تبيّن دراسة قامت بها أجهزة المخابرات الأوروبية والأميركية أنّ الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، لم يكن رجل مخابرات بارعا كما يسوق لذلك البعض، إنما كان جاسوسا فاشلا وتولى أدوارا ثانوية في جهاز "كي جي بي"، وهو ينقل بمغامراته روسيا إلى الدول التي ينظر اليها العالم سلبا.


عبدالإله مجيد من لندن: يرى مراقبون ان حرب فلاديمير بوتين "الهجينة" في اوكرانيا من صنع شخص تخرج من جهاز الاستخبارات السوفيتية، شخص متمرس في العمليات السرية ولا يتورع عن استخدام الخداع كاستراتيجية.

والمعروف ان بوتين كان ضابطاً في جهاز الاستخبارات السوفيتية "كي جي بي" وعمل فترة في المانيا الشرقية. ولكن عناصر في الجهاز يرفضون ان يُحسب بوتين واحداً منهم لأنه كان بنظرهم جاسوساً فاشلا.

فاشل !

هذا ما أكده خبراء في أجهزة الاستخبارات الاميركية والاوروبية درسوا حياة الرئيس الروسي التي امتدت 17 عاما في الاستخبارات الروسية. إذ وصف هؤلاء ايضا بوتين بأنه جاسوس فاشل كان العمل جارياً على إبعاده من جهاز الكي جي بي عندما انهار الاتحاد السوفيتي. ولكنه في هذه الأثناء استغل علاقاته السياسية لشق طريقه الى السلطة.

مقامر مخمور

تنقل صحيفة واشنطن بوست عن مصدر استخباراتي قوله ان بوتين "كان يُعد مغامرا لا يفهم عواقب الفشل وان جهاز الكي جي بي في تلك الحقبة لم يكن ميالا الى المغامرة".

ويلاحظ محللون ان صورة بوتين هذه أكثر انسجاماً مع أدائه في الكرملين من صورته جاسوساً بارعاً. فبوتين يبدي اليوم استخفافاً سافرا بالرأي العام الروسي وتجاهلا لا مسؤولا للعقوبات التي تلحق اضراراً متواصلة بالاقتصاد الروسي، وبالاستياء الدولي الذي اثارته مغامرته في اوكرانيا، وهي كلها صفات "مقامر مخمور"، على حد تعبير واشنطن بوست.

دور مخابراتي ثانوي

ومما كشفه الخبراء الذين درسوا تاريخ بوتين في عالم الجاسوسية انه كان مكلفاً بمهمة ثانوية في مدينة درسدن وليس في برلين عاصمة المانيا الشرقية عام 1985 ثُم أُرسل للالتحاق بجهاز مكافحة التجسس في مدينة لينينغراد وليس في موسكو بعد انتهاء فترة عمله في المانيا الشرقية.&

وقال مصدر استخباراتي غربي طلب عدم ذكر اسمه ان تعيينه في لينينغراد "كان رسالة بأن عليه ان يبحث عن مهنة اخرى".&

تكتيك وصعود

أما صعود بوتين بعد ذلك بمساعدة اناتولي سوبتشاك عمدة لينينغراد أولا ثم الرئيس الروسي وقتذاك بوريس يلتسن، فهذه قصة اخرى.

ويعتبر مراقبون ان بوتين أبدى في طريقه الى الكرملين دهاء ومهارة تكتيكية واحياناً حنكة رجل دولة كما في العلاقات مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر. ولكنه ابدى ايضا ميلا الى المقامرة حتى حين تكون احتمالات الفوز ضئيلة.

وحذر صندوق النقد الدولي مؤخرا من ان الاقتصاد الروسي سينكمش بنسبة 3.4 في المئة هذا العام إذا استمرت العقوبات سارية.

روسيا بوتين... إلى الهاوية

وقال مركز بيو للأبحاث في تقرير ان روسيا تفوق الولايات المتحدة من حيث النظرة السلبية اليها في غالبية مناطق العالم.

ويبلغ الفارق بين صورة روسيا وصورة الولايات المتحدة 43 في المئة على المستوى الاوروبي مثلا. إذ قال 69 في المئة من الاوروبيين انهم ينظرون نظرة ايجابية الى الولايات المتحدة مقابل 26 في المئة لصالح روسيا.

وفي افريقيا يبلغ الفارق 42 في المئة. إذ تبين ارقام مركز بيو للأبحاث ان 79 في المئة ينظرون ايجابيا الى الولايات المتحدة مقابل 37 في المئة لصالح روسيا.