كولومبو: يدلي الناخبون في سريلانكا اليوم الاثنين باصواتهم في اقتراع سيحاول رجل البلاد القوي السابق ماهيندا راجاباكسي العودة الى قلب السلطة بعد ثماني سنوات من هزيمته القاسية امام مايثريبالا سيريسينا الآتي من خارج الطبقة السياسية.

ودعي اكثر من 15 مليون ناخب الى هذه الانتخابات لاختيار اعضاء البرلمان البالغ عددهم 225 نائبا. ويأمل راجاباكسي في ان تشكل هذه الانتخابات فرصة له ليعود الى الساحة السياسية، لكن كرئيس للحكومة هذه المرة.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي عند الساعة السابعة (01,30 تغ)، ومن المقرر ان يستمر التصويت تسع ساعات تحت مراقبة 74 الف شرطي وعنصر من القوات الخاصة، حسبما ذكرت مصادر رسمية.

وكان مايثريبالا سيريسينا دعا الى هذه الانتخابات قبل عام من موعدها المحدد لانهاء الجمود في البرلمان، الذي يسببه انصار خصمه، مؤكدا انه سيقطع الطريق على خصمه الذي يواجه عدد كبير من المقربين منه اتهامات بالفساد. لكن هذا لم يمنع الرجل القوي سابقا في جذب حشود هائلة خلال الحملة الانتخابية بفضل شخصيته وحضوره القوي.

وقال الرئيس السابق البالغ من العمر 69 عاما عند ادلائه بصوته في الساعة 10,53 في توقيت يعتبره علماء الفلك ملائما "سنربح وهذا مؤكد". واضاف "يجب ان نبقى هادئين ونستمتع بفوزنا". وينتمي الرجلان الى حزب تحالف الشعب الموحد من اجل الحرية. وكان سيريسينا وزيرا للصحة في حكومة راجاباكسي قبل ان ينشق عنه ويخوض حملة الانتخابات الرئاسية.

ويتمتع راجاباكسي الذي اعتمد على انتصاره العسكري على المتمردين التاميل في 2009 بعد 37 عاما من بدء حركتهم الانفصالية، بشعبية كبيرة في الاوساط السنهالية التي تمثل 75 بالمئة من سكان سريلانكا البالغ عددهم 20 مليون نسمة. لكن عددا كبيرا من افراد الاقلية التاميل يكنون له الكراهية وصوّتوا لمصلحة سيريسينا في كانون الثاني/يناير بعد مقاطعتهم الانتخابات السابقة.

ويرى المحللون ان الشخصية القوية التي يتمتع& بها الرئيس السابق لن تحسن فرصه في تشكيل تحالف، لا سيما ان الرئيس الجديد للحكومة سيحصل على الارجح على دعم الاحزاب التي تشكل اقلية لتشكيل حكومة. وليست هناك استطلاعات للرأي، لكن يتوقع الا يحصل اي حزب على الغالبية.

ويرى شارو لاتا هوغ من مركز الدراسات شاتام هاوس في لندن ان راجاباكسي سيواجه صعوبات في ايجاد حلفاء. وقال انه "مقيت في نظر التاميل والمسلمين لانه يمثل ارهاب الدولة". وقد يطلب سيريسينا الذي بات يقود حزب تحالف الشعب الموحد من اجل الحرية، من الحزب القومي الموحد الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته تشكيل الحكومة المقبلة بدعم من حزبي التاميل والمسلمين.

وفي الواقع دعا الرئيس الى "حماية ثورة الثامن من كانون الثاني/يناير" في تصريحات، فسرها مراقبون بانها دعوة الى التصويت لمصلحة الحزب القومي الموحد. وفي رسالة وجهها الى خصمه، قال سيريسينا "حتى اذا كان علي التدخل لتشكيل ائتلاف، فلن تكون رئيسا للوزراء"، منتزعا بذلك الصلاحيات الواسعة التي تمتع بها راجاباكسي خلال حكمه.

وقال المحلل السياسي كوسرال بيريرا "اذا حصل راجاباكسي على نتيجة جيدة فليس لدى سيريسينا خيار آخر سوى تعيينه رئيسا للوزراء". واضاف "لكنني لا اعتقد ان هذه القضية ستطرح، وسوف يصبح على الاكثر زعيما للمعارضة".

من جهته اكد رئيس الحكومة رانيل ويكريميسينغه ان قرار ترشح الرئيس السابق طغت على ملفات كبرى اخرى. وقال رئيس الوزراء "هل تريدون بلدا جديدا وحكومة يفكران في مستقبلكم ام تريدون بناء مستقبل عائلة راجاباكسي".

ويقول معارضو راجاباكسي ان كل ما يسعى اليه هو الحصول على حصانة برلمانية. فمنذ هزيمته اتهم اثنان من اخوته وزوجته بالفساد. وورد اسم ابنه في تحقيق في مقتل بطل سابق في الركبي. ويرى شارو شاتا لونغ انه "دخل السباق ليحمي نفسه".
&