تحدث كتاب ونقاد ومثقفون عراقيون في الذكرى الخامسة لرحيل غازي القصيبي، مشيرين إلى أن شخصيته تنفرد بجوانب مضاءة، حيث كان دائما في عمق التحولات التي مر بها التاريخ العربي الحديث.
علي حسن الفواز
&
ناقد وكاتب عراقي
&
استعادة ذكرى غازي القصيبي تعني استعادة وهج المثقف، وطراوة الشاعر، وحيوية السارد الذي يرى العالم والتاريخ بعيون أكثر إبصارا. فلم يكن القصيبي إلاّ صورة أنيقة لهذا المثقف الذي يحلم دائما بـ(الحرية العميقة) تلك التي إستغرقتها قصيدته، والتي كشفت عن انحساره ب(اللغة)..
&
قد يبدو القصيبي كاتبا جامعا، وقريبا من أنموذج المثقف المديني، لكنه أيضا يجسد حضورا خفيا للمثقف الذي يتوق كثيرا لعشقه ولحريته. وهذا التوق يسبغ على قصيدته أجواء رومانسية، وطلاوة قد تعيدنا الى قصائد الرومانسيين الذين إنحازوا للطبيعة والجمال والأنوثة، ومنذ كتابه الشعري الأول ( ورود على ضفائر سناء) والى كتابه (فدى ناظريك) نتلمس هواجس الشاعر الذي يستدعي العالم الى القصيدة، وبحثه الدائب عن لحظة جمال صافية، مثلما هي رفضه لكل أشكال القبح والكراهية، إذ ظلت هذه المشاعر تساكنه، وتلطّف أجواء قصيدته ذات البنى التقليدية في أسلوبيتها وفي نظامها الصياغي، وتمنحها شحنات حسية تعويضية، يدرك الشاعر أهميتها في تشكيل ملامح خاصة لتجربته، ولنظرته الشعرية بعيدا عن الحمولات التجريبية التي إنغمرت بها القصيدة العربية منذ أكثر من نصف قرن..
&
القصيبي شاعر له خصوصية حميمة، وله عوالمه التي ينهل منها وجدانياته وإنجذاباته، والتي تؤطر القصيدة بسمات باتت معروفة بها، ومعرّفة لها، وهذا ما يمكن إستعادته دائما في شعرية القصيبي الباذخة، والتي تجاوز مشاغله الأخرى في الكتابة النثرية والتاريخية المهمومة أيضا بالكثير من الهواجس التي لا يمكن التغافل عن شعريتها.
&
قاسم موزان
&
كاتب وإعلامي عراقي محرر في صحيفة &الصباح العراقية
&
شخصية القصيبي تتفرد &بجوانب مضاءة &لم تندرج في سياق محدد، ولم تكفها شواطئ الابداع في الشعر والنثر، هو المثقف الواعي والاستاذ الجامعي و السفير والوزير، يتميز شعره بالريادة التجديدية خصوصا في الصياغة اللغوية، مفردات وتراكيب ويشكل الاستهلال واحد من النماذج المهمة التي آل اليها استهلال القصيدة المعاصرة لاستلهام مضامين جمالية في الخطاب الشعري بعد التخلص من المقدمات الطويلة التي انتعشت في زمنها، اذ امست القصيدة لا تتجاوز عدة أبيات ملامسا جوهر مقومات النص الشعري من &مقومات تشكيلية وموسيقية وموضوعا. يبقى الراحل شاعرا يحمل راية الريادة في تجديد القصيدة الحديثة مع آخرين يسعون لذات التوجه.
&
علي ابو عراق
شاعر وصحفي عراقي:
&
الشاعرغازي القصيبي الذي عاش في السنين الأشد حراكا وديناميكية في التاريخ العربي الحديث (1940 – 2010) حيث العتبات الجديدة في الثقافة العربية شعرا ونثرا ومسرحا وغيرها والتحولات السياسية الصاخبة في معظم البلدان العربية ..كان غازي القصيبي في عمق هذه التحولات التي أمسكته من طرفيه من الأدب حيث كان شاعرا وناثرا ومن السياسية حيث كان سفيرا لبلاده ..فأثر وتأثر من الناحية الأدبية، فكان شاعرا له عدة مجاميع شعرية بلور فيها نظرته للسياسة والمجتمع فضلا عن نتاجات في الرواية...فلا يمكن أن تفصل القصيبي الوزير او السفير عن الشاعر...ومن الطبيعي أن يكون تاثره كبيرا بالأدب العربي وخصوصا العراقي بسبب انطلاق رحلة الحداثة الشعرية فيه مع السياب ونازك والبياتي والبريكان ..كما تاثر كثيرا بالشاعر نزار قباني ، كما له إسهامات صحفية متنوعة، وينظر له العراقيون باعتباره من أكثر الشعراء السعوديين حضورا ومن الشعراء المجددين".
&
التعليقات