رد الرئيس الروسي على احتجاجات أوكرانية بشأن زيارته إلى شبه جزيرة القرم مؤكداً أن الموضوع أنهاه أهالي القرم أنفسهم، وخلال زيارته غاص بوتين إلى أعماق البحر الأسود.

نصر المجالي: واصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى منطقة القرم، وهي المنطقة التي استعادت الهوية الروسية في العام 2014 من خلال تصويت مواطنيها في الاستفتاء العام لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية احتجت يوم الإثنين على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القرم، فيما أعلن رئيس الجمهورية الأوكرانية، بيوتر بوروشينكو، أنه يرى أنه من الضروري أن يزور الرئيس الروسي القرم بموافقة السلطات الأوكرانية.

ورداً على الاحتجاج الأوكراني، قال بوتين للصحافيين: "لا أعلق على ذلك لأن مستقبل القرم حدده سكان هذه المنطقة. فقد صوتوا لصالح العودة إلى روسيا، وانتهى الموضوع". يجدر بالذكر أن تبعية القرم نُقلت من روسيا إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية في عام 1954.

بوتين الغواص

وإلى ذلك، غاص الرئيس الروسي إلى قاع البحر الأسود قبالة سواحل شبه جزيرة القرم على متن غواصة الأعماق. وأفادت قناة "لايف نيوز" أن الرئيس الروسي ألقى نظرة على حطام السفن الغارقة في القرنين العاشر والحادي عشر.

وأشار بوتين إلى أن هذا الغوص فرصة أخرى للتأكد من مدى عمق الجذور التاريخية الروسية وتاريخ العلاقات العميقة مع العالم.

وهنأ بوتين الجمعية الجغرافية الروسية بالذكرى السنوية الـ170 على تأسيسها، وأشار إلى صدفة وجوده في هذا اليوم في شبه جزيرة القرم وحصوله على فرصة الاطلاع على الآثار النادرة العائدة إلى القرنين العاشر والحادي عشر.

وأوضح بوتين أنه يتحدث عن السفينة الشراعية التي كانت تحمل البضائع وغرقت في خليج بالاكلافا. وأشار إلى أنها معلم مثير للاهتمام، لكنه ما يزال قيد الدراسة من قبل الخبراء.

يذكر أن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس إدارة الكرملين سيرغي ايفانون ورئيسة المجلس الفيدرالي فالنتينا ماتفيينكو ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يرافقون الرئيس فلاديمير بوتين في زيارته إلى القرم.

اجتماع الاثنيات

واجتمع الرئيس الروسي خلال زيارته منطقة القرم مع ممثلي مجموعات اثنية قرمية. وينتمي سكان القرم إلى 175 مجموعة اثنية أكبرها المجموعة الروسية (68 في المائة من مجموع سكان القرم) والأوكرانية (16 في المائة) والتتارية (أكثر من 10 في المائة).

وقال رمزي إلياسوف، أحد قادة المجموعة الاثنية التتارية القرمية، خلال الاجتماع مع الرئيس بوتين إن عودة القرم إلى روسيا حدث مصيري لشعوب القرم كافة بما فيها الشعب التتاري. ومن جانبه قال بوتين إن تطور المنطقة الناجح رهين بالثقة والتفاهم بين أجناس القرم.

وكان أحد الإجراءات العاجلة التي اتخذتها السلطات بعدما استعادت المنطقة الهوية الروسية بمشيئة سكانها، إصدار القانون الذي يثبت المساواة بين اللغات الرسمية الثلاث: الروسية والأوكرانية والتتارية. ووعد بوتين خلال لقائه ممثلي المجموعات الاثنية القرمية بأنه سيبحث تسهيل إجراءات منح الجنسية الروسية للتتار الذين عادوا إلى القرم من الخارج.

وفي الأخير، قال تقرير صحافي روسي إن المجتمعين لم يدعوا الرئيس بوتين ينصرف بلا هدية، فقد سلّموه هدية ترمز إلى المهد الذهبي، موضحين أنه كنز مخبأ في جبال القرم، ومَن يملكه فهو قادر على حفظ السلام الاجتماعي في شبه جزيرة القرم.