى سيتم الافصاح عنها؟ مبادرة إيران لحل ازمة سوريا لاتختلف جوهريا عن سابقتها وسيكشف عن تفاصيلها بعد إجراء مشاورات في المنطقة.

وأكد أن مبادرة إيران تقوم على إجراء حوار سوري - سوري ولا دور للاعبين الآخرين سوى دعم الحلول الداخلية. وحول دور عُمان في هذه المرحلة قال إن السلطنة بذلت الجهود خلال الاعوام الماضية واعتمدت سياسات مستقلة للقيام بدور وسيط واداء دور مساند للاتفاق.

وأشار إلى مبادرة إيران الاقليمية لحل الازمة السورية حيث قال نأمل في أن يكون لساسة وزعماء دول المنطقة رؤية مختلفة حيال الاوضاع المتأزمة في المنطقة والنيران التي التهمت الاخضر واليابس في سوريا والعدول عن سياساتهم السابقة واصلاحها.

وشدد انصاري: "لا ينبغي لأي بلد أن يضع شروطا مسبقة حول الاشخاص ومن الذي يجب ان يبقى ومن الذي يجب ان يرحل".

وفي الاطار نفسه أوضحت المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم، أن "سياسة الجمهورية الاسلامية الإيرانية كانت ومنذ البداية ترتكز علی ثلاثة اسس منطقية وهي احترام الحقوق المشروعة للشعب السوري ودعوته للاصلاح وتحديد مصيره بنفسه وعدم تدخل الاجانب فی شؤون وسوريا وعدم استخدام الارهاب کأداة لتحقیق الاهداف السياسية".

وأضافت أفخم "المبادرة الایرانیة المكونة من اربعة بنود لحل الأزمة السوریة تأتي في الاطار نفسه ویجري تحديثها حاليا وسيتم طرحها بعد التشاور مع الحكومة السورية وسائر اللاعبين المؤثرين". وجددت أفخم تاكيدها ان بلادها "ترى ان الأزمة السورية ليس لها حل عسكري وأن الحل سياسي ودبلوماسي ولا بد أن يكون قائماً على الحوار والوفاق".